"العين الإخبارية" تسأل "هل التبرّع للمستشفيات زكاة؟".. وعلماء يختلفون

يحجز العديد من المؤسسات الخيرية والمستشفيات مساحة كبيرة من خريطة الإعلانات خصوصاً في شهر رمضان لدعوة المشاهدين إلى مزيد من التبرعات.

بعض الإعلانات يستقدم شيخاً أو عالماً ليفتي بأحقية هذه المستشفيات والجمعيات بأموال الزكاة أو الصدقات، حتى تزيد حصيلة التبرعات.

"العين الإخبارية" تواصلت مع عدد من رجال الدين في مصر، وطرحت عليهم سؤال: "هل التبرع للمستشفيات يحسب من الزكاة أم هو مجرد صدقة؟".

تجوز كزكاة

يقول الدكتور عبدالسلام عبدالمنصف لاشين، أحد علماء الأزهر الشريف، إنه يجوز شرعاً أن يحسب التبرع للمستشفيات والجمعيات الخيرية من زكاة المال، لأنها تندرج تحت السهم السابع من مصارف الزكاة "وفي سبيل الله".

ويوضح لاشين لـ"العين الإخبارية" أن الإمام الرازي قال في تفسيره بأن كل شيء يرغب الإنسان منه رضا الله يندرج تحت هذ البند.

وأكد لاشين أن التبرع للتعليم والصحة وغيرها من المقتضيات تندرج تحت هذا البند: "يجوز شرعًا وتحتسب من الزكاة".

تجوز بعد التحري

ويوافقه الدكتور سامي العسالة، مدير التفتيش الديني الأسبق بوزارة الأوقاف المصرية، مؤكدًا أن العلماء وسّعوا مصرف "وفي سبيل الله"، وقالوا إنه يندرج تحته كل ما هو في سبيل الله من بناء المستشفيات والجمعيات وشق الترع والمصارف وأي منفعة عامة.

وأوضح العسالة لـ"العين الإخبارية" أن كل الأعمال الخيرية تدخل في مصرف "وفي سبيل الله"، لكن شدد على أهمية الحرص وأخذ الحيطة وعدم الانسياق خلف الإعلانات حتى ولو كانت تحت شعارات دينية أو أحاديث نبوية أو بواسطة علماء.

وشدد على أهمية تحري موطن إنفاق الزكاة بمثل أهمية تحري طيب المال الذي تخرج الزكاة منه.

وطالب العسالة الأغنياء وميسوري الحالي بعدم التساهل، وتقديم التبرعات بحسب الأولوية، في المعاهد والمستشفيات العامة التي ليس لديها قدرة على الإنفاق الإعلاني أولى من المستشفيات الخاصة التي تنفق ملايين على الإعلانات.

ويرى العسالة أن تودع الزكاة في الأماكن التابعة للدولة لأنها أولى، كما أنها مساعدة للدولة في إتمام مهامها الخاصة بالصحة.

صدقة لا زكاة

ويرى الداعية الإسلامي إسماعيل الريس أن هذه التبرعات تندرج تحت بند الصدقات، لأن الزكاة لا توزّع إلا عن طريق المختص بجمعها.

واستنكر الريس، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، تعدد جهات جمع الزكاة مما يبدد أموالها ولا يجعلها تحقق الغرض الاجتماعي الذي أراده الإسلام منها.

وطالب الريس بأن تكون هناك واحدة لجمع الزكاة تتولى جمعها وتوزيعها على الأماكن المحتاجة حسب الأولوية.