علاج صيني من لبن الحمير لأهالي محافظة مصرية
توصل فريق بحثي صيني إلى فعالية أحد الببتيدات (البروتينات الصغيرة) الموجودة في "الكوميس"، كمضاد لبكتيريا الإشريكية القولونية أو التي تعرف باسم "الإيكولاي".
والكوميس، منتج ألبان مخمر مصنوع تقليديا من حليب الحمير أو حليب الفرس.
وخلال دراسة نشرتها دورية "فوود بايوساينس"، استكشف الباحثون، فعالية أحد الببتيدات المستخرجة منه، والمسماة (MP-4) في إيقاف"الإيكولاي"، والتي يمكن أن تسبب التسمم الغذائي أو العدوى.
وباستخدام قاعدة بيانات متخصصة، توقع الباحثون من كلية علوم وهندسة الأغذية بجامعة منغوليا الداخلية للزراعة بالصين، فعالية ستة ببتيدات محتملة توجد في المنتج، وقاموا بتصنيعها في مختبر، ثم اختبروا هذه الببتيدات لمعرفة مدى قدرتها على مكافحة البكتيريا، وبرز أحد الببتيدات، المسمى (MP-4)، لأنه دمر "الإيكولاي" بسرعة في غضون أربع ساعات.
ولمعرفة ما إذا كان هذا الببتيد، يمكن أن يعمل في سيناريوهات الحياة الواقعية، أجروا تجارب على الفئران المصابة بالبكتيريا، وكانت النتائج واعدة.
عندما أعطيت الفئران هذا الببتيد، أظهرت أعراضا أقل مثل الخمول وفقدان الوزن، وانخفض عدد البكتيريا في أمعائها بشكل كبير.
كما ساعد الببتيد في تقليل الالتهاب وتحسين توازن البكتيريا الجيدة في الأمعاء.
وأوصى الباحثون في دراستهم باستخدام هذا الببتيد في تصميم مضاد حيوي جديد للعدوى البكتيرية، وخاصة تلك التي تؤثر على الأمعاء، مثل "الإيكولاي".
وارتبطت هذه البكتريا مؤخرا بحالات تسمم غذائي في محافظة مصرية، إذ إن لها أنواع بعضها غير ضار، والآخر شديد الضرر.
ومعظم سلالات هذه البكتيريا غير ضارة، وهي في الواقع جزء من البكتيريا المعوية الطبيعية، وتساعد في عملية الهضم.
ومع ذلك، يمكن أن تكون بعض السلالات ضارة وتسبب العدوى، مما يؤدي إلى مجموعة من المشاكل الصحية.
وأخطر السلالات الضارة هي (إيكولاي 0157)، والتي يمكن أن تسبب تسمما غذائيا شديدا، ويمكن أن تنتشر من خلال الأطعمة الملوثة، مثل لحم البقر غير المطبوخ جيدا، أو الخضروات النيئة، أو الحليب غير المبستر، ويمكن أن تؤدي عدوى الإيكولاي الضارة إلى أعراض مثل الإسهال الشديد (أحيانا مع الدم)، وتشنجات البطن، والقيء، والحمى، وفي بعض الحالات، يمكن أن تصبح العدوى خطيرة، مما يؤدي إلى حالات مثل متلازمة انحلال الدم اليوريمية، والتي تؤثر على الكلى، ويمكن أن تهدد الحياة.