رسائل "عيال زايد" تخفف أوجاع منكوبي زلزال تركيا وسوريا.. 4 مشاهد إنسانية بـ"جسور الخير"
لوحة تضامن إنسانية ملهمة رسمها الإماراتيون والمقيمون بالدولة عبر تسابقهم للتبرع للمتضررين من زلزال تركيا وسوريا عبر حملة "جسور الخير".
ورصدت "العين الإخبارية" عدة مشاهد إنسانية لافتة خلال حملة التبرع التي أطلقتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بالتنسيق مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي ووزارة تنمية المجتمع في الإمارات، للمساعدة في تجميع وتعبئة حزم الإغاثة للمتضررين من الزلازل في سوريا وتركيا من خلال المشاركة المجتمعية.
مشاركة الأطفال
أبرز مشاهد التضامن الإنساني سجلها الأطفال الذين تسابقوا للتبرع بمدخراتهم، وحرصوا على مشاركة ذويهم بتقديم المساعدات.
كما آثر بعضهم مشاركة المتطوعين في العمل عبر حمل ما يستطيعون من صناديق المساعدات التي يتم إعدادها.
رسائل عيال زايد
المشهد الثاني اللافت كان حرص الإماراتيين في لفتة إنسانية فريدة على إرسال رسائل محبة ومواساة ودعم داخل الطرود المرسلة للمتضررين من زلزال تركيا وسوريا.
وحملت تلك الرسائل عبارات عدة تعبر عن محبتهم وتضامنهم مع إخوتهم المتضررين من الزلزال، فيما ذيلت جميع الرسائل بتوقيع "عيال زايد".
من بين تلك الرسائل رسالة وجهها طلاب إحدى المدارس لتوضع في أحد صناديق المساعدات جاء فيها "سعادتنا أن نراكم سالمين.. عيال زايد".
سباق الخير
المشهد الثالث كان تسابق الجميع كبار وصغار، مواطنين ومقيمين، للتبرع في الحملة والتطوع في تعبئة وتصنيف المساعدات تمهيدا لإرسالها، في مشهد يجسد أسمى معاني الجود والكرم والتضامن والأخوة الإنسانية.
تنوع المساعدات
المشهد الرابع كان تنوع المساعدات عبر الحملة ما بين أموال ومواد غذائية ومستلزمات طبية وأغطية وملابس.
وكانت الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي "أم الإمارات"، قد وجهت صندوق الشيخة فاطمة للمرأة اللاجئة-التابع للهلال الأحمر الإماراتي، بتقديم 50 مليون درهم لدعم حملة "جسور الخير" التي أطلقتها الهيئة لدعم الجهود الإنسانية والعمليات الإغاثية الجارية حاليا لصالح المتأثرين من الزلزال في كل من سوريا وتركيا.
تأتي توجيهات الشيخة فاطمة بنت مبارك في هذا الصدد تعزيزا للدور الذي تضطلع به دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة، للحد من التداعيات الإنسانية التي خلفتها كارثة الزلزال على حياة الآلاف المتضررين على الساحتين السورية والتركية.
كما تأتي التوجيهات السامية تجسيدا للمواقف الإنسانية الأصيلة لها في مثل هذه الأزمات والكوارث، ما جعلها رمزا للعطاء الإنساني اللامحدود على مستوى الإمارات والعالم وباتت عنوانا للعمل الإنساني إقليميا ودوليا، ومن أكبر الداعمين والمانحين للمساعدات الإنسانية.
كما أعلنت شركة مبادلة للاستثمار دعمها لجهود إغاثة المتضررين من الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا، لتواكب بهذا الجهود الإنسانية التي أطلقتها دولة الإمارات لتقديم يد العون والمساعدة، والتخفيف من الآثار الكبيرة التي خلّفها الزلزال على الشعبين التركي والسوري.
وأعلنت الشركة تبرعها بعائدات تذاكر الدورين النهائي ونصف النهائي من بطولة "مبادلة أبوظبي المفتوحة" لتنس للسيدات، المقامة حالياً بمدينة زايد الرياضية في مدينة زايد الرياضية، لصالح حملة "جسور الخير".
وتتيح "مبادلة" بهذه الفرصة لمتابعي ومشجعي رياضة التنس للمساهمة في هذه الحملة الإنسانية ودعم جهود الإغاثة.
16 مؤسسة
وحملة "جسور الخير" هي حملة أطلقتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بالتنسيق مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي ووزارة تنمية المجتمع، للمساعدة في تجميع وتعبئة حزم الإغاثة للمتضررين من الزلازل في سوريا وتركيا من خلال المشاركة المجتمعية.
