بالصور.. انطلاق القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي في دبي
انطلقت، صباح الثلاثاء، في دبي أعمال الدورة الرابعة من القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي 2018 التي تحمل شعار "معا لريادة المستقبل".
شهد الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، وبحضور رستم مينيخانوف، رئيس جمهورية تتارستان، انطلاق أعمال الدورة الرابعة للقمة العالمية للاقتصاد الإسلامي 2018 التي تنظمها غرفة تجارة وصناعة دبي، ومركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي بالتعاون مع وكالة "تومسون رويترز"، الشريك الاستراتيجي تحت شعار "معاً لريادة المستقبل".
كما كرم الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الفائزين في الدورة السادسة من جائزة الاقتصاد الإسلامي، والتي تحتفي بأبرز المبادرات والمشاريع الاقتصادية والتنموية المبتكرة الهادفة إلى إنماء الاقتصاد الإسلامي ودعم الممارسات التجارية والاقتصادية المسؤولة والمستدامة التي تنعكس إيجاباً على الاقتصادات والمجتمعات.
رئيس تتارستان
وقال رستم مينياخانوف، رئيس جمهورية تتارستان في كلمته التي ألقاها في حفل الافتتاح: "إن جمهورية تتارستان لديها تاريخ طويل من التعامل مع العالم الإسلامي، ومن المهم جداً مواصلة هذا التعاون لتوسيع العلاقات الاقتصادية على المستوى الإقليمي والعالمي لتعزيز الاقتصاد الإسلامي ومنتجاته".
كما بين أن العالم الإسلامي يواجه اليوم تحديات كبيرة، ولاسيما فيما يتعلق بالموارد الطبيعية، ولهذا لابد من إيجاد حلول تسهم في ترشيد الموارد وبناء العلاقات التي تسهم في الاستفادة من هذه الموارد على الوجه الأمثل.
وقال: "دولة الإمارات تمتلك رؤية مهمة وواعدة لتطوير الاقتصاد الإسلامي وتحقيق النمو، كما أنها تقدم دروساً مهمة في تطوير منتجات متوافقة مع معايير الشريعة الإسلامية، ويمكن لدول العالم الإسلامي بناء علاقات طويلة المدى معها للمساهمة في إيجاد منظومة عمل مشتركة للارتقاء بالاقتصاد الإسلامي".
وأضاف "تسعى جمهورية تتارستان إلى المساهمة في بناء حضارة بين الغرب والشرق والاقتصاد الإسلامي عنصر مهم لبناء حوار مثمر وبناء منهج معرفي، وهي اليوم تشهد انتعاشاً كبيراً في المنتجات الاقتصادية وهناك تعاون مثمر مع جميع دول العالم الإسلامي، كما أن هناك تعاونا مع مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي لإيجاد نمط حياة حلال".
حدث عالمي مهم
ومن جهته أكد سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد الإماراتي، رئيس مجلس إدارة مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي أن القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي تحولت على مدى السنوات القليلة الماضية إلى حدث عالمي مهم ومحطة سنوية بارزة لإثراء التقدم الذي يشهده الاقتصاد الإسلامي.
ومن خلال جلساتها وفعالياتها التي تعقد هذا العام تحت عنوان "معاً لريادة المستقبل"، يمكننا العمل معاً لبلورة شراكات دولية تسهم في تعزيز النمو الاقتصادي والأمن المالي والاستقرار الاجتماعي.
وأضاف أن العالم يتغير سريعاً مدفوعاً بالاتجاهات التكنولوجية الحديثة، مثل الرقمنة السريعة وتقنية البلوك تشين والعملات الرقمية والذكاء الاصطناعي والتحولات الاقتصادية العالمية، ولذلك برزت العديد من التداعيات على تغيير ديناميكيات الاقتصاد الإسلامي العالمي ودورها في خلق تحديات وفرص جديدة للقطاع، ولا شك أن القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي هي المنصة الأوسع والأكثر جدارةً على الصعيد الدولي لمخاطبة هذه المتغيرات والخروج بنتائج ومبادرات تسهم في تعظيم الفوائد من الواقع الاقتصادي الجديد وتحويل التحديات إلى فرص.
وقال إن انعقاد الدورة الرابعة من القمة، ضمن أسبوع الاقتصاد الإسلامي، يأتي في ظل تزايد مطرد للأهمية النسبية للاقتصاد الإسلامي دولياً ومحلياً، فقد ارتفعت مساهمة قطاعات الاقتصاد الإسلامي في الناتج المحلي الإجمالي لإمارة دبي من 7.6% في عام 2014 إلى 8.3% في 2016 لتصل إلى 32.8 مليار درهم، مسجلة نمواً بنسبة 14%، بحسب مؤشرات مركز دبي للإحصاء، وتشكل هذه المساهمة المتزايدة إضافة نوعية ليس فقط إلى مسيرة تطوير الاقتصاد الإسلامي في دبي، بل أيضاً إلى مسيرة التنمية المستدامة التي تنتهجها دولة الإمارات انطلاقاً من خطتها لاقتصاد ما بعد النفط، وحرصها على تعزيز القطاعات الإنتاجية وتطوير استراتيجيات محفزة للاستثمارات المسؤولة ومشجعة لريادة الأعمال والابتكار.
