"ساعة الأرض" تدق بهدوء في زمن كورونا
للمرة الثانية على التوالي حلت مناسبة "ساعة الأرض" السبت، ولا يزال العالم يعاني من جائحة كورونا، التي ضربت العالم بدايات العام الماضي.
وبينما تكون هذه المناسبة فرصة للتوعية البيئية بأخطار التغيرات المناخية، عبر إطفاء الأنوار عن المعالم الشهيرة بكل دولة، تسببت القيود المفروضة بسبب الفيروس في اختفاء الفعاليات المصاحبة لهذا الحدث، وكذلك تم إطفاء الإضاءة في غياب المتابعين الذين كانوا ينتظرون مثل هذه اللحظات.
ففي باريس، أطفأ برج إيفيل أنواره، لكن كان هناك عدد قليل من الأشخاص لمشاهدة هذا الحدث، بسبب حظر تجول تم فرضه في الساعة السابعة مساء بسبب "كوفيد -19"، كما أن البرج نفسه مغلق منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي ضمن الإجراءات الوقائية من الفيروس.
وفي روما، انطفأت الأنوار في الكولوسيوم البالغ من العمر 2000 عام، بينما فرضت الشرطة قيودا على الحركة بفحص أوراق حشد صغير من المتفرجين بسبب فيروس كورونا.
واختفت أيضا المشاهد الاحتفالية في لندن، حيث تم إطفاء علامات النيون لسيرك بيكاديللي الذي خلا من الزوار بسبب الجائحة، كما شارك مجلس البرلمان للمرة الثانية في هذه الفعالية بإطفاء الأنوار بهما.
وقالت ليندسي هويل، رئيسة مجلس العموم في تقرير نشرته وكالة الأنباء الفرنسية: "إنها لأخبار رائعة أن البرلمان يشارك مرة أخرى في ساعة الأرض، وينضم إلى المعالم في جميع أنحاء البلاد والعالم لزيادة الوعي بتغير المناخ".
وأضافت: "إنه يظهر التزامنا بتحسين الاستدامة، ويؤكد أننا نلعب دورنا في تقليل استهلاك الطاقة".
كما انضمت بوابة براندنبورج في برلين وكرملين في الساحة الحمراء بموسكو إلى هذه المبادرة السنوية التي تدعو إلى اتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ والبيئة.
وبعد أوروبا، انتقلت ساعة الأرض غربًا إلى الأمريكتين مع مبنى إمباير ستيت في نيويورك، ومسلة بوينس آيرس ومتحف الغد في ريو، حيث اختفت الأضواء عن هذه الأماكن.
وقال المنظمون لهذا العام إنهم يريدون تسليط الضوء على الصلة بين تدمير العالم الطبيعي وتزايد الإصابة بالأمراض - مثل ( كوفيد -19) - مما يجعل الانتقال من الحيوانات إلى البشر.
ويعتقد الخبراء أن النشاط البشري مثل إزالة الغابات على نطاق واسع وتدمير موائل الحيوانات وتغير المناخ يحفز هذه الزيادة، ويحذرون من حدوث المزيد من الأوبئة إذا لم يتم فعل شيء.
وقال ماركو لامبرتيني، المدير العام للصندوق العالمي للطبيعة، الذي ينظم ساعة الأرض: "حماية الطبيعة هي مسؤوليتنا الأخلاقية، لكن فقدانها يزيد أيضًا من تعرضنا للأوبئة ويسرع من تغير المناخ، ويهدد أمننا الغذائي".