تغير المناخ يتحرش بموانئ كبرى.. أجراس الخطر تنذر بكارثة مدمرة
موانئ عالمية ستصبح غير صالحة للاستخدام بحلول 2050
يتعرض تسعة من كل 10 موانئ رئيسية على مستوى العالم لمخاطر مناخية مدمرة على المدى البعيد ما يستلزم العمل على رفع كفاءة الاستثمار فيها.
لكن الموانئ تقع أيضًا على خط المواجهة لواحد من أكثر تأثيرات تغير المناخ إثارة للقلق على المدى الطويل، ألا وهو ارتفاع مستوى سطح البحر. ومن شأن ارتفاع مستويات البحار أن يجعل العديد من هياكل الموانئ أكثر عرضة للعواصف والفيضانات الساحلية.
تداعيات التغيرات المناخية على ارتفاع مستويات سطح البحر
هناك علاقة مباشرة بين تغير المناخ وارتفاع مستوى سطح البحر. فمع ارتفاع درجة حرارة، يرتفع مستوى سطح البحر بشكل رئيس بسبب التمدد الحراري وذوبان الثلوج والأنهار الجليدية والصفائح الجليدية (مما يزيد من حجم مياه المحيطات). ومع ذلك، فإن ارتفاع مستوى سطح البحر يتأثر أيضًا بالعمليات الأوقيانوغرافية المحلية (مثل التغيرات في تيارات المحيط) والتغيرات في مستويات الأرض.
تستمر مستويات سطح البحر في الارتفاع بسبب تغير المناخ الذي يسببه الإنسان، وتشمل تأثيرات ارتفاع مستوى سطح البحر الفيضانات الدائمة (الغمر) في المناطق المنخفضة، وزيادة تواتر ومدى وعمق غمر المد والجزر. سيؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر أيضًا إلى انحسار معظم الشواطئ الرملية (حيث ستتحرك الشواطئ إلى الداخل) وتآكلها.
تُجدر الإشارة إلى إن ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 0.11 بوصة في عام واحد فقط يعادل إضافة المياه من مليون حمام سباحة أولمبي إلى المحيط كل يوم لمدة عام. وقد ارتفع معدل الارتفاع السنوي من 0.08 بوصة إلى 0.17 بوصة/سنة ومن المتوقع أن يصل المعدل المتوقع لارتفاع مستوى سطح البحر إلى 0.26 بوصة بحلول عام 2050.
كيف تتعرض الموانئ للتهديد بسبب تغير المناخ
تُعد الموانئ من أكثر المواقع تعرضًا في العالم للمخاطر المناخية. تقع الموانئ عادة على طول السواحل المفتوحة أو في مصبات الأنهار ودلتا الأنهار المنخفضة، وتكون عرضة للعواصف والفيضانات وعرام العواصف.
يمكن أن يؤدي الطقس القاسي إلى تدمير البنية التحتية للموانئ، من الرافعات إلى المحطات الفرعية الكهربائية. ولا يتسبب ذلك في خسائر مادية فحسب، بل يتسبب أيضًا في خسائر إضافية نتيجة لانقطاع عمليات الميناء حيث قد لا تتمكن المحطة من العمل بأقصى طاقتها أو قد تضطر إلى الإغلاق مؤقتًا. ويمكن أيضًا أن تتوقف عمليات الموانئ بسبب الضباب والثلوج، في حين أن موجات الحر يمكن أن تحد من ظروف العمل.
