بـ"الدومينو".. كوبا تنتظر السائحين
السياحة الدولية تعود في أول يوليو المقبل مع بداية المرحلة الثانية من رفع تدابير الإغلاق وبشكل انتقائي للغاية
بدأت كوبا العودة إلى الحياة الطبيعية بانتظار مجيء السياح الأجانب مطلع يوليو/تموز القادم، وفي غضون ذلك يجلس أصدقاء حول رقعة دومينو للعب والتخطيط ابتهاجا بعودة فتح المتاجر تدريجيا واستعادة أنشطة النقل المشترك، بعد أكثر من 3 أشهر تقريبا من العزل بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
وتعود السياحة الدولية في كوربا أول يوليو/ تموز مع بداية المرحلة الثانية من رفع تدابير الإغلاق وبشكل انتقائي للغاية.
وقبل 100 يوم، كان لوتشيانو ورينولد يلتقيان بانتظام للعب الدومينو التي تعتبر التسلية المفضلة على الجزيرة، في فناء منزلهم الواقع في مدينة سان خوسيه دي لاس لاخاس التي يبلغ عدد سكانها 73 ألف نسمة في مقاطعة مايابيكي شرق هافانا.
لكن في نهاية مارس/آذار الماضي، بعد ظهور أولى الإصابات بفيروس كورونا في كوبا، أوصت الحكومة الشيوعية السكان بالبقاء في منازلهم وأوقفت وسائل النقل العام عن العمل وفرضت وضع الكمامات.
وقد تمكن الأصدقاء الثلاثة الخميس، في اليوم الأول من المرحلة الأولى لرفع تدابير الإغلاق، من العودة إلى روتينهم ولعب الدومينو مجددا واضعين كمامات على وجوههم.
وقال رينولد دييبا الرجل المتقاعد البالغ من العمر 82 عاما "لم نحلم فقط بلعب الدومينو مجددا، لكن كنا نتمنى أن يتخلص العالم من الأزمة الصحة الراهنة، ولسوء الحظ، هذه ليست الحال".
وقد سجلت الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 11.2 مليون نسمة حتى الخميس 2295 إصابة بفيروس كورونا و85 وفاة، وهو معدل أقل من العديد من دول المنطقة ما سمح لها بإعلان أن الوباء تحت السيطرة.
ولا تزال هافانا ومقاطعة ماتانساس المجاورة حيث يقع منتجع فاراديرو الساحلي، تحت تدبير الإغلاق في الوقت الراهن حيث تتركز الإصابات الجديدة.
معبر حدودي
وستتمكن بقية الجزيرة من استعادة أنفاسها، حتى لو بقيت الكمامات والتباعد الاجتماعي إلزامية.
وقال لوتشيانو مارتينيس البالغ 74 عاما "أنا سعيد، لقد مر شهران لم نتمكن فيهما من اللعب، وهنا نحن نبدأ مجددا" لعبة الدومينو.
ولم يسجل جزء كبير من الجزيرة التي أغلقت حدودها في 24 مارس/ آذار الماضي واتخذت سياسة صارمة لحجر معارف المرضى أيضا، أي حالات منذ أسابيع.
لكن بما أن هافانا تعتبر بؤرة للخطر، فقد تم إنشاء معبر حدودي عند الانتقال من العاصمة إلى سان خوسيه على مسافة 30 كيلومترا.
و بمؤازرة شرطي، يوقف فريق طبي أي زائر على الطريق المؤدي إلى هذه المدينة التي أعلنت خلوها من الوباء، ويأخذ درجة حرارته وهويته.
وبمجرد عبور هذه النقطة، تلاحظ فورا الفروق مقارنة بهافانا: فقد عادت سيارات الأجرة والحافلات التي تعتبر أساسية في هذا البلد للذهاب للعمل حيث يملك عدد قليل جدا من السكان سيارة.
ورغم ذلك، يبقى الحذر ضروري عند ركوب الحافلات، على الركاب تطهير أيديهم بمحلول يحتوي الكلور، ويحظر جلوسهم جنبا إلى جنب.
عناق الأصدقاء
في الوقت الحالي، السياحة الدولية غائبة وهي المحرك الاقتصادي للبلاد.
ولن تعود حتى الأول من يوليو/تموز المقبل، بداية المرحلة الثانية من رفع تدابير الإغلاق، وبشكل انتقائي للغاية، لأن السياح الأجانب سيتمكنون فقط من زيارة الجزر الصغيرة المتاخمة لكوبا دون الاختلاط بالسكان.
وقد تبدأ المرحلة الثالثة من عودة البلاد إلى الحياة الطبيعية كليا في أغسطس/آب المقبل.
وفي سان خوسيه دي لاس لاخاس، علقت لافتات "مفتوح" على واجهات المتاجر.
وقال يوسنافي دياس (23 عاما) من أمام متجره للطباعة الرقمية "بدأنا العمل بعد ثلاثة أشهر من التوقف، وسنرى كيف سيتطور الوضع".
وأضاف "عناق الأصدقاء والتجمعات العائلية هي أكثر ما اشتقت إليه".
وعاد أندريه فرنانديس وهو حلاق يبلغ من العمر 54 عاما إلى العمل أيضا وقال "نحن نعمل مع احترام قواعد التباعد الاجتماعي وندخل زبونا تلو الآخر إلى الصالون".
وتابع:" أضع كمامة، ولا يمكن للزبون أن يكون مواجها لي ولا يمكننا التحدث".
على مسافة بضعة أمتار، يقوم إيدي بيريس، وهو موظف في مطعم صيني، بتحضير الطاولات لكن لا يمكن استقبال الزبائن إلا بنسبة 50 % من قدرة المكان الاستيعابية.
ورغم ذلك، يشعر بيريس بالسعادة لعودة الحياة إلى طبيعتها في المدينة وقال "نرى حياة مختلفة في المدينة، في وسائل النقل، ونرى أشخاصا ينتقلون من مكان إلى آخر، وهذه أمور لم نكن نراها" خلال فترة الإغلاق "وهذه هي الحياة".