زلزال تركيا وسوريا.. قصة "فاطمة" التي فقدت نصف أبنائها
كانت فاطمة عشيري ترسم على وجهها ابتسامة، لكنها تطوي تحت الجفون حزن العالم، وهي تنظر إلى طفلتيها الناجيتين من الزلزال.
وقالت فاطمة (28 عاما) في أثناء وقوفها بين عدد من الخيام البيضاء أقيمت بجانب ملعب كرة قدم كبير "الأطفال يستمتعون ويلعبون. لكن الآباء يشعرون بالعجز".
ودمر زلزال السادس من فبراير/ شباط المبنى الذي كانت تعيش فيه فاطمة وأسرتها، ما أسفر عن مقتل ولديها الصغيرين وصاحب عمل زوجها الذي كان يعيش في الطابق العلوي، بينما نجا زوجها وابنتاها.
أسرة فاطمة هي واحدة من ملايين الأسر التي تشردت بسبب الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألفا في تركيا وسوريا.
وأصيبت ميريام (18 شهرا) وهي أصغر أبناء فاطمة بندوب في خديها عندما انهار المبنى، لكنها لا تزال بخير.
والتهبت الجروح بعد قضاء الأسرة فترات الليل في البرد القارس قبل أن تنتقل إلى المخيم.
وشأنها شأن بقية الأسر التي نجت من الزلزال، قالت فاطمة إنها تصارع مشاعر متباينة من السعادة والألم، وهي مشاعر قالت إنها تحس بها عندما ترى بناتها وهن يضحكن ويلعبن قبل الخلود للنوم ليلا بينما تعجز عن مقاومة حزن الخسارة.
وقالت "حياتهم ستستمر، سواء معنا أو بدوننا. الطفل ينسى ولكن الكبار لا ينسون".
وتنحدر فاطمة من محافظة اللاذقية السورية، وهربت من الحرب الأهلية في البلاد في أواخر سن المراهقة لتتزوج من رجل تركي واستقرت في قرية خارج مدينة أنطاكية التي أصبحت الآن في حالة خراب.
وتكتب بناتها اللغة التركية أفضل من العربية، وقالت فاطمة إنها تعتزم البقاء في تركيا من أجل بناتها لكنها قلقة بشأن إيجاد سكن مع عدم وجود مصدر رزق لها.
وتعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإعادة بناء المباني في غضون عام واحد.
وسيبقى الناجون في الخيام أو المنازل المصنوعة من الحاويات أو أماكن الإقامة التي ترعاها الحكومة خلال الأيام المقبلة.
وقالت فاطمة "لا يمكننا التفكير في المستقبل. لقد فكرنا فيه قبل ذلك وعملنا من أجله ثم اختفى كل شيء".
وأضافت "لله ما أعطى ولله ما أخذ.. هذه الحياة تمضي دوما"، بينما كانت ميريام تحاول المشي خطوات صغيرة بحذاء كبير ليس على مقاسها لشخص أكبر منها بسنوات.
aXA6IDMuMTQ3LjczLjg1IA== جزيرة ام اند امز