صحيفة فرنسية: تعثر التجارة العالمية بفعل معركة بكين وواشنطن
مجموعة دول العشرين الكبرى هي أولى ضحايا الحرب التجارية بعد تراجع مؤشرات التجارة العالمية بين هذه الدول.
في خضم الحرب التجارية المشتعلة التي يشهدها العالم بين واشنطن وبكين، فإن مجموعة دول العشرين الكبرى هى أولى ضحايا هذه الحرب بعد تراجع مؤشرات التبادل التجاري بين هذه الدول، وفقاً لما ذكرته صحيفة "ليزيكو" الفرنسية.
وتحت عنوان "التجارة العالمية تتعثر.. والمعركة بين بكين وواشنطن تتفاقم"، قالت الصحيفة الفرنسية المتخصصة في الشؤون الاقتصادية: "إن التجارة العالمية تتعثر، وسط تصاعد حدة المعركة التجارية بين الصين والولايات المتحدة".
- أمريكا تصعد الحرب التجارية مع الصين بتفعيل الرسوم الأحد المقبل
- الصين تفرض رسوما على سلع أمريكية قيمتها 75 مليار دولار
وأشارت "ليزيكو" إلى أن منظمة التجارة العالمية دقت ناقوس الخطر بالفعل في منتصف أغسطس/آب المنصرم، حول وضع التجارة العالمية بعد التصارع في رفع الرسوم المفروضة على المنتجات.
وأوضحت الصحيفة أن منظمة التعاون والتنمية الاقتصادي عززت هذا التشاؤم الذي يخيم على مؤشرات التجارة العالمية.
ووفقاً لمؤشرات الربع الأول من العام الجاري، لمنظمة التعاون الاقتصادي، فإن هناك انخفاضا في مؤشرات التبادل التجاري بين مجموعة دول العشرين الكبرى، كما أنه من المقرر أن تدخل الرسوم الجمركية الجديدة حيز التنفيذ نهاية هذا الأسبوع، ما يعمق الأزمة.
وأوضح تقرير "التعاون الاقتصادي" أنه في الربع الثاني، فإن الانخفاض في التجارة بين بلدان مجموعة العشرين، وبالقيمة الدولارية الحالية، قد استمر"، مضيفاً أن الصادرات من الاقتصادات العشرين تقلصت بنسبة 1.9% على الربع، في حين انخفضت الواردات بنسبة 0.9%.
وأضافت الصحيفة أن الصين تعاني من توترات تجارية مع الولايات المتحدة، التي سترفع تعريفاتها الجمركية على جزء من واردات الصين البالغة 300 مليار دولار بين أوائل سبتمبر/ أيلول الجاري ومنتصف ديسمبر/ كانون الأول.
ورأت الصحيفة أن الرد الأمريكي لهذه الحرب التجارية الذي سيصيب المستهلكين الأمريكيين بشدة، مشيرة إلى أنه في حين أن الواردات الأمريكية من الصين قد ارتفعت بنسبة 0.2٪، فإن الصادرات الأمريكية إلى الصين قد انخفضت بنسبة 1.1% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وكانت إدارة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية أعلنت الجمعة الماضية، أن الرسوم الجمركية البالغة 15% على واردات من الصين، والتي سيبدأ سريانها في أول سبتمبر/أيلول لن تكون لها فترة سماح للبضائع التي في طريقها بالفعل إلى الولايات المتحدة، موضحة أن الرسوم الجمركية الجديدة سيبدأ سريانها في الموعد المقرر الساعة 1201 بتوقيت شرق الولايات المتحدة، اليوم الأحد، وتغطي كل البضائع في قائمة طويلة بالمنتجات المستهدفة، بما في ذلك السلع الإلكترونية الاستهلاكية.
وأضافت الصحيفة الفرنسية، في المقابل فإن الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة بلغت حوالي 17٪ مقارنة بالواردات الصينية من الولايات المتحدة، فهي أقل إذ بلغت نسبتها 10.7٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وعلى الرغم من تلك النسب، لفتت الصحيفة الفرنسية إلى أن حجم الصادرات الصينية تراجعت بنسبة 5.3% في الربع الثاني من العام، وهي النسبة الأقل منذ الربع الأخير من عام 2017.
ووفقاً للصحيفة الفرنسية، فإن صادرات وواردت دول الاتحاد الأوروبي أيضاً قد تقلصت بنسبة 1.7٪ و2.3٪ على التوالي.
في المقابل، شهدت أستراليا، وكندا والمكسيك واليابان ارتفاعاً في صادراتها.
وبحسب تقدير الصحيفة الفرنسية، فإنه في ظل هذا الوضع الراهن تشير التوقعات والآفاق إلى أن المؤشرات ليست مشجعة، وذلك في أحدث مؤشر صدر في منتصف أغسطس/أب عن منظمة التجارة العالمية.