كيف يؤثر أكل اللحوم على التغير المناخي؟.. قلق عالمي من بصمات الأفراد
في الوقت الذي تتفاقم فيه أزمة التغير المناخي، وجهت المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة الأفراد إلى الحد من بصمتهم الكربونية والعيش بشكل أكثر استدامة، جنبا إلى جنب مع الحكومات والشركات.
وهنا يأتي السؤال.. هل يمكن للأفعال والسلوكيات الفردية للأشخاص أن تحدث فرقا في كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعثة على المستوى العالمي؟
البعض يرى أنه سيكون من الأكثر فعالية التركيز على تغيير سياسة الحكومات والشركات للحد من الانبعاثات من قطاعي الطاقة والزراعة بدلا من مطالبة الأفراد بالحد من انبعاثات الكربون الخاصة بهم.
البعض الآخر يؤكد أن تعديل السلوكيات والاهتمام بالأفعال المستدامة مهمة، لأن كل جزء من خفض الانبعاثات يساعد في تقليل حدة الأزمة.
قال مايكل مان عالم المناخ بجامعة بنسلفانيا لـ"cbc.ca": "يجب أن نكون كمواطنين أكثر مسؤولية، يمكننا أن نساهم في وجود مستدام على هذا الكوكب".
تشير حملة الأمم المتحدة Act Now للعمل المناخي الفردي إلى أنه يمكن للناس تقليل بصمتهم الكربونية الشخصية بشكل مباشر عن طريق تغيير استخدامهم للطاقة والنقل واستهلاك الغذاء.
لكن إليزابيث روبنسون، مديرة معهد جرانثام لأبحاث تغير المناخ والبيئة، تطالب بتعديل النظم الغذائية والإقلال من تناول اللحوم، خاصة في الدول الثرية التي تستهلك كميات كبيرة.
وأرجعت كلامها إلى أن الماشية تتطلب مساحات شاسعة من الرعي، وهو ما يدفع بعض الدول لإزالة الغابات، ما يؤدي إلى مزيد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الهواء.
هل هناك قلق من البصمة الكربونية؟
كيم كوب، عالم المناخ بجامعة براون، يرى أن هذا القلق سيأتي لاحقا، مضيفا "أنا لست قلقا بشأن بصمتي الكربونية الشخصية، العمل الجماعي هو الأهم، لكن في المستقبل ستكون هناك تكلفة أخلاقية واجتماعية يتحملها هؤلاء الأفراد".
رغم هذه الرؤية، إلا أنه هناك تأثيرات مناخية لا يتحملها الأفراد ولا يمكنهم تغييرها بمفردهم، فهناك أكثر من 70% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تم إنتاجها بين عامي 1988 و2015 جاءت من 100 شركة تعمل بالوقود الأحفوري، وفقا لتقرير عام 2017 الصادر عن CDP، المعروف سابقا باسم مشروع الكشف عن الكربون.
يعتمد العالم حاليا على الوقود الأحفوري في الكثير من الكهرباء والتدفئة والنقل، فضلا عن الزراعة والصناعة، ومن المأمول أن تحل البدائل الأنظف مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح محل الكثير من هذا الطلب.
مع انخفاض تكاليف الطاقة المتجددة، يتم إنتاج المزيد من الطاقة بطرق مستدامة.
بينما تعمل مصادر الطاقة المتجددة بشكل جيد لإنتاج الكهرباء، فإن الصناعات الأخرى مثل صناعة الأسمنت والصلب والشحن سيكون من الصعب التخلص من الوقود المسبب للانبعاثات، وهو الأمر الذي يدفع بعض المتخصصين والخبراء نحو البحث عن بعض التقنيات الجديدة، والتي يمكنها مساعدة هذه القطاعات.
aXA6IDMuMTQ2LjE1Mi4xMTkg
جزيرة ام اند امز