مع احتفالات رأس السنة.. انتعاش السياحة «الإيكولوجية» بالمغرب
بفضل الطبيعة الخلابة، يراهن المغرب بقوة على أن يكون وجهة عالمية للسياحة الإيكولوجية في السنوات المقبلة.
مع اقتراب السنة الجديدة، يفضل عدد من السياح الأجانب والزوار المغاربة قضاء عطلتهم في المواقع الطبيعية الخلابة التي يزخر بها المغرب، ما يساعد على انتعاش السياحة الإيكولوجية.
الجنوب أفضل وجهة
يتوفر المغرب من شماله إلى جنوبه على العديد من المناطق الطبيعية تتميز بالتنوع الكبير، ما بين الجبال والبحار والأنهار والوديان.
- أفضل أماكن السياحة البيئية في السعودية.. نظرة على المستقبل الأخضر
- قلعة شالي تعود لخريطة السياحة البيئية في مصر.. أبرز معالم سيوة
ويعد المنتجع الطبيعي "لويركان" بجماعة (بلدية) أسني، البعيدة عن المدينة الحمراء مراكش بحوالي 60 كلم، من ضمن المنتجعات الطبيعية.
وتقع مدينة إفران في منتصف منطقة الأطلس المتوسط بالمغرب والشهيرة باسم "سويسرا الصغيرة"، نظرا لهدوئها ومناظرها الطبيعية الخلابة وجمالها الأخاذ الذي يستهوي عشاق الجمال، إذ تستقطب مئات الزوار خلال احتفالات رأس السنة، خاصة محبي ممارسة رياضة التزحلق والتزلج على الثلج وتسلق الجبال.
ومن أهم ما يستهوي زوار هذه المدينة وجود فضاءات خضراء مكسوة بأشجار الصنوبر والأوكاليبتوس والعرعار.
تشجيع السياحة المستدامة
وينخرط في هذا المجال السياحي الإيكولوجي، عدد من الفاعلين، حيث تتم مكافأة العديد من المبادرات التي ترتبط بالسياحة المستدامة والمسؤولية البيئية.
ولدعم هذه الديناميكية، أطلق المغرب عدة تحفيزات منها توزيع جوائز من طرف ا وزارة السياحة من قبيل شارة "المفتاح الأخضر" للفنادق، أو "اللواء الأزرق" الذي حصل عليه 21 شاطئا مغربيا من أجل نظافة الشواطئ وهي مبادرة طورتها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة.
وذكر الخبراء ذاتهم، أنه لتشجيع قطاع السياحة الإيكولوجية، عمل القائمون على هذا القطاع على وضع قوائم ولوائح خاصة بالأسعار تبدأ ما بين 300 و400 درهم (30 دولارا) في الليلة الواحدة إلى 1200 و1300 درهم (120 دولارا) مع احتساب التغذية.
في الوقت الذي تعرف عدد من المناطق في جبال الأطلس المتوسط والكبير، إقبالا متزايدا من السياح، بعد تنامي الوعي بضرورة الحفاظ على البيئة في ظل الإشكاليات المناخية التي بات يشهدها العالم في السنوات الأخيرة، بادر العديد من الفاعلين في المجال السياحي إلى تطوير هذه المهنة والحرص على استقبال السياح المغاربة والأجانب.
وفي هذا الصدد، قال لحسن بومهدي، فاعل وخبير في مجال السياحة الإيكولوجية بتزنيت (جنوب البلاد) في حديث مع "العين الإخبارية"، إن السياحة الايكولوجية بمنطقة تزنيت وسوس تعيش في الآونة الأخيرة نهضة وتطورا كبيرين، مشيرا إلى أنه رغم ندرة المياه بسبب قلة التساقطات المطرية، فإن هناك اهتماما كبيرا من طرف الجمعيات الفاعلة في العمل الجمعوي البيئي بالسياحة البيئية أو الإيكولوجية لحفاظها على الموارد الطبيعية.
وأضاف بومهدي، أنه توجد في منطقة تزنيت مجموعة من الضيعات الفلاحية الخاصة بالمنتوجات الطبيعية و المحلية، تساهم في خلق ديناميكية داخل النسيج الاقتصادي، وهو ما بات يسمى بمنطقة بالنسيج الاقتصادي الأخضر.
وأوضح أن الفاعل السياحي، منطقة تزنيت يوجد بها مجموعة من المستثمرين الشباب الذين يعملون في المجال القروي والتعاونيات والجمعيات التي تبحث عن موارد جديدة، بالإضافة إلى ظهور شبكة من الحاملين للمبادرات المغربية في مجال الفلاحة الإيكولوجية.
ومن أهم هذه المبادرات يحكي، بومهدي، أن مجموعة من المنتجين أصحاب ضيعات فلاحية بمنطقة سوس، عملوا على تأطير الفلاحين في مجال الفلاحة الإيكولوجية المرتبطة ارتباطا وثيقا بالسياحة الإيكولوجية حصلوا على رخص لتسويق المنتوجات الطبيعية وطنيا ويتطلعون اليوم إلى الوصول إلى العالمية.
واسترسل المتحدث: " هناك إمكانيات هائلة لتطوير هذا المجال سواء على مستوى الفلاحة والسياحة الايكولوجية للحفاظ على الموروث الطبيعي، وكل ما له علاقة بالمنتوج المحلي التقليدي الأصيل بالمنطقة وترويجه وطنيا ودوليا".
السياحة الإيكولوجية رافعة للتنمية
من أجل سياحة إيكولوجية مستدامة ومسؤولة استراتيجية وطنية جديدة للسياحة، يدعو فاعلون إلى تفعيل الميثاق المغربي للسياحة المستدامة، والنهوض بالاستثمارات المستدامة المحدِثة لفرص الشغل في عدد من المناطق بمختلف جهات المملكة.
وفي هذا الجانب، تقول زكية مزوط، مستثمرة في مجال السياحة البيئية بمنطقة الحوز (جنوب المغرب)، في اتصال مع "العين الإخبارية"، إنها استقبلت حوالي 40 من السياح الأجانب، الذين يفضلون الاستمتاع بالطبيعة وتناول المأكولات "البيو" الطبيعية.
وأضافت زكية "نحرص على توفير كل الظروف لهؤلاء السياح من هدوء وترفيه وحلويات غربية وعربية ومغربية من أجل الاحتفال بليلة رأس السنة".
وزادت المتحدثة ذاتها، أن السياحة الإيكولوجية باتت هي الوجهة والمقصد الأساسي للزائر أو للسائح، من أجل الاستمتاع بما تزخر به المنطقة من مؤهلات طبيعية خلابة.
وأفادت الفاعلة في مجال السياحة، بأن ما يشجع هؤلاء السياح على هذه الوجهات الطبيعية هو الأثمنة المناسبة وفي متناول العديدين بخلاف أثمنة الفنادق بوسط المدن.
المغرب رائد في السياحة البيئية
ومن جهته، يرى زبير بوحوت، الباحث في مجال السياحة والمسؤول السابق بقطاع السياحة، أن السياحة الإيكولوجية تعتبر "أحد مكونات المنتوج السياحي في مختلف بقاع العالم، وأن أزمة كوفيد التي عاشها العالم زادت من الإقبال على هذا النمط من السياحة.
وأضاف أن المغرب بات رائدا في مجال السياحة البيئية، نظرا لتمتعه بالتنوع الكبير من الشواطئ والكثبان والواحات والجبال، وأن قربه من أوروبا جعل حصة السياحة البيئية من الزوار الأوروبيين جيدة.