أزمة شرق السودان.. الخرطوم تتحرك لوأد "فتنة" والي كسلا
الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي" التقى بالإدارات الأهلية لقبيلة "البني عامر" التي ينتمي إليها والي كسلا المقال صالح عمار
حراك رسمي وشعبي تشهده العاصمة السودانية الخرطوم، الخميس، من أجل وقف نزيف الدم الناجم عن "فتنة" إقالة والي كسلا شرقي البلاد.
وبحسب مراسلة "العين الإخبارية"، عقد مجلس السيادة اجتماعا طارئا مع النائب العام تاج السر الحبر.
كما عقد المجلس المركزي لتحالف قوى الحرية والتغيير اجتماعا مماثلا، من أجل إيجاد حلول لأزمة الشرق.
والتقى النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي" بالإدارات الأهلية لقبيلة "البني عامر"، التي ينتمي إليها والي كسلا المقال صالح عمار.
وفي تصريحات إعلامية عقب اللقاء، قال حميدتي إن أحداث الشرق تفجرت بسبب إقالة والي كسلا، لكن كافة الولاة المدنيين سيتم إعفاؤهم بموجب اتفاق السلام المبرم مع الجبهة الثورية في جوبا عاصمة جنوب السودان.
وأعلن تشكيل لجان من الخبراء والإدارة الأهلية لوضع حلول جذرية لأزمة شرق السودان بالتراضي، معربا عن أسفه على أحداث العنف التي شهدتها مدينة كسلا.
ووجه نائب رئيس مجلس السيادة القوات النظامية بفرض هيبة الدولة، والقيام بواجبها تجاه حماية المواطنين.
وقال إنه ناقش مع الإدارات قضايا شرق السودان، لافتا إلى أن مسار الشرق تم التوقيع عليه بحضور دولي، وأقر قيام مؤتمر الشرق التشاوري بالتوافق ودون إقصاء لأحد.
وحث حميدتي أهل الشرق على التحلي بالصبر والحكمة ونبذ العنف والعنصرية.
من جانبه، قال مصدر داخل قوى الحرية والتغيير، قائدة الاحتجاجات السودانية التي أطاحت بنظام عمر البشير، لـ"العين الإخبارية"، إن الاجتماع سيخرج بقرارات حاسمة تقدم للحكومة الانتقالية كحلول لأزمة الشرق، لا سيما بعد تصاعد وتيرة العنف.
بدوره، ناشد ناظر قبيلة "البني عامر"، علي إبراهيم دقلل، أهل الشرق بالتحلي بالصبر، قائلا "نحن مع الدولة لوضع الحلول التي وعدتنا بها".
وأضاف عقب اللقاء مع حميدتي أن "الخطأ لا يعالج بالخطأ"، مشيراً إلى أن الأحداث بسبب تعيين وإقالة والي كسلا، وسيأتي الحل الذي يرضي الجميع.
أما شيخ خط قبيلة البوادرة متوكل حسن دكين فأكد أن ما حدث في الشرق بسبب بعض المطامع السياسية.
وقال: "التقينا النائب الأول لرئيس مجلس السيادة، وشرح لنا اتفاق السلام وإعفاء الولاة".
وأضاف: "عرفنا منه الكثير من الأمور الغائبة عنا"، وأكد أن أهل الشرق سيعملون من أجل سلامة البلاد على التصالح والتصافي، وأن الخطأ لن يعالج بالخطأ.
وأشار إلى أن المؤتمر التشاوري لأهل الشرق منصوص عليه في اتفاقية السلام، مناشدا المواطنين بالتحلي بالصبر، كما دعا للدخول في إعداد المؤتمر من أجل وحدة أهل الشرق ورتق النسيج الاجتماعي.
والخميس، سقط 3 قتلى على الأقل بمدينة كسلا، في أحداث عنف تخللت موكبا احتجاجيا رافض لإقالة الوالي صالح عمار.