ترامب في 30 يوما.. سياسة خارجية بلا خطوط حمراء

في الفترة الأولى من ولايته الثانية، سعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تحقيق رؤية مختلفة عن تلك التي تبناها أي من أسلافه الـ46 تقريبا، فقلب السياسة الخارجية الأمريكية رأسا على عقب.
فخلال شهر واحد فقط في منصبه، أوضح دونالد ترامب أنه يرى الرئاسة بمصطلحات مختلفة تمامًا عن أي من أسلافه الـ44 تقريبًا.
تلك الرؤية بدت واضحة في بيان نشرته المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفات والتي قالت: «في شهر واحد، أنجز الرئيس دونالد ترامب بالفعل أكثر مما أنجزه معظم الرؤساء طوال فترة ولايتهم، حيث أوفى بوعده بتدشين العصر الذهبي الجديد لأمريكا. لقد اتخذ الرئيس ترامب إجراءات تاريخية لتأمين الحدود الجنوبية، وإطلاق العنان لهيمنة أمريكا على الطاقة، وحماية العمال الأمريكيين، وإعادة ترسيخ القوة الأمريكية في الخارج».
انحراف السياسة الخارجية
وبحسب موقع «أكسيوس» الأمريكي، فإنه من الصعب المبالغة في «مدى السرعة والعنف في انحراف السياسة الخارجية لترامب عن سياسة الرئيس السابق جو بايدن - وفي كثير من الأحيان عن خطاب حملته الانتخابية الخاص بأمريكا أولاً».
فحتى قبل توليه منصبه، هدد ترامب بالاستيلاء على قناة بنما وغرينلاند، وفي وقت لاحق، فاجأ زعماء الشرق الأوسط ومستشاريه عندما أعلن عن خطته بشأن تحويل قطاع غزة إلى منتجع ريفييرا مملوك للولايات المتحدة.
دوافع توسعية
ولقد أصر مرارًا وتكرارًا على أن تصبح كندا الولاية رقم 51 في الولايات المتحدة، الأمر الذي بدا وكأنه مزحة في البداية، لكن رئيس الوزراء جاستن ترودو وصفه بأنه «شيء حقيقي» في لحظة ساخنة على الميكروفون.
ويقول الموقع الأمريكي، إن الدوافع التوسعية لترامب، مثل تهديداته بفرض الرسوم الجمركية، أضفت على شهره الأول إحساسا بالقوة الأمريكية، مشيرًا إلى أن مطالبه الإقليمية، قد تتلاشى أو تتقلص إلى حد كبير (من خلال التفاوض على خفض رسوم عبور القناة من بنما، على سبيل المثال)، لكنها تعمل على تغذية شعور عالمي بأن أمريكا ترامب هي مصدر الخوف، بما في ذلك من جانب الحلفاء.
ولم يزعج أي شيء شركاء أمريكا الأوروبيين منذ فترة طويلة بقدر معاملته للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي استُبعد من المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا هذا الأسبوع، ثم تعرض لانتقادات متكررة من الرئيس ترامب.
فزع أوروبي
ويشعر الحلفاء الأوروبيون بالفزع من تخلي ترامب الواضح عن أوكرانيا، ويتحسرون علانية على عدم قدرتهم على الاعتماد على واشنطن.
من جانبه، يزعم فريق ترامب أن أوروبا اعتمدت على القوة الأمريكية لفترة أطول مما ينبغي، وأن النهج السابق الذي اتبعه حلف شمال الأطلسي في التعامل مع أوكرانيا لم يؤد إلا إلى إطالة أمد حرب رهيبة.
وبعد ثمانية عقود من الزمن، لا شك أن الزواج عبر «الأطلسي» أصبح على حافة الهاوية.
واختتم الموقع الأمريكي، بالتأكيد على أنه «قد لا يتمكن ترامب من تغيير الخريطة، لكنه يغير العالم كما نعرفه».