وأشار إلى أن الثقة العالمية المتنامية بدبي ودولة الإمارات تؤكد إمكانية تحقيق المزيد من التقدم في مسيرة الاقتصاد الوطني بشكل عام والاقتصاد الإسلامي بشكل خاص، إذ إن ثقة المنتجين والمستهلكين بالسياسات التنظيمية والمعايير ستكون المحرك الأساسي للاقتصاد العالمي في المستقبل، ولا تقتصر خططنا الحكومية الطموحة على اعتماد مسرعات لدفع عجلة النمو في القطاعات المحلية فحسب، بل أصبحت معنية بصياغة رؤية عالمية لتوحيد الجهود الدولية للارتقاء بحياة الشعوب وتحقيق تطلعات الأجيال الجديدة في مستقبل أكثر استقراراً وعدالة.
وتابع سلطان المنصوري: "تحظى مبادرة دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي بزخم متزايد يوماً بعد يوم منذ إطلاقها في عام 2013، مروراً بتحديث استراتيجية المركز في العام 2017 وحتى الآن، وذلك بفضل الرؤية الاستباقية للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حول ما سيؤول إليه الاقتصاد العالمي في المستقبل في ضوء التحديات التي أفرزتها الأزمة المالية العالمية في 2008، وكذلك بفضل المتابعة المستمرة والدؤوبة من الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي والمشرف العام على مبادرة دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي.
التنمية الشاملة
وتابع، في ضوء التحديات التي أفرزتها الأزمة المالية العالمية 2008، برزت الحاجة الملحة لابتكار منظومة اقتصادية أكثر عدلاً وشفافية تحقق التوازن المطلوب في عملية إنتاج الثروات وتوزيعها.
وقال: "ظلت دولة الإمارات طوال مسيرتها التنموية ملتزمة بالغايات السامية للتنمية الشاملة والطويلة الأمد، والتي تنطوي على كثير من القواسم المشتركة مع مبادئ وأخلاقيات الاقتصاد الإسلامي".
وأشار إلى أن مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي قطع شوطاً كبيراً في تنفيذ مجموعة من المبادرات المدرجة في استراتيجيتنا 2017-2021 تزامناً مع سعي القيادة الرشيدة للمضي قدماً في تحقيق أهداف الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021، والوصول بالإمارات إلى الاحتفاء بالذكرى المئوية لتأسيسها وهي إحدى أفضل دول العالم، ولهذا، يدرك المركز أهمية البناء على المنجزات التي تحققت حتى اليوم وأسهمت في أن تتصدر دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأولى بين 10 دول من حيث المنظومة الأكثر تطوراً في بعض قطاعات الاقتصاد الإسلامي.
وأكد أن المركز سيواصل التعاون مع أفضل المؤسسات والجهات المعنية من أجل ابتكار آليات لتسريع نمو قطاعات الاقتصاد الإسلامي وعلى رأسها التمويل الإسلامي الذي يتوقع أن تصل قيمته إلى نحو 3.8 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2022، مستفيداً من المرونة التي يتمتع بها الاقتصاد الإسلامي ليس فقط من حيث مواكبة عصر التكنولوجيا، بل في قدرته على الاستثمار في الحلول الذكية بما يخدم أهدافه السامية وعلى رأسها الاستقرار المالي والاجتماعي وجودة حياة البشر من دون أي تمييز.
مشاركون
وتستقطب القمة في دورتها الرابعة كبار الخبراء الدوليين في المجال الاقتصادي، ورواد الأعمال على مستوى العالم في مجال تمويل المشاريع التكنولوجية، وأهم قادة الشركات متعددة الجنسيات إلى جانب نخبة من كبار الضيوف، حيث انطلقت فعاليات اليوم الأول بحلقة نقاشية تحمل عنوان "الاقتصاد الإسلامي في ظل الرقمنة واللامركزية: تقنيات بلوك تشين، العملات الرقمية، الأسواق والهويات الرقمية"، وتحدث في الجلسة كل من أنطوني بتلر، كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة "آي. بي. أم" في دولة الإمارات، وديليب راو، رئيس البنية التحتية والابتكار في شركة "ريبل"، في الولايات المتحدة الأمريكية، ولي تشين الرئيس التنفيذي لشركة تشينلي الصينية، وسيرهات يلديريم رئيس الشؤون الرقمية في بنك أبوظبي الإسلامي.