تعليقاً على استهداف مقر إقامته بمسيّرة مفخّخة، قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إنّ "الطائرات المسيرة لا تبني أوطانًا".
وأكد "الكاظمي" أنّه يعمل على بناء العراق عبر احترام الدولة ومؤسساتها، وتأسيس مستقبل أفضل لكل العراقيين.
ونحن أيضاً نقول إنّ الطائرات المسيّرة إيرانية الهوى والتصنيع والأهداف، والتي تحاول استهداف أشقائنا في السعودية، لا يمكنها التأثير في مملكة الحزم، كما أنها لا تبني اليمن السعيد، بل هي وسيلة أذى واستمرار لحرب، رغم كل الجهود المخلصة من دول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، وجهود الحكومة اليمنية لإيقاف نيرانها، حرصاً على أرواح الأبرياء وحفظاً لما تبقى من موارد اليمن للأجيال القادمة.
وينطبق الأمر نفسه على الترسانة المتعاظمة لـ"حزب الله" اللبناني من الصواريخ الإيرانية، والتي هي في حقيقة الأمر موجّهةٌ إلى الداخل اللبناني، لا ضد مَن يسمونه "العدو" المزعوم الخارجي، في مؤشر فائض قوة مفرطة تؤدي غرضها في رسم القرارات السياسية في الداخل والخارج بحسب أهواء زعيم الضاحية الجنوبية، قائد مليشيا "حزب الله" الإرهابي، الذي يتلقى توجيهاته وأوامره من طهران.
وبين اليمن ولبنان والعراق تتجلى حقيقة واحدة، هي أنّ عقلية نظام الولي الفقيه لا تفهم إلا لغة السلاح والتخريب، ولا تحاور إلا بالصواريخ، ولا تتعايش إلا بالمسيّرات والمفخخات، وبعد ذلك يطلع علينا من يصرّح بأنّ مطلقي الصواريخ ومكدّسيها هم الضحايا، أما الأبرياء العزل الذين يستهدفونهم في مأرب وذمار وسائر أنحاء شرق وجنوب وغرب اليمن، فهم الجناة!
لو احتكم جميع المتحاربين أو المتخاصمين، المنشغلين بمشاريع حروبهم القادمة، في العراق أو لبنان أو اليمن، إلى الشرعية الوطنية والدولية معاً، وجلسوا إلى طاولة الحوار بحياد تام، إعلاءً للمصلحة الوطنية العليا، بعيداً عن الولاء والتبعية لنظام الولي الفقيه في إيران، لاستطاعوا فعلاً أن يعملوا على بناء أوطانهم، التي أنهكتها الحروب والفرقة والأزمات الاقتصادية والاجتماعية والوجودية، التي تهدد بقاء هذه الأوطان في المقام الأول.
هذه هي سياسة السلام، التي تنادي بها دول التحالف العربي، سعياً إلى بناء شرق أوسط جديد، لا يقوم على النزاعات والصراع و"الفوضى الخلاقة"، بل على السلام الإبراهيمي الشامل لأتباع الديانات السماوية الثلاث، وعلى تسخير كل جهود التسليح والتسابق على التسلّح، لتنمية مستدامة تسهم في تعزيز رفاه وسعادة ورفعة شعوب المنطقة، التي تمتلك المخزون الأكبر عالمياً في العديد من الثروات والموارد الطبيعية.
حينذاك فقط، يمكننا العمل معاً على نزع ترسانة الصواريخ التقليدية والدقيقة، والسلاح الباليستي والنووي، وجعل منطقتنا خاليةً تماماً من كل هذه الأسلحة، منفتحةً على العالم أجمع بالتسامح والسلام، ونبذ التطرف والعنف وعلامات استعراض القوة، فليس بالصواريخ والطائرات المسيّرة تُبنى الأوطان.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة