خبراء يجيبون.. هل يواجه العالم صدمة نفط جديدة؟
محلل بـ"بي إن بي باريبا" قال إن "العالم مهيّأ بشكل أفضل بكثير مما كان عليه في السبعينيات لمواجهة الصدمات النفطية".
تباينت الآراء حول إمكانية حدوث صدمة نفط جديدة، عقب ارتفاع أسعار النفط الأسبوع الماضي على خلفية استهداف منشآت نفط سعودية.
وسجلت أسعار نفط برنت ارتفاعا حادا بلغ 15% في يوم واحد على إثر تلك الهجمات التي حدثت في 14 سبتمبر/أيلول.
وعادت الأسعار إلى التراجع بعد ذلك وصولا إلى نحو 65 دولارا للبرميل، الجمعة، وفي ظل تباطؤ الاقتصاد العالمي ووفرة النفط المنتج في العالم، يبقى احتمال ارتفاع سعر البرميل إلى 100 دولار مستبعدا للغاية في الوقت الحاضر.
وقال خبراء الاقتصاد في كوميرتسبنك إنه ينبغي عدم "التقليل من شأن" مفاعيل صدمة نفطية محتملة، موضحين أن "العديد من الاقتصادات تواجه منذ الآن مشكلات والمصارف المركزية ليس لديها إلا هامش تحرك ضيق لمساعدة الاقتصادات المعنية".
وأدت الصدمة النفطية الأولى إلى إنشاء الوكالة الدولية للطاقة عام 1974، وهي تفرض على دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الإبقاء على احتياطي يوازي ما لا يقل عن تسعين يوما من وارداتها الصافية من النفط الخام. وكان الاحتياطي الفرنسي يوازي في يونيو/حزيران 111 يوما من الواردات.
لكن حتى إن كان احتمال حصول صدمة نفطية ضئيلا، أكد خبير السوق النفطية في مكتب "كوموديتي ريسيترش غروب" للاستشارات أندرو ليبوف أنه "لا يمكن القول أبدا إن الخطر معدوم".
ويتوقع خبراء أن تتجه أسعار النفط لتسجيل قفزة بنسبة تزيد على 7% الأسبوع الجاري، وهو أكبر ارتفاع أسبوعي في أشهر، في الوقت الذي شهدت فيه التعاملات المبكرة، الجمعة، مواصلة الخام لمكاسبه بفعل توترات في الشرق الأوسط، بحسب رويترز.
فيما يؤكد خبراء الاقتصاد في مصرف كومرتسبنك أن "صدمة نفطية اليوم لن تكون لها المفاعيل المدمرة ذاتها" لأن الدول "اعتادت" مثل هذه الأحداث والمصارف المركزية "لن ترد بدفع معدلات الفائدة إلى الارتفاع لمكافحة التضخم".
وعلى سبيل المثال ارتفاع الاستهلاك في الولايات المتحدة من 17.3 مليون برميل في اليوم عام 1973 إلى 20.5 مليون برميل في اليوم عام 2018، بزيادة 18% في حين أن إجمالي الناتج الداخلي الفعلي حقق ارتفاعا بلغ 230%.
وقال نائب رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ريتشارد كلاريدا الجمعة: "إن الولايات المتحدة أقل تأثرا بكثير بالصدمات النفطية منها قبل بضعة عقود".