درونز وباليستي.. الحوثي يتصدر الجماعات الإرهابية عربيا
تصدرت مليشيات الحوثي نظيرتها في الجماعات الإرهابية على مستوى العالم العربي وذلك في نسبة هجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية.
كما تفوقت مليشيات الحوثي الجماعات الإرهابية في مؤشر الإرهاب في المنطقة العربية لعام 2021 في نسبة التجنيد بعد استمرارها في حشد مزيد الأفراد باستخدام سياسة الترهيب والعوز الاقتصادي لدى غالبية السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها شمالي اليمن.
وجاء الحوثيون بجانب أبرز 4 جماعات إرهابية مسؤولة عن أكبر عدد من العمليات الإرهابية عام 2021، وذلك بجانب تنظيم داعش وحركة الشباب وهيئة تحرير الشام، حيث تبنى رباعي الإرهاب أو نسب لهم نحو 651 عملية إرهابية بنسبة 72 بالمائة من إجمالي 904 عمليات إرهابية في المنطقة العربية في عام 2021.
وأظهر التقرير المعنون "موشر الإرهاب في المنطقة العربية لعام 2021"، وصادر عن مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، وصل "العين الإخبارية" نسخة منه، تفوق مليشيات الحوثي على الجماعات الإرهابية من خلال استخدام الطائرات بدون طيار متعددة المهام والصواريخ الباليستية الأكثر فتكا وخطورة وتنفيذ 188 عملية إرهابية.
وبين التقرير أن مليشيات الحوثي استخدمت الطائرات في اليمن لأغراض هجومية على دول الجوار بما يتعارض مع مبدأ حسن الجوار الوارد في ميثاق الأمم المتحدة وفي تحد واضح وصريح لقواعد القانون الدولي الإنساني، فيما استخدم داعش في سوريا والعراق ، وحركة الشباب في الصومال هذه الطائرات لأغراض الاستطلاع خلال 2021.
وأشار إلى أن الاستخدام المتسارع للطائرات المسيرة بدون طيار عام 2021 كتقنيات ناشئة كان يمكن استخدامها في درء الإرهاب، إلا أنه مثل وصول هذا التكنولوجيا المتطورة للجماعات الإرهابية تحديا للأمن القومي العربي وتهديدا مباشرا له.
وكانت تقارير أمريكية أشارت إلى أن كبير ضباط الحرس الثوري الإيراني، عبد الرضا شهلائي، المتواجد في اليمن لدعم مليشيات الحوثي هو العقل المدبر الذي يقف خلف اطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار والزوارق والإشراف على تهريب شحنات الأسلحة من طهران.
تهديد أمن السعودية
استخدمت مليشيات الحوثي الطائرات المفخخة والصواريخ الباليستية في استهداف السعودية بنحو 149 مرة في عام 2021 ، ما أسفر عن مقتل 2 وإصابة 42 آخرين من بينهم أطفال، وفق ذات التقرير.
وأشار إلى أن الداخل السعودي لم يشكل أي تهديدا مباشرا لجهود السعودية في مكافحة الإرهاب وجاءت غالبية العمليات من الخارج ونفذها الحوثيين وهم بمثابة التهديد الأمني المباشر للمملكة.
وركزت غالبية هجمات مليشيات الحوثي على المناطق الجنوبية والشرقية للمملكة العربية السعودية وذلك باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة بدون طيار.
واتبع الحوثيون استراتيجية تستهدف في الأساس المنشآت النفطية والبنية التحتية والمدنيين والأعيان المدنية، إذ تركزت الهجمات في المناطق الجنوبية للمملكة مثل جيزان ونجـران ومطار أبها وعسير وخميس مشيط.
وخلال عام 2021 نشطت بعض الجماعات المسلحة في المنطقة العربيـة بجانب تنظيم داعش كالحوثيين في اليمن وهيئة تحرير الشام في سوريا فيمـا توارت جماعات أخري مثـل تنظيم القاعدة في اليمن الذي لم يتبني أو ينسب له سواء 6 عمليات خلال فترة التقرير.
وظل تنظيم داعش في العراق وسوريا أكثر جماعة إرهابية نشاطا في المنطقة العربية خلال عام 2021، حيث تبنى 206 عملية إرهابية ، تليها مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا بواقع 188 عملية إرهابية.
الحوثي يتصدر القاعدة باليمن
صارت مليشيات الحوثي في اليمن ثان جماعة إرهابية في المنطقة العربية بعد تنظيم داعش في العراق، إذ تصدرت حركة الشباب في الصومال وهيئة تحرير الشام بسوريا.
