"داون تاون" الخرطوم.. ساحات توحد السودانيين رغم الانفصال
ساحات "داون تاون" من أهم المجالس التي تجمع الجنوبيين بسودانيي الشمال في العاصمة الخرطوم، كما أنها موطن لكل محبي الثقافة.
"داون تاون" الخرطوم ساحات عريقة مترامية الأطراف، تحفها الأشجار من كل جانب، وتحدها بعض المعالم الشهيرة وسط العاصمة السودانية، يملؤها القادمون من الجنوب والباحثون عن ملاذ آمن.
هذا المكان يعد من أهم المجالس التي تجمع الجنوبيين بسوداني الشمال، خاصة من تربطهم صداقات قديمة، وكذلك هي موطن لكل محبي الثقافة، فيجول الباعة الجائلون بكل أرجائها يبيعون الكتب والمجلات وكل ما له علاقة بالمثقفين الذين يملأون كل زاوية داخل المعلم التاريخي.
يجلس الجنوبي مارتن جون جور بأحد أركان الساحة العريقة يحتسي كوبا من القوة في مزاج عالٍ، ويتحسس أطراف المكان بعناية فائقة، بلتفت بهدوء يمينا ويساراً صوب الجموع البشرية من حوله، في حركة تكشف عن بحثه عن أصدقاء افتقدهم منذ زمن طويل.
يقول جور، وهو شاب جنوب سوداني، إنه فور عودته من العاصمة جوبا إلى الخرطوم زار ساحات "داون تاون" التي يرتبط بها وجدانيا منذ الصغر، موضحا أن قدميه قادتاه إليها أملا في لقاء الأصدقاء وزملاء الدراسة.
من يدخل هذه الساحات يقع بصره على جموع بشرية من الجنوبيين والشماليين، يجلسون في شكل حلقات يحتسون القهوة والشاي ويطلعون على الكتب ويتبادلون الضحكات والأفكار.
يضيف جور لـ"العين الإخبارية": "أُفضل زيارة الساحات يوم الأحد من كل أسبوع، إذ يصادف موعد الصلاة في الكنيسة المجاورة، وقتها يحضر الجميع من أنحاء الخرطوم وبحري وأم درمان، فألتقي أصدقائي وأخواني من الجنوبيين والشماليين الذين فارقتهم لسنوات طويلة، بعضهم أفتقده منذ أيام الدراسة في المرحلة الإعدادية".
بينما يرى رياك دينق أن "داون تاون" تشكل الوجهة الأولى للقادمين من دولة جنوب السودان، فهي النقطة البارزة التي يجدون فيها إخوانهم ليدلوهم على طريق الحياة في العاصمة الخرطوم.
ويضيف دينق لـ"العين الإخبارية": "جئت للخرطوم قبل أيام، ووجدت أن كل شيء قد تغير، رائحة المكان وطعمه".