سياسة
هجمات الإرهاب 2021.. "الحوثي" بالمرتبة الثانية بعد "داعش"
كشف تقرير حقوقي عن ارتفاع معدل العمليات الإرهابية في المنطقة العربية بعام 2021، مقارنة بـ 2020.
وفي تقريرها السنوي المعنون بـ"مؤشر الإرهاب في المنطقة العربية"، أكدت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، مقرها القاهرة، عن ارتفاع معدل العمليات الإرهابية خلال عام 2021، مقارنة بعدد العمليات في عام 2020.
كما احتلت مليشيات الحوثي الإرهابية- بحسب التقرير- المرتبة الثانية بعد تنظيم داعش في عدد العمليات الإرهابية خلال العام الماضي.
وذكر التقرير أن الجماعات الإرهابية نفذت نحو 904 عمليات إرهابية في عام 2021، راح ضحيتها 1799 فيما أصيب 1912 شخصا.
وقال إن العمليات الإرهابية خلفت في 2021 نحو 356 قتيلًا من المدنيين بناءً على هجمات عشوائية وفي أحيان أخري متعمدة، وهو ما نسبته 19.8 % من إجمالي عدد ضحايا العمليات الإرهابية.
وأفاد تقرير مؤسسة ماعت بأن العراق جاء في المرتبة الأعلى لمؤشر الإرهاب في المنطقة العربية، حيث وثقت المؤسسة تبني داعش والميليشيات الموالية لإيران نحو 248 عملية في العراق في 2021.
ونبه التقرير الحقوقي إلى أن "منطقة المغرب العربي وشمال أفريقيا جاءت ضمن أقل المناطق الجغرافية تضررًا من الإرهاب في المنطقة العربية"، يليها منطقة الخليج العربي التي شهدت تراجعًا أيضا في معدل العمليات في2021 باستثناء العمليات التي نفذتها مليشيات الحوثي ضد البنية التحتية والأعيان المدنية في السعودية.
أما في الداخل اليمني – يضيف التقرير - فوثق التقرير تبني الحوثيين 188 عملية إرهابية في عام 2021 وما دون ذلك فإن جميع دول منطقة الخليج حافظت على سجلها خاليًا من العمليات الإرهابية.
وأوضح التقرير أن تنظيم داعش في العراق وسوريا والفروع المُنتسبه له، وحركة الشباب في الصومال، والحوثيين في اليمن، وهيئة تحرير الشام في سوريا، جاءت كأكثر الجماعات الإرهابية نشاطًا في 2021 في المنطقة العربية .
وأضافت :"تبنت هذه الجماعات ونُسب لها 651 عملية إرهابية وهو ما نسبته 72% من إجمالي العمليات الإرهابية، وهم المسؤولون أيضا عن أكبر نسبة من الوفيات في الدول العربية جراء الإرهاب في عام 2021.
وتحدثت مؤسسة ماعت في تقريرها السنوي عن العوامل المؤدية إلي انتشار الإرهاب في المنطقة العربية خلال 2021؛ وبينها، عدم قدرة الجيوش الوطنية في مناطق النزاع على حسم الصراع لصالحها مقابل الجماعات الفاعلة من غير الدول؛ بجانب غياب التوافق السياسي بين كافة الأطراف الفاعلة في الدول التي تمر بمراحل انتقالية؛ إضافة للتدخلات الخارجية في الدول العربية ودعم المليشيات المسلحة التي تعمل خارج نطاق الدولة.
ولم يغفل تقرير المؤسسة الحقوقية المصرية الجهود المبذولة لمكافحة الظاهرة الإرهابية؛ التي بذلتها أجهزة الأمن والمؤسسات في عدد من دول المنطقة، وكذلك الضربات الاستباقية لدرء الإرهاب والسياسات المُحكمة لمكافحة تمويله.
وحث التقرير الدول التي لم تصادق على الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب إلى إتمام إجراءات التوقيع عليها، وانضمام الدول العربية غير الأعضاء في التحالف الدولي لمكافحة داعش إلى التحالف لتبادل الممارسات الجيدة والدروس المستفادة والاستفادة من المشورة.
وكذلك تبني مواقف عربية موحدة لإخراج جميع المرتزقة والقوات الأجنبية من الدول العربية لاسيما الدول في حالات الصراع.
واستعرض أيمن عقيل، الخبير الحقوقي الدولي ورئيس مؤسسة ماعت، أسباب ارتفاع معدل العمليات الإرهابية خلال 2021، والتي كان أبرزها؛ استدامة النزاعات المسلحة؛ والاضطرابات السياسية، والتدخلات الخارجية، وفقدان الجيوش الوطنية لسيطرتها على الأراضي لصالح الجماعات الفاعلة المسلحة من غير الدول.
وأضاف عقيل، أنه "على الرغم من تدابير مكافحة تمويل الإرهاب، ما زالت الجماعات الإرهابية محتفظة بقدرة مالية وتنوع موارد الدخل تجعلها قادرة على التخطيط، وتنفيذ العمليات، وتجنيد أفراد آخرين للقتال ودفع رواتب المرتزقة"، رغم خسائرها الأخيرة التي تمثلت في فقدان مساحات واسعة من الأراضي التي كانت تسيطر عليها.
وإذ أشار إلى أن هذه الجماعات استخدمت الإنترنت كأداة فعالة لاستقطاب أعضاء جدد، قال الخبير الحقوقي إن قدرة التنظيمات الإرهابية في المنطقة العربية على التجنيد كانت محدودة في 2021، باستثناء الحوثيين الذين شرعوا في تجنيد مزيد من الأفراد في اليمن مستخدمين سياسة الترهيب والعوز الاقتصادي لدى غالبية السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتهم في شمال اليمن.
وأكد عقيل أن تنظيم داعش ظل أكثر جماعة إرهابية نشاطًا في المنطقة العربية خلال عام 2021، بتبنيها نحو 206 عملية إرهابية.
وطالب بالعمل على تعزيز التسامح الديني ومكافحة خطابات الكراهية، بجانب الاستثمار في برامج حقوق المرأة والأقليات الدينية، إضافة إلى توفير الخدمات الاجتماعية للفئات المستحقة وهي حلول جميعها تحد من الظروف التي تعزز الإرهاب.
وفي السياق ذاته، قال شريف عبد الحميد، مدير وحدة الأبحاث والدراسات في مؤسسة ماعت، إن تنظيم داعش الإرهابي استهدف في 2021 ، البنية التحتية في المناطق التي ينشط بها.
واعتبر عبد الحميد أن استهداف داعش لأبراج نقل الكهرباء وحقول النفط والغاز ومحطات المياه هو شكل من أشكال الإرهاب الجديد يٌطلق عليه الإرهاب الاقتصادي يرمي إلى تأجيج غضب السكان ضد الحكومات العربية لاسيما في سوريا والعراق.
ورجح أن يستمر التنظيم الإرهابي خلال 2022 في اتباع تكتيك حرب العصابات لإنهاك الجيوش الوطنية وقوات الأمن.
ومؤسسة "ماعت" للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، منظمة مصرية غير حكومية، وتعمل على تعزيز واحترام حقوق الإنسان فى أفريقيا والشرق الأوسط.