التعديات على الطبيعة تهدد التنوع البيولوجي في البرازيل
التنوع البيولوجي الغني في البرازيل يتعرض لهجوم من جبهات متعددة، منها تجار الأخشاب الذين يقضون على أنواع نادرة من الأشجار
تواجه البرازيل التي تُعد موطناً لأكثر من نصف أنواع النباتات والحيوانات في العالم تهديدات متزايدة من الشركات التجارية والجماعات التي تقوم بتعديات على الطبيعة.
ويتعرض التنوع البيولوجي الغني في البرازيل لهجوم من جبهات متعددة، بما في ذلك أصحاب الأراضي الذين قطعوا الأشجار لإفساح المجال أمام زراعة حبوب فول الصويا.
وكذلك عُمال المناجم غير الشرعيين الذين يلوثون الأنهار التي يستخدمها السكان الأصليون، وتجار الأخشاب الذين يقضون على أنواع نادرة من الأشجار.
ويقف الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو الذي يشكك بواقع تغير المناخ بجانب هؤلاء، خصوصاً أنه انتخب في أكتوبر/تشرين الأول بدعم من جماعات زراعية وتعدينية تشكل قوة ضاغطة.
وتضمن خطابه المناهض للبيئة تعهداً بإنهاء "النشاط البيئي" المتطرف، إلا أن معدل قطع الغابات في الأمازون الذي تباطأ بشكل كبير بين عامي 2004 و2012، ارتفع مجدداً في يناير/كانون الثاني، وفقاً لمجموعة "إيمازون" البيئية.
وقال موجتيدي أرارا، وهو رجل مسن من السكان الأصليين، في رحلة حديثة إلى الأمازون: "في السابق، كنا نحصل على طعامنا مباشرة من الأشجار، لكن اليوم، أصبح علينا الزراعة"، ويتوجب عليه اليوم السير لمدة ساعة في الغابة لجلب الموز.
وقالت أندريا ميلو من الصندوق البرازيلي للتنوع البيولوجي (فونبيو): "طرحت مشاريع قوانين مقلقة في البرلمان"، موضحة أن أحدها سيزيل كل المحميات الطبيعية إذا مرر، بحيث سيقضي على مساحة تقدر ميلو بأنها تعادل 3 مرات حجم ولاية باهيا الشمالية الشرقية.
وتضم الأمازون التي غالباً ما يقال عنها إنها "رئة الكوكب" عدداً هائلاً من الأنواع: 40 ألف نبتة و3 آلاف سمكة تعيش في المياه العذبة ونحو 1300 طير و370 من الزواحف.
وتعد واحداً من الأماكن الأخيرة التي تؤوي حيوان الجاجوار والدلافين الوردية المعرضة لخطر الانقراض، كما اكتشف خلال السنوات الـ20 الماضية في غابات الأمازون 2200 نوع جديد من النبات والفقاريات.
ومع ذلك، يمكن احتساب مساحة غابات الأمازون التي تختفي كل يوم بمقارنتها بمساحات ملاعب كرة القدم، فقد جرى تحويل نحو 80% من هذه المناطق التي أزيلت منها الغابات إلى مراع، وفق الصندوق العالمي للطبيعة.
وفي حالات كثيرة، يستحوذ القادمون الجدد على أراض بما فيها مناطق محددة للسكان الأصليين أو المتنزهات الوطنية، مع عدد قليل من الأبقار.
وهذا الأمر يكفي للحصول على شهادة "أرض منتجة" تسمح لمالك الأرض ببيعها بعد 10 سنوات.
وقال إميليو لا روفيري رئيس مختبر الدراسات البيئية في الجامعة الفيدرالية في ريو دي جانيرو: "هذا هو الدافع الرئيسي وراء ظاهرة إزالة الغابات هنا".
وأضاف: "مع ذلك، تملك البرازيل ما يكفي من الأراضي الصالحة للزراعة لزيادة الإنتاج حتى نهاية القرن دون الحاجة إلى لمس هكتار واحد آخر من الغابات".
وتلوث إزالة الغابات الأنظمة البيئية المائية وتساهم في التغير المناخي عن طريق إطلاق الكربون في الغلاف الجوي.
وتعد منطقة بانتال الموجودة في وسط غرب البرازيل ملاذاً هائلاً للتنوع البيولوجي المهدد بالزوال، مع وجود أكبر تجمع للحياة البرية في أمريكا الجنوبية فيها، وتضم وحدها أكثر من 665 نوعاً من الطيور.
وتسمح الفيضانات التي تغمر السهل الهائل كل سنة بهجرة الأسماك والطيور والزواحف والنباتات وتكاثرها في هذه المنطقة.
لكن التنوع البيولوجي في هذه المنطقة مهدد أيضاً من خلال قطع أشجار الغابات وتآكل التربة والمواد الكيميائية الزراعية التي تلوث المجاري المائية والصيد الجائر والسدود الكهرومائية التي تؤثر سلبا على النظام البيئي والتعدين والسياحة.
أما غابة الأطلسي أو ماتا أتلانتيكا باللغة البرتغالية وهي اللغة المحلية في البرازيل، فتغطي أكثر من 100 ألف كيلومتر مربع على طول ساحل المحيط الأطلسي، إلا أنها في حال يرثى لها.