وسط تقلبات العملات الرئيسية.. جاذبية الدولار تتجاوز مخاطر العزل

ارتفعت حصة الدولار من الاحتياطيات إلى 61.9% من إجمالي الاحتياطيات العالمية، في الربع الأول من العام الجاري

باستثناء الدولار، تشهد أسعار العملات الرئيسية في العالم المزيد من الضغوط والتقلبات، وسط حيرة المتعاملين بين مشاعر التفاؤل حيال انتعاش النمو العالمي وبين المخاوف من زيادة جديدة في إصابات كوفيد-19 قد تحول دون تعاف سريع. 

ووجد الدولار الأمريكي بعض الجاذبية اليوم الثلاثاء، فيما غطت المخاطر من تزايد حالات كورونا علي بيانات اقتصادية قوية وكبحت الثقة في تعاف اقتصادي من جائحة كوفيد-19. 

وعقب تراجعه أمس الإثنين، استقر الدولار أمام معظم العملات الرئيسية وظل قرب أقل مستوى في أسبوعين مقابل سلة من العملات مقتديا بالحالة المزاجية في أسواق الأسهم. 

•  أسعار العملات حائرة بين البيانات والمخاوف.. الدولار مستقر
• الدولار يتمسك بمكاسبه رغم ارتفاع إصابات كورونا في أمريكا

وقال موه سيونج سيم، محلل أسواق الصرف في بنك سنغافورة، "الأسواق متوترة. مازالت مشدودة بين تحسن الاقتصاد وتسارع الفيروس."

ودفع تفشي جائحة كورونا دول العالم، إلى زيادة إقبالها على حيازة الدولار الأمريكي، كملاذ آمن في وقت تواجه فيه الإمدادات العالمية تهديدا قائمة.

وتشير أحدث تقارير صندوق النقد الدولي، أن دول العالم قامت بإضافة ما يزيد قليلا عن 50 مليار دولار، أضيفت على أصولها الاحتياطية بعملة الدولار، خلال الربع الأول من العام الجاري فقط. 

وبسبب هذه الزيادة، ارتفعت حصة الدولار من الاحتياطيات إلى 61.9% من إجمالي الاحتياطيات العالمية، في الربع الأول من العام الجاري، مقارنة مع 60.8% من إجمالي الاحتياطات في الربع الأخير من العام الماضي. 

ووفق بيانات الصندوق، بلغ إجمالي احتياطات دول العالم بعملة الدولار الأمريكي، حتى نهاية الربع الأول من العام الجاري، نحو 6.794 تريليون دولار، مقارنة مع 6.744 تريليون دولار بنهاية 2019.

وعلى صعيد العملات الأخرى، نزل الدولار الأسترالي من أعلى مستوى في شهرين بعدما ألزمت ثاني أكبر ولاية في البلاد من حيث تعداد السكان مواطنيها بالبقاء في المنزل لمدة ستة أسابيع وعزل مدينة ملبورن للحد من تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا. 

ولم يطرأ تغير على الدولار الأسترالي بعدما أعلن البنك المركزي بقاء سعر الفائدة الرئيسية عند مستوى متدن قياسي يبلغ 0.25% كما هو متوقع، مضيفا أنه سيبقي على سياسة التيسير طالما هناك حاجة لذلك. 

واستقر الدولار النيوزيلندي عند 0.6554 دولار أمريكي بعدما اختبر ونظيره الأسترالي الحد الأقصى لنطاق حافظا عليه لنحو شهر. 

واستقر اليورو دون أعلى مستوى في أسبوعين الذي بلغه أمس عند 1.1311 دولار واستقر الجنيه الإسترليني عند 1.2505 دولار والعملة اليابانية عند 107.36 ين مقابل الدولار. 

وقال تيرنس وو من بنك أو.سي.بي.سي في سنغافورة في مذكرة "على الأرجح تجاوزنا الأسوأ ولكن لا يمكن اعتبار التعافي السريع والثابت التصور الأساسي"ـ متوقعا أن يستمر ضعف الدولار لكن في حالة وجود مخاطر للعودة لإجراءات العزل.