خرف مبكر يسرق الذاكرة من أب شاب.. شهادة مؤلمة من قلب المعاناة

في سنٍ لا يتوقع فيه أحد أن يُصاب بفقدان الذاكرة، جاء التشخيص كالصاعقة: "خرف مبكر".
فرير، أب لطفل واحد ومُدرّس وباحث من أستراليا، كان يبلغ 41 عاما فقط عندما أبلغه الأطباء بإصابته بأحد أكثر الأمراض ضراوةً وإرباكا للنفس والجسد.
وفي مقطع فيديو مؤثر بثّه مؤخرا، يروي فرير كيف بدأت معاناته في أواخر الثلاثينيات، بأعراض لم تكن لافتة في البداية، مثل صعوبة الحديث ليلًا، والعزلة المفاجئة، والامتناع عن الخروج أو التواصل الاجتماعي. لكنه سرعان ما أدرك أن "الأمر أكبر من مجرد نسيان"، قائلاً: "عقلي وكأنه توقف عن العمل... ضباب يكسو كل فكرة".
يعد الخرف المبكر، الذي يُشخّص قبل سن الـ65، مرضا متصاعدا عالميا، ويعاني منه نحو 71 ألف شخص في بريطانيا حاليا، بزيادة بنسبة 69% منذ عام 2014. وتُظهر الدراسات أن الضغط النفسي المزمن قد يزيد من احتمال الإصابة به بنسبة تصل إلى 24%.
فرير لم يُخفِ الجانب النفسي للمرض، مؤكدًا أن الصدمة لا تتعلق فقط بتدهور الذاكرة، بل بموجات من القلق والاكتئاب والتقلبات النفسية، إضافة إلى تغيرات في الشخصية نفسها، حيث وصف نفسه بأنه أصبح "أكثر أنانية" ويتراجع عن وعوده للآخرين دون وعي.
ووسط هذا الصراع، حذّر من تجاهل العلامات المبكرة، مثل صعوبات في اللغة أو فقدان القدرة على تنفيذ المهام اليومية الاعتيادية كإغلاق الماء أو ترتيب اليوم، ويقول "تشعر وكأن ضباباً يسيطر على دماغك".
وأوضحت الباحثة مولي موراي من جامعة غرب اسكتلندا أن التأخر في تشخيص الخرف المبكر يعود إلى الاعتقاد السائد بأنه مرض يصيب كبار السن فقط، إضافة إلى تشابه الأعراض مع الإرهاق أو التوتر.
وبينما لا يوجد علاج نهائي، فإن التشخيص المبكر يظل الأمل الوحيد في مواجهة المرض، إذ يمكن للعلاج أن يخفف من حدة الأعراض ويبطئ التدهور.
فرير اليوم يسعى إلى رفع الوعي بهذا المرض الخفي، من خلال مشاركة تجربته، على أمل أن ينقذ بها آخرين من رحلة التشخيص المتأخرة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY4IA== جزيرة ام اند امز