كاتب أمريكي: لا تتركوا لبنان "فريسة" لحزب الله وإيران
الكاتب حذر من أن حزب الله لديه قاعدة عريضة من الخيارات في القطاعات الرسمية وغير الرسمية
قال الكاتب الأمريكي الدكتور حسين إبيش إن إيران تتعامل مع لبنان كمستعمرة "وفريسة" مستغلة نفوذ حزب الله في هذا البلد، محذرا من أن ذلك قد يقود لبنان نفسه إلى دولة منبوذة من العالمين العربي والغربي.
وأضاف إبيش، وهو باحث كبير لدى معهد دول الخليج العربية في واشنطن، خلال مقال له منشور عبر وكالة "بلومبرج" الأمريكية، أن المناورة الأولى في حملة "الضغط الأقصى" لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد إيران كانت العقوبات الجديدة ضد حزب الله التي تزايدت على مدار عامي 2017 و2018.
- مسؤول أمريكي: واشنطن ستعاقب من يدعم حزب الله "عينيا"
- محتجز سابق لدى إيران يفند مزاعم حزب الله اللبناني
وأشار الكاتب، خلال مقاله، إلى أن مارشال بيلينجسلي مساعد وزير الخزانة الأمريكي لشؤون مكافحة الإرهاب المالي قاد الدفع من أجل عزل حزب الله وإقناع المصرفيين اللبنانيين ومؤسسات الدولة بوقف إجراء أعمال تجارية مع التنظيم الموالي لإيران، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة استهدفت "جمال ترست بنك" في أغسطس/آب بعقوبات بسبب تيسير الأمور المصرفية لحزب الله.
لكن الكاتب حذر من أن حزب الله لديه قاعدة عريضة من الخيارات في القطاعات الرسمية وغير الرسمية، فضلًا عن التأييد الشعبي خاصة بين المجموعات الطائفية، التي تمنحه دورا هاما في البرلمان، والأكثر أهمية المليشيات المسلحة تسليحا جيدا.
وأشار إبيش إلى أن هذا يجعل حزب الله هدفا مهما للعقوبات بالنسبة إلى الولايات المتحدة، إذ إنه لم يعد مجرد مليشيا لبنانية وحزب سياسي، ولكن عنصرا إقليميا يدرب ويوجه ويقدم إمدادات إلى المجموعات الإيرانية في العالم العربي من سوريا إلى اليمن.
وأوضح الكاتب أن التخلي عن لبنان الآن إلى سيطرة حزب الله من شأنه منح السيطرة على البلاد لإيران، لافتا إلى أن هناك خطرا حقيقيا حول أنه يمكن أن يعود لبنان إلى حالة الفوضى العارمة التي اتسمت بها حروبه الأهلية أو الانتكاس إلى دولة عاجزة، وفي أي من تلك الاحتمالات سيشكل الأمر تهديدا أكبر بكثير على المنطقة عما يشكله حزب الله الآن.
وأكد إبيش أن هذا الأمر يجعل من المنطقي بالنسبة إلى الولايات المتحدة والدول العربية مضاعفة دعمها لتلك الأجزاء من لبنان -وتحديدا المجتمع المدني والمجموعات السياسية- التي تعارض حزب الله وفي حاجة عاجلة إلى التعزيز، مشددا على أن لبنان ليس دولة حزب الله، لكن معاملته هكذا تخاطر بأن تحقق النبوءة نفسها.