هذا، ويتعرض تسعة من كل 10 موانئ رئيسة على مستوى العالم لمخاطر مناخية مدمرة. لكن الموانئ تقع أيضًا على خط المواجهة لواحد من أكثر تأثيرات تغير المناخ إثارة للقلق على المدى الطويل - ارتفاع مستوى سطح البحر. ومن شأن ارتفاع مستويات البحار أن يجعل العديد من هياكل الموانئ أكثر عرضة لعواصف العواصف والفيضانات الساحلية. ومع استمرار ارتفاع مستويات سطح البحر، فإن المناطق الكبيرة بشكل متزايد داخل الموانئ وما حولها ستكون معرضة لخطر الغمر الدائم. وفقًا لصندوق الدفاع عن البيئة، قد تكلف تأثيرات تغير المناخ صناعة النقل البحري مبلغًا إضافيًا قدره 25 مليار دولار أمريكي سنويًا بحلول عام 2100.
الاتجاهات البحرية العالمية
أظهرت دراسة حديثة أن بعض أكبر الموانئ في العالم قد تصبح غير صالحة للاستخدام بحلول عام 2050 مع تأثير ارتفاع منسوب مياه البحر على العمليات البحرية، وأن الجهود المبذولة لتسريع عملية إزالة الكربون من القطاع البحري وجلب تكنولوجيا جديدة أصبحت بمثابة أمر حيوي.
تم إطلاق دراسة الاتجاهات البحرية العالمية 2050 قبل أسبوع لندن الدولي للشحن، والذي يبدأ في 11 سبتمبر 2023
تسلط دراسة الاتجاهات البحرية العالمية الضوء على أن الاضطرابات المرتبطة بالطقس تؤثر بالفعل على الموانئ العالمية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الجفاف الذي يؤثر على العمليات في قناة بنما، وهي ممر مائي مهم.
وفي هذا الصدّد، ذكرت وكالة رويترز أن الدراسة التي تحمل عنوان 'الاتجاهات البحرية العالمية 2050' أجريت بتكليف من لويدز ريجستر ومؤسسة لويدز ريجستر، الكيانات الرائدة في قطاع خدمات الشحن.
ومن جانبه أشار متحدث باسم لويدز ريجستر (LR) '، إلى أنه من بين 3800 ميناء في العالم، يقع ثلثهم في نطاق استوائي معرض لأقوى تأثيرات تغير المناخ'.
ومن المحتمل أن تصبح موانئ شنغهاي وهيوستن ولازارو كارديناس (في المكسيك)، وهي من أكبر الموانئ في العالم، غير صالحة للعمل بحلول عام 2050 مع ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 40 سم فقط، فضلًا عن الموانئ الرئيسة الأخرى بما في ذلك روتردام تتعرض بالفعل لضغوط.
وذكر المتحدث باسم LR أن الموانئ المعرضة بشدة لارتفاع منسوب سطح البحر مثل شنغهاي يمكن أن تنشئ أنظمة دفاع ضد الفيضانات مماثلة لحاجز مايسلانت في هولندا وحاجز التايمز في لندن. وأضاف المتحدث: 'هذا من شأنه أن ينفي الحاجة إلى رفع جدران الفيضانات الحالية بشكل مستمر كل عقد، وهو حل قصير المدى ومكلف'.
- هل تقود الاستثمارات في الموانئ مستقبل التجارة العالمية؟
- قمة المناخ الأفريقية.. "مبادرة تمويل" تتوج مشاركة مميزة لفريق رئاسة COP28
الاستثمار في زيادة كفاءة الموانئ
أكد التقرير الذي أعدته مؤسسة إيكونوميست إمباكت البحثية: أن الدول في حاجة إلى الاستثمار في زيادة كفاءة ومرونة موانئها وبنيتها التحتية اللوجستية لمواكبة الطلب المتزايد على الواردات والاستهلاك؛ نظرًا للدور الحاسم الذي تلعبه الموانئ في النظام التجاري العالمي - حيث يتم نقل أكثر من 80% من حجم التجارة العالمية عن طريق البحر – وبالتالي فإن تعزيز مرونة الموانئ في مواجهة تغير المناخ يُعد مسألة ذات أهمية استراتيجية للعالم، والاقتصاد والمجتمع ككل.
aXA6IDE4LjExOC4yOC4yMTcg جزيرة ام اند امز