وقد أعلنت 16 مؤسسة إنسانية إماراتية الانضمام إليها، وهي كل من دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة دبي العطاء، ومؤسسة سقيا الإمارات، والمدينة العالمية للخدمات الإنسانية، وجمعية دار البر، وجمعية دبي الخيرية، وجمعية الشارقة الخيرية، وبيت الشارقة الخيري، وجمعية الإمارات الخيرية، ومؤسسة طيران الإمارات الخيرية، وهيئة الأعمال الخيرية العالمية، ومؤسسة دي بي وورلد الخيرية ، بالإضافة إلى منصة "متطوعين.إمارات" ومركز الشارقة للعمل التطوعي.
وتبدأ حملة جسور الخير بتعبئة المساعدات الأولية ابتداء من السبت في تمام الساعة 9 صباحا وحتى الساعة 2 ظهراً، في كل من مركز أبوظبي الوطني للمعارض "أدنيك" في أبوظبي، ومركز دبي للمعارض في مدينة إكسبو دبي، وفي الشارقة جوار بحيرة خالد.
وتستمر عملية جمع التبرعات النقدية والعينية لمدة أسبوعين ابتداء من يوم 12 فبراير/شباط وبشكل مباشر من قبل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي والمؤسسات الإنسانية والخيرية الإماراتية المشاركة في المبادرة.
ملحمة إنسانية
جهود تتواصل على أكثر من صعيد رسمت عبرها دولة الإمارات ملحمة إغاثية إنسانية، قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وجعلت الإمارات في صدارة دول العالم الداعمة للشعبين التركي والسوري، بحجم تبرعات هو الأضخم حتى الآن، إذ تجاوز 100 مليون دولار، وجسر إنساني هو الأكبر أيضا حتى الآن عبر عملية "الفارس الشهم 2"، إذ تم تسيير 27 طائرة منه وما زال الدعم متواصلا.
تحركات فورية على أكثر من صعيد وضمن أكثر من مسار، شاركت فيها دولة الإمارات بمختلف مؤسساتها العسكرية والأمنية والدبلوماسية والخيرية، إضافة إلى شعب الإمارات والمقيمين بها، مجسدين صورة مثالية عن مفهوم "الأخوة الإنسانية" كما ينبغي أن يكون.
جهود جعلت مساعدات الإمارات ورجالها حاضرين خلال ساعات من وقوع الزلزال إلى جانب الأشقاء والأصدقاء في سوريا وتركيا لتقديم المساعدة وإزالة آثار الزلزال وتضميد أوجاع وآلام المصابين والمنكوبين.
وبجهود إنقاذ رائدة على أرض الواقع، أسهمت فرق الإنقاذ الإماراتية ضمن عملية "الفارس الشهم 2" في انتشال عائلة سورية "أم وابن وبنتان" من تحت الأنقاض، وإنقاذ تركيين اثنين أحدهما طفل في مدينة كهرمان مرعش بغازي عنتاب، وإجلاء 3 إماراتيين مصابين من تركيا، فيما كانت أول طائرة إغاثة تصل إلى غازي عنتاب، أكثر المدن التركية تضرراً من الزلزال، من الإمارات.
وهز زلزال بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، تركيا وسوريا في ساعة مبكرة من صباح الإثنين الماضي، فأسقط آلاف المباني بما في ذلك العديد من المجمعات السكنية ودمر مستشفيات وجعل الآلاف بين مشرد ومصاب، وأسفر في حصيلة غير نهائية عن مقتل 21848 في تركيا، و 3553 في سوريا.
عاصمة الإنسانية
تأتي هذه الجهود الإنسانية الشاملة والمتكاملة ضمن دبلوماسية العطاء الإماراتية واستراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها الإمارات وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" من دون تمييز، بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين، الأمر الذي يتوجها بحق عاصمة للإنسانية.
كما تأتي تلك الجهود سيراً على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، في العطاء ومواصلة أعمال الخير، وحرصاً على استدامة أعمال الخير والأعمال الإنسانية التي كان يحرص على ديمومتها.
ويواصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مسيرة الخير التي بدأها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وفاء لسيرته واستلهاماً لحكمته، لتحتل دولة الإمارات لسنوات عدة المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الإنسانية نسبة إلى دخلها القومي.
وبلغة الأرقام، بلغ حجم المساعدات الإماراتية الخارجية منذ تأسيس دولة الإمارات أكثر من 320 مليار درهم شملت 201 دولة، من بينها مساعدات قدمتها دولة الإمارات بتوجيهات من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بلغت أكثر من 98 مليار درهم حتى عام 2000.
ووفقاً لبيانات حديثة صادرة عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية فقد بلغ إجمالي قيمة المساعدات الخارجية التي قدمتها دولة الإمارات خلال الفترة منذ بداية عام 2021 وحتى منتصف أغسطس/آب الماضي نحو 13 مليار درهم.
وضمت قائمة الدول التي شملتها المساعدات عدداً من الدول العربية والآسيوية والأفريقية والغربية، في ترجمة واضحة لشمولية الدعم الإماراتي للمشاريع والاحتياجات الإنسانية حول العالم، والتي لا ترتبط بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة منها، ولا البقعة الجغرافية أو العرق أو اللون أو الطائفة أو الديانة.