دول شرق المتوسط.. كيف تستفيد من مناورة أوروبا لمقاطعة الغاز الروسي؟
تسعي أوروبا حاليا للاستغناء عن الغاز الروسي على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية.
يأتي هذا فيما تبحث القارة العجوز عن أسواق جديدة ومنتجين آخرين لسد احتياجاتها المحلية.
ويعتبر سعي القارة للاستغناء عن الغاز الروسي فرصة لدول متواجدة قرب أوروبا مثل مصر وإسرائيل لتكون أكبر الرابحين جراء تلك الوضعية، عبر غاز المتوسط.
وتعد منطقة شرق المتوسط واحدة من كبرى مناطق العالم الغنية بالغاز الطبيعي التي تمتلك فرص كبيرة لتصدير الغاز، وتعتبر كل من مصر وإسرائيل نموذجين للعب دور البديل وتصدير الغاز إلى أوروبا .
حقول ضخمة
ويقدر حجم حقول الغاز المكتشفة في منطقة شرق المتوسط حتى الآن بـ3455 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، قيمتها تتجاوز 700 مليار دولار مما يجعلها ثروة واعدة قد يتم استغلالها في ظل خلفية التوترات السياسية والاقتصادية عالمياً.
وتم الكشف في الفترة من 2000 وحتى 2018 عن 6 حقول تعد الأبرز من حيث كميات الإنتاج في منطقة شرق المتوسط هم حقول مارين، وتمار، وليفياثان، وأفروديت، وظهر، وكاليبسو .
وفي هذا الإطار قال فرانسيس بيرين باحث بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية إن الدول الأوروبية تبحث عن الغاز بعد الأزمة الروسية الأوكرانية، ولا يوجد بديل لديهم سوى مصر وإسرائيل، حيث تمتلكان فرص قوية للتصدير في ظل الإمكانيات والاحتياطيات الكبيرة لديهما من الغاز .
وكان المهندس طارق الملا وزير البترول المصري، وكاترين الحرار وزيرة الطاقة الإسرائيلي، وكادري سيمسون مفوضة الطاقة والمناخ بالاتحاد الأوروبي قد وقعوا أمس الأول اتفاقية ثلاثية للتعاون في مجال تجارة ونقل وتصدير الغاز الطبيعي بين مصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبي تحت مظلة منتدى غاز شرق المتوسط.
اتفاقية التصدير
وعقب توقيع الاتفاقية أشار وزير البترول المصري الأسبق المهندس أسامة كمال إلى أن اتفاقية التصدير الجديدة ستعود على الدولة المصرية بفوائد اقتصادية وسياسية، موضحا أن مصر تستفيد اقتصاديا من الغاز بشكل جيد عبر عدة طرق تشمل تسييل الغاز المصدر من الدول المجاورة ومحطات الإسالة التي تشارك الدولة ملكيتها إلى جانب رسوم العبور عبر الشبكة القومية للغاز.
وتسعى مصر إلى أن تصبح مركزا إقليميا للطاقة عبر تصدير فائض إنتاج الغاز الطبيعي إلى جانب تصدير فائض الدول المجاورة من الغاز، عبر محطتي الإسالة الواقعتين على شاطئ البحر المتوسط بإدكو ودمياط.
وتابع: أن الاتفاقيات تضيف لمصر دور مؤثر بين بعض الأطراف ودول شرق المتوسط خاصة في ظل وجود نزاعات على امتياز حقول غاز المتوسط بين بعض الدول منها إسرائيل ولبنان.
وتتيح مذكرة التفاهم التى وقعت بين مصر وإسرائيل وأوروبا إمداد الأخير بالغاز الإسرائيلي عبر محطات الإٍسالة المصرية في إدكو ودمياط.
إمكانيات تسييل كبيرة
وأكد كمال أن الطاقة القصوى لمحطتي الإسالة الواقعتين على الشواطئ المصرية بالبحر المتوسط كافية لإتمام التعاون مع الدول المجاورة لتصدير فائض ما لديها من غاز إلى جانب الصادرات المصرية، حيث تستطيع كل محطة تصدير نحو 2 مليار قدم مكعب غاز يوميا.
كما أشار إلى إمكانية توسيع المحطتين في أقل زمن ممكن في حالة الرغبة في ذلك، مع توافر البنية التحتية اللازمة لهذا التوسع.
اللاعب المصري هو الأبرز
وتعد مصر اللاعب المهيمن في مجال الطاقة في شرق المتوسط حيث يبلغ احتياطاتها من الغاز أكبر بكثير من احتياطي إسرائيل أو قبرص، لكنها تتمتع بسوق محلي كبير، حيث من المتوقع توقيع العقود قريبًا لستة مناطق استكشاف بحرية جديدة غرب الدلتا.
وأطلق عام 2015 مسؤولون مصريون بداية التاريخ الذهبي للغاز، تزامنا مع إعلان اكتشاف حقل ظهر أكبر حقول الغاز في البحر الأبيض المتوسط التي توالت بعده عدة اكتشافات في البحرين الأحمر والأبيض وخليج السويس وشبه جزيرة سيناء .
وكشف تقرير صادر عن مركز معلومات ودعم اتخاذ القرار المصري التابع لمجلس الوزراء أن مصر حافظت على مستويات إنتاجها من الغاز الطبيعي والتصدير رغم أزمة كورونا وتداعياتها في 2020-2021، حيث تم إنتاج 66,2 مليار متر مكعب، وبلغ الاستهلاك 62.9 مليار متر مكعب، ليتم تصدير الفائض 3.3 مليار متر مكعب.
وفي عام 2019، أعلن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار "أن قيمة الاستثمارات التي تم ضخها في مشروعات قطاعات تنمية الحقول والتكرير والبتروكيماويات والبنية الأساسية، بلغت نحو تريليون جنيه (60.6 مليار دولار أمريكي)"، مفندا تلك الاستثمارات لتشمل 32.6 مليار دولار للمشروعات التي بدأ تشغيلها، و12.7 مليار دولار للمشروعات الجاري تنفيذها، و14.7 مليار دولار للمشروعات التي بدأ تنفيذها.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjMuMjMxIA== جزيرة ام اند امز