حاضنات المستقبل.. مشاريع سعودية تعيد بناء البيئة التعليمية في اليمن
إيماناً منه بأن مستقبل اليمن يمكن أن يتغير نحو الأفضل عبر حاضنات التعليم، يولي مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أولوية قصوى في بناء المدارس بكل أنحاء البلاد.
ويأتي هذا الاهتمام بالتعليم بعد تعرض البيئة المدرسية في أغلب مناطق اليمن للتدمير؛ بسبب حرب الحوثيين واستهدافهم للمدارس وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، بعد أن كانت حاضنات للمستقبل.
بحسب تقارير حكومية بلغ عدد المدارس المدمرة كلياً جراء الحرب التي تشنها الميليشيات الانقلابية في اليمن نحو 1700 مدرسة في مختلف المحافظات، بالإضافة إلى آلاف المدارس التي تعرضت لتدمير جزئي، أو تحولت إلى مواقع عسكرية تابعة للحوثيين ومقاتليهم.
تدمير وحشي
وكانت وزارة التربية والتعليم اليمنية قد أعلنت قبل سنوات أن الحوثيين دمروا كل ما تم إنجازه على مدار 20 عاماً سبقت حربهم على اليمنيين.
وقالت الوزارة إن مشروع تطوير التعليم الأساسي الذي كان ممولاً من البنك الدولي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وبعض الدول الأخرى، أثمر عن بناء ما يزيد على 2000 مدرسة.
وأكدت أن حرب الحوثيين "حطمت" هذا المشروع في أقل من عام، ودمرت المدارس التي تم بناؤها خلال عقدين كاملين.
بيئة جاذبة
وعطفاً على هذا الواقع المأساوي لقطاع التعليم، بسبب همجية المليشيات، أخذ مركز الملك سلمان على عاتقه إعادة تهيئة البيئة التعليمية، وبناء مدارس جديدة.
وتفقد فريق المركز، قبل نحو أسبوع، سير العمل في مشروع "إنشاء وإعادة تأهيل عدد من المدارس بمحافظة عدن".
ويأتي المشروع الذي يموله مركز الملك سلمان بالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية "الجهة المنفذة"؛ لتوفير بيية تعليمية جاذبة، عبر إنشاء مدارس جديدة.
مدارس وفصول جديدة
المدارس التي يعمل مركز الملك سلمان على تشييدها، ما زالت في طور الإنشاء، وثمة مراحل متبقية على استكمالها وإنجازها، بحسب فريق عمل المشروع من منظمة الهجرة الدولية.
ووفق المنظمة، ومسؤولي وزارة التربية والتعليم فإن المشروع لم يقتصر على بناء مدارس جديدة فقط، ولكنه شمل إضافة فصول دراسية ومبان لمدارس أخرى قائمة في عدن، الأمر الذي سيسهم في تخفيف الزحام والتكدس بالفصول، مشيرين إلى أن المشروع سيستفيد منه الطلبة النازحين في عدن، بالإضافة إلى المجتمع المضيف.
تحسين خدمات التعليم
المشروع الذي ينفذه مركز الملك سلمان في عدن، سبقته مشاريع أخرى في محافظات عدن، حضرموت، ولحج، من خلال دعم وبناء 16 مدرسة، وذلك ضمن مشروع تحسين الوصول إلى خدمات التعليم في اليمن؛ بهدف ضمان استمرارية الخدمات التعليمية هناك، وتخفيف الكثافة الطلابية التي تشهدها المدارس اليمنية الحكومية.
كما أن للمشروع غايات أخرى، تتمثل في دمج الطلاب النازحين في تلك المحافظات بالتعليم العام، في ظل افتقار مخيمات النازحين لفصول دراسية أو مدارس منتظمة لتعليم أطفال الأسر النازحة، خصوصا وأن أطفال النازحين تركوا مدارسهم خلفهم إما مدمرة أو ثكنة عسكرية في مناطقهم وقراهم، وذلك خلال نزوحهم فرارا من آلة الحرب الحوثية.