رمضان في السودان.. الأزمة الاقتصادية تفرض كلمتها
حتى وقت قريب احتفظ الشعب السوداني بعادات رمضانية كانت تمثل إرثا، يكاد يتلاشى هذا العام بفعل ضغوط اقتصادية واحترازات صحية.
وتكاد شوارع العاصمة السودانية الخرطوم تخلو في رمضان هذا العام من تجمعات (الإفطار الجماعي) بسبب الغلاء والتخوف من جائحة كورونا والمتغيرات في المجتمع السوداني.
وقالت الباحثة الاقتصادية السودانية امتثال الطيب، في تصريح لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، السبت: "حتى وقت قريب كان شهر رمضان مناسبة للتكافل الاجتماعي والترابط الأسري".
وأضافت: "هذا العام تكاد تلك المظاهر الاجتماعية أن تتلاشى بسبب الظروف الاقتصادية وغلاء الأسعار، مما قلل من الخروج للشوارع في الإفطار الجماعي".
وتابعت: "هناك مخاوف أيضا نتيجة انتشار (كوفيد -19)، والتزام بالاحترازات الصحية التي تدعو إلى الامتناع عن التجمعات.. كما برزت متغيرات اجتماعية واقتصادية ساهمت أيضا في انحسار العادات المرتبطة بشهر رمضان".
وتلاشت عادات أخرى ظلت مرتبطة برمضان، وهي تجمع الشباب الذين كانوا يجوبون أحياء الخرطوم للتنبيه بحلول وقت السحور. وكانت لجائحة كورونا العديد من التأثيرات السلبية على عمل (المسحراتية) الذين توقفوا عن ممارسة دورهم التراثي.
وقال الشاب عبد العظيم نور الدين، وهو عضو فرقة شبابية للتنبيه بالسحور في منطقة (الأزهري) بجنوبي الخرطوم "هذا العام لا نشاط لنا، والسبب عدم التجمع بسبب كورونا".
وتخلى المشروب الرمضاني المحلي (الحلو مر) عن حضوره الطاغي على المائدة الرمضانية في السودان بسبب ارتفاع تكاليف صناعته.
ويصنع (الحلو مر) من رقائق من طحين الذرة تعد في المنازل السودانية خلال شهر شعبان استعدادا لقدوم شهر رمضان.
ويشكل (الحلو مر) مصدرا رئيسيا لمائدة الإفطار في السودان، غير أن ارتفاع أسعار المواد الرئيسية التي تصنع منها (الحلو مر) دفعت الأسر إلى التخلي عنه.
وقالت أم الكرام يعقوب، وهي ربة منزل بحي سوبا جنوب الخرطوم "هذا العام تخلينا عن الحلو مر.. لا نشعر بطعم رمضان بعد أن فقدنا طعم الحلو مر".
وتابعت "صناعة الحلو مر باتت مكلفة للغاية، حيث كمية الذرة التي نحتاجها تبلغ نحو 1500 جنيه، والمواد الأخرى من بهارات وغيرها لا تقل عن 3 آلاف جنيه، التكلفة الكلية لأسرة متوسطة تصل لنحو 5 آلاف جنيه وهذا مبلغ كبير".
aXA6IDMuMTQyLjEzMC4yNDIg
جزيرة ام اند امز