منتدى مستقبل الصناعات الغذائية في دبي.. استشراف قطاع مرن ومستدام

انطلقت اليوم في دبي فعاليات الدورة السابعة لمنتدى مستقبل الصناعات الغذائية 2025.
ويُنظم المنتدى تحت رعاية وزارة الاقتصاد والسياحة، ويهدف إلى الجمع بين قادة الصناعة العالميين والمبتكرين وأصحاب المصلحة الرئيسيين في سبيل تعزيز الأمن الغذائي وتسريع الابتكار وترسيخ دور الإمارات كشريك مفضل للتجارة والاستثمار العالميين.
افتتح المنتدى عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد والسياحة، مؤكداً أن المنتدى يأتي في وقت محوري بالنسبة لاستراتيجية التنويع الاقتصادي لدولة الإمارات، حيث قامت الحكومة بإضفاء الطابع الرسمي على السياسة الوطنية للمجمعات الاقتصادية في وقت سابق من العام الحالي، وتضع السياسة أطراً جديدة لتعزيز الصناعات المترابطة، بما فيها الغذاء، ومن المتوقع أن تضيف أكثر من 30 مليار درهم (8.2 مليار دولار) إلى الاقتصاد الوطني.
وقال إن الإمارات تلتزم ببناء قطاع غذائي مرن يقوم على الابتكار والاستدامة، ويمثل منتدى مستقبل الصناعات الغذائية منصة تجسد عزمنا على العمل مع شركائنا في تجمع الإمارات للغذاء، والحكومة، والقطاع الخاص، والأوساط الأكاديمية، لإنشاء سلاسل توريد مرنة وتحقيق تقدم مستدام، ومن خلال ريادتنا، نعزز الأمن الغذائي في الإمارات، ونساهم في إيجاد حلول ذات تأثير عالمي.
وأشار إلى أن دولة الإمارات تطبق بالفعل الدروس المستفادة من رحلتها الأولى للمقارنة المرجعية الدولية على مراكز الابتكار الغذائي المحلية الرائدة، وتوظف أفضل الممارسات العالمية في إحراز التقدم المحلي من خلال تجمع الإمارات للغذاء.
وسلط الضوء على مركز الابتكار الغذائي في دولة الإمارات، الذي تم إطلاقه في مؤتمر "COP28"، كمنصة رئيسية تدعم المرونة من خلال التكنولوجيا الزراعية والشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص.
وفي ظل تقنيات متعددة مثل الزراعة العمودية، والزراعة المائية، والزراعة الدقيقة التي تعيد تشكيل المنظومة الغذائية المحلية، أكد أهمية دور دولة الإمارات في تمهيد الطريق لمستقبل غذائي أكثر أمانًا واستدامة.
وأضاف أن تجمع دولة الإمارات للغذاء سيظل نموذجاً للتعاون، بحيث يوحد الحكومة وقطاع الأعمال والأوساط الأكاديمية لتسريع النمو والقدرة التنافسية.
يذكر أن وزارة الاقتصاد أسست تجمّع الإمارات للغذاء ضمن إطار الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051، ليصبح أول منصة مكرّسة لتوحيد الأطراف المعنية في الدولة عبر سلسلة القيمة ككل.
- «ملتقى محمد بن راشد للقادة» في دبي.. محرك بناء أفضل مدينة بالعالم
- إطلاق مركز «ريل أسيت إكس أبوظبي للابتكار».. وجهة الأصول الحقيقية
وتفاعل التجمّع منذ إطلاقه مع أكثر من 700 شريك يضمون ما يزيد على 500 شركة، وحدّد أهدافاً لتنمية مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي من 30 إلى 40 مليار درهم (8.2 – 10.9 مليار دولار) بحلول عام 2028، ورفع قيمة تجارة الأغذية من 25 إلى 40 مليار درهم (6.8 – 10.9 مليار دولار)، وتوليد حوالي 20 ألف وظيفة جديدة، ما يرسّخ مكانة دولة الإمارات كمركز للابتكار الغذائي العالمي.
وعلى هامش دورة العام الحالي من المنتدى، أطلق التجمّع مركز المعرفة، المصمم للربط بين الأوساط الأكاديمية والصناعية، إلى جانب برنامج المشترين العالمي، الذي يسهّل وصول المنتجين الإماراتيين إلى الأسواق الدولية.
وشهد اليوم الأول توقيع مذكرة تفاهم بين شركة "جي إس 1 الإمارات" المحدودة وتجمّع الإمارات للغذاء - المنطقة الحرة، بهدف التعاون على صياغة جدول شامل لمنتجات قطاع الأغذية والمشروبات في الدولة.
وتحدد الاتفاقية التزاماً مشتركاً برقمنة بيانات المنتجات باستخدام معايير "جي إس 1" العالمية، ما يتيح الارتقاء بقدرات التتبع، ومنع الاحتيال، والإدارة الأفضل للواردات المتوازية عبر المعلومات المعتمدة للمنتجات عند نقاط الدخول.
وستوّحد تلك المبادرة عملية تحديد هوية المنتجات لدى جميع الأطراف المعنية، وستتكامل مع أهم قواعد البيانات الحكومية والتجارية، وستدعم الامتثال التنظيمي.
وقال صالح لوتاه، رئيس مجلس إدارة تجمّع الإمارات للغذاء: إننا نوفر خلال دورة العام الحالي من المنتدى منصة تعاونية تمكّن أهم الأطراف المعنية من التواصل وتزرع بذور مبادرات وشراكات جديدة لإطلاق المرحلة التالية من النمو، تماشياً مع التزامنا بتعزيز الروابط التجارية العالمية والارتقاء بالأمن الغذائي على المدى البعيد، داخل الدولة وخارجها.
وإلى جانب البرنامج الرئيسي، أظهرت الجلسات الرفيعة للرؤساء التنفيذيين مع الوزير، وجلسات مجلس إدارة التجمّع الفكرية، وورش العمل التقنية حول مواءمة المعايير، كيف يشكّل المنتدى منصة تعاونية للتنفيذ والتوافق الاستراتيجي.