كما تفوقت مليشيات الحوثي على تنظيم القاعدة على مستوى اليمن بنسبة العمليات الإرهابية، بحسب "موشر الإرهاب في المنطقة العربية لعام 2021"، وهو تقرير استند على آلية رصد لما نشر في وسائل الإعلام والصحف المحلية والدولية من أعمال إرهابية وقعت في الدول العربية مستعينا بالمنهج الوصفي التحليلي ومنهج تفكير النظيم لفهم ديناميكيات الإرهاب.
ووفقا للتقرير فأن اليمن شهد زهاء 55 عملية إرهابية عام 2021، وراح ضحيتها 219 قتيلا وأصيب 277 آخرين، وقد تصدرت مليشيات الحوثي قائمة الجماعة الإرهابية المنفذه لهذه العمليات بواقع 39 عملية إرهابية.
وأشار التقرير إلى أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي ينشط في اليمن تبنى 6 عمليات إرهابية ، فيما لم تتحقق مؤسسة "ماعت" من تبني أي من الجماعات الإرهابية الناشطة في البلاد لنحو 10 عمليات إرهابية ونسبت هذه العمليات لجماعات مجهولة.
ونبه مؤشر الإرهاب إلى تسارع وتيرة العمليات الإرهابية في اليمن خلال الربع الأول من العام 2021 عقب شطب الإدارة الأمريكية مليشيات الحوثي من قائمة الإرهاب، حيث أتبع الحوثيين تكتيك تفخيخ الأراضي وعدم مراعاة الحماية الممنوحة للمدنيين في النزاعات غير الدولية.
وأوضح أن قادة الحوثي أعتبروا هذا الإلغاء تفويضا يمنحهم شرعية القيام بمزيد من الهجمات ، وحافزا للتمدد والسيطرة على مناطق مختلفة في اليمن خاصة في محافظات مأرب وتعز.
وجاء الحوثيون كثاني جماعة إرهابية بعد تنظيم داعش في العراق وسوريا حيث نفذت عام 2021 نحو 188 عملية إرهابية توزعت ما بين 148 عملية إرهابية استهدفت بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية الأعيان المدنية والبنية التحتية في السعودية.
كما نفذت مليشيات الحوثي 40 عملية وصفها بالتقرير بـ"الإرهابية" وطالت الأعيان المدنية لاسيما في المناطق غير الخاضعة لسيطرتها في اليمن والذي راح ضحيتها ضحيتها الكثير من النساء والأطفال، طبقا للتقرير.
وصنف التقرير 23 جماعة إرهابية وقف خلف تنفيذ نحو 904 عملية إرهابية خلال العام الماضي ما أسفر عن مقتل 1799 بينهم 356 قتيلًا من المدنيين وإصابة 1912 آخرين في 11 دولة عربية.
ورغم أن العمليات الإرهابية للحوثيين أكثر بكثير مما رصده التقرير خاصة على المستوى الداخلي، إلا أن تصنيف مؤشر الإرهاب للمليشيات كثان جماعة إرهابية بعد داعش يشير إلى تأكيدات خبراء يمنيين لـ "العين الإخبارية"، بضرورة قيام تحالف دولي لتأمين المنطقة وممرات الملاحة من خطر الحوثيين.
وأشاروا في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية"، إلى أن مواجهة المليشيات الحوثية لا يقتصر على دول التحالف العربي ويتطلب تحالف دولي لمكافحة إرهابها للحد من خطر ما تملكه من سلاح وقدرات إرهابية يتجاوز اليمن ليصل الى تهديد المصالح الدولية ودول الجوار وذلك على غرر محاربة تنظيم داعش بالعراق وسوريا.
والشهر الماضي، اعتمد مجلس وزراء الداخلية العرب، تصنيف مليشيات الحوثي كجماعة إرهابية وإدراجها في قائمة الكيانات الإرهابية المدرجة على القائمة السوداء العربية لمنفذي ومدبري وممولي الأعمال الإرهابية.
كما صنفها قرار مجلس الأمن 2624 الصادر في 28 فبراير الماضي تحت البند السابع لأول مرة جماعة إرهابية وحظر شامل لأي نقل أسلحة لمليشيات الحوثي وهو قرار تبناه الاتحاد الأوروبي مؤخرا لتهديد الجماعة السلام والامن والاستقرار في اليمن.