"اللووب".. وصفة دبي المستقبلية للانتقال الذكي والتصميم المستدام
أضافت مدينة دبي المستدامة عنصرا جديدا صديقا للبيئة إلى بنيتها التحتية فيما تتجه دولة الإمارات إلى التوسع في المشروعات المستدامة.
قال تقرير نشره موقع "إينرجي ديجيتال" إن الشرق الأوسط يعد موطنا لبعض مشاريع الاستدامة الأكثر روعة والتصاميم التي يمكن أن تحدد كيف تبدو الحياة في عالم أكثر تقدمًا وصديقًا للبيئة.
وظهرت خطة المدينة الذكية المعروفة باسم نيوم لأول مرة في عام 2022 والتي أطلقت شراكة كبيرة مع شركة ماكلارين أوتوموتيف وذلك للاستفادة من خبرتها التكنولوجية والتزامها البيئي. وستظهر ثمار هذه الشراكة في مدينة تبوك، شمال غرب المملكة العربية السعودية، على أن تمثل حقبة جديدة من الحياة في بيئة صحراوية.
لكن مشروعا أخر بات يلفت الانتباه، وهو يتطلع إلى تسهيل تنقل أكثر ذكاءً واستدامة وذلك في دبي.
ويُعرف هذا المشروع باسم "اللووب" (LOOP)، وهو مسار للجري وركوب الدراجات سيتم تشغيله بالطاقة المتجددة بنسبة 100 ٪ ليكون بمثابة طريق مناسب للسفر المستدام على طول امتداد 93 كم.
طريق سريع ذكي
والطريق السريع الذكي فريد من نوعه ويشجع على الجري وركوب الدراجات باستخدام الطاقة المتجددة بنسبة 100٪. وتم تصميم المشروع من قبل شركة يو آر بي URB، وهي تشارك في المزيد من التصاميم الرائعة للمشاريع التي سيتم تنفيذها في دبي والكويت والرياض وجنوب أفريقيا والقاهرة.
وهدف "اللووب" هو تشجيع المزيد من الناس على استخدام أقدامهم من أجل الحد من عدد السيارات التي تجوب الطرق في المدينة. ويتماشى المشروع مع مكانة دبي في ابتكار التنقل الحضري.
ومن منظور التنقل، يعد التصميم جزءا أساسيا في خطط دبي الأوسع نطاقًا لتصبح مدينة أكثر استدامة، وذلك من خلال استخدام الطاقة المتجددة بنسبة 100٪.
ودبي هي أفضل مكان لريادة الأعمال في التنقل الحضري ومشروع اللووب هو تجسيد لروح ريادة الأعمال التي تهدف إلى جعل دبي المدينة الأكثر ارتباطًا على وجه الأرض سيرًا على الأقدام أو بالدراجة، كما تقول شركة URB.
وفي أوروبا، يستقل معظم الناس الدراجات أو يذهبون سيرا على الأقدام إلى أماكن عملهم. وفي دبي، من المستهدف جعل أكثر من 80٪ من الناس يستخدمون دراجة على أساس يومي.
ويشمل تصميم "اللووب" الهيكل، وهو أكثر من مجرد ممر سفلي متوسط أو جسر لسير الأفراد. بل يعتبر التصميم معقدا ويقدم مساحات واسعة لوقوف الدراجات البخارية والدراجات الإلكترونية المشتركة بهدف تمكين المشاة والركاب من استخدام الهيكل المليء بالخضرة والمرافق الأخرى، وهو ما يجعل الطريق الذكي تجربة في ذاته بالإضافة إلى كونه وسيلة نقل.
ولا تنفصل الفوائد الصحية للمشي وركوب الدراجات أيضًا عن عوامل نجاح البناء حيث يبدو أن الطريق الذكي الجديد سيكون موطنًا للبنية التحتية المتعلقة بتعزيز الاستدامة ومن المحتمل أن يكون بمثابة مكان لأبحاث نمو النبات في بيئة حضرية.
مشروعات مستدامة
وكانت دولة الإمارات قد أطلقت في عام 2012 استراتيجية التنمية الخضراء، تحت شعار "اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة". والاستراتيجية هي مبادرة وطنية طويلة المدى لبناء اقتصاد أخضر، وتهدف من خلالها دولة الإمارات إلى أن تكون دولة رائدة عالميا في هذا المجال، ومركزاً لتصدير وإعادة تصدير المنتجات والتقنيات الخضراء، إضافة إلى الحفاظ على بيئة مستدامة تدعم نمواً اقتصادياً طويل المدى.
وفي عام 2018، أطلق الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، "استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية" والتي تهدف إلى توظيف التكنولوجيا لبناء منظومة خالية من الورق بحلول عام 2021.
ومن بين المشروعات المستدامة الأخرى، مدينة مصدر في العاصمة الإماراتية أبوظبي، التي تعد أول مدينة خالية من الكربون والنفايات في العالم. وتمتد المدينة على مساحة 6 كلم مربع بسعة 50 ألف نسمة، كما تمثّل مدينة الشارقة المستدامة أول مشروع يُلبي أعلى معايير الاقتصاد الأخضر والاستدامة البيئية في الإمارة بتكلفة 2 مليار درهم.
في الوقت نفسه، يسعى مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية، الذي يعد أكبر مشروع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، وبحجم استثمارات تصل إلى 50 مليار درهم إماراتي، إلى خفض أكثر من 6.5 مليون طن انبعاثات كربونية سنوياً، حيث من المتوقع أن تصل طاقة المشروع إلى 5 آلاف ميغاواط بحلول 2030.
وتعد مدينة دبي المستدامة أحدث ابتكارات الإمارة والأولى من نوعها بالمنطقة بما توفره من مزايا بيئية مثالية لقاطنيها.
aXA6IDE4LjExOC4yNTUuNTEg جزيرة ام اند امز