طلاب طرابلس يكرهون المدارس.. ضرب مبرح وعنف لفظي
تحول التعليم في العاصمة الليبية طرابلس لواقع أليم، فالضرب المبرح والعنف اللفظي أصبحا وسيلة تدريس الطلبة في لبيبا ما ينذر بنتائج كارثية.
وسادت حالة من الكراهية للمدرسة والدراسة بين الطلاب، خاصة الأطفال منهم، بسبب لجوء المعلمين والمعلمات إلى العنف كوسيلة للتعليم، بديلا عن تطوير أدواتهم، وسط غياب واضح للتشريعات القانونية المحلية والدولية التي تجرم مثل تلك الأفعال.
ضرب مبرح
أكدت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، في تقرير صادر عنها الجمعة، واطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، أن العنف في مدارس العاصمة الليبية طرابلس تحول إلى وسيلة رسمية لتعليم الطلاب، مشيرة إلى أنها رصدت "مخالفات وتجاوزات"، من جانب أعضاء هيئة التدريس في مراحل التعليم الابتدائي والأساسي خلال السنوات الماضية.
وأوضحت اللجنة، في تقريرها، أن أعضاء هيئة التدريس يمارسون "الرهاب اللفظي" ويعرضون الطلاب للضرب المبرح، ما أسفر عن حالة كراهية شديدة لدى الطلاب، تجاه التعليم والمدرسة.
وأشارت إلى الآثار النفسية التي يخلفها العنف البدني واستخدام الألفاظ البذيئة تجاه الطلاب، مما ساهم في زيادة تردي وسوء قطاع التعليم العام في طرابلس، وأدى إلى زيادة معدلات تسرب الطلاب من المدارس، وخاصة في مراحل التعليم الأساسي.
ضعف الرقابة
وكشفت اللجنة الوطنية عن ضعف في الرقابة على المؤسسات التعليمية في طرابلس، مطالبة بضرورة فرض العقوبات والإجراءات الإدارية بحق أعضاء هيئة التدريس المخالفين والمتجاوزين لصحيح القانون.
وأكدت أن العنف البدني واللفظي بحق الطلاب وخاصة الأطفال منهم، يعد فعلا مُجرما في قانون العقوبات والإجراءات الجنائية الليبي، ناهيك عن أنه يمثل انتهاكاً جسيما للاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، والتي تُلزم بضرورة ضمان البيئة الآمنة والمناسبة في التعليم للطفل.
وتنص المادة الأولى من القانون الخاص بقواعد تهذيب الطلاب في ليبيا على أنه "يمنع منعاً باتاً على مديري المدارس والمعلمين وغيرهم من العاملين بالمدارس، استعمال الضرب والعنف بجميع أشكاله ضد التلاميذ والطلاب، وعلى أن من يخالف ذلك يعرض نفسه للمساءلة القانونية".
تفشي الظاهرة
وحول تقرير اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، قال مؤسس المرصد الليبي لمناهضة العنف المدرسي، عبد المنعم الجهيمي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إنه رغم العقوبات التي تنتظر المخالفين ورغم تجريم العنف والضرب في المدارس، فإن ظاهرة العنف المدرسي في ليبيا "متفشية بشكل كبير".
وأشار إلى أنه رغم أن وزارة التعليم وضعت تشريعات وقوانين تمنع الضرب، إلا أنها لم تضع آليات صارمة وحازمة لمراقبة الوضع داخل المؤسسات التابعة لها.
وتابع أن ضرب الطلبة أصبح سمة الكثير من المدرسين والمدرسات الذين عجزوا عن تطوير أدواتهم وأساليبهم التربوية، مطالبا بضرورة وضع قوانين أشد حزما حتى يتوقف المدرسون عن ممارسة العنف تجاه الأطفال بحجة التربية والتقويم والتعليم، وتنعم الأجيال القادمة بنظام تعليمي خال من العنف والترهيب.
وحول موقف الأهل من تعرض أبنائهم للضرب المبرح، قال مؤسس المرصد الليبي لمناهضة العنف المدرسي، إن الأهل في الغالب لا يشكون إلا إذا تسبب الضرب في إيذاء شديد جدًا أو أحدث عاهة للطفل.
واعترفت وزارة التعليم في حكومة الوفاق بتفشي ظاهرة العنف داخل المدارس من المعلمين ضد الطلبة، مؤكدة في بيان سابق صادر عنها، أن التربية السليمة يجب ألا تشمل استخدام أي نوع من أنواع العنف سواءً كان نفسياً أو جسدياً مهما كانت الأسباب والدوافع.
aXA6IDE4LjIxNy4yNTIuMTk0IA==
جزيرة ام اند امز