تجميد البويضات لتأجيل الحمل: فما هو معدل نجاحها وأضرارها؟
أثارت الفنانة المصرية ناهد السباعي، الجدل خلال حوارها في برنامج «حبر سري»، حيث قالت إنها خضعت لعملية تجميد البويضات لتأجيل الحمل بعد إصرار والدتها الراحلة.
السباعي لم تكن أول فنانة تتحدث عن تجميد البويضات، فقد سبقتها عدة فنانات لذلك، ومن بينهن الفنانة شيرين عبدالوهاب، التي كان تجميد البويضات أحد أسباب خلافها مع طليقها الفنان حسام حبيب. تجميد البويضات لتأجيل الحمل هو تقنية طبية حديثة تسمح للمرأة بحفظ بويضاتها غير المخصبة في سائل التجميد لحفظها واستخدامها لاحقًا في الإنجاب. فما هي الخطوات والإجراءات اللازمة لها؟
ما هي عملية تجميد البويضات؟
يُعرف تجميد البويضات باسم حفظ البويضات بالتبريد، وهو إجراء يُعتبر جزءًا من تكنولوجيا الإنجاب المساعدة (ART). ويتضمن هذا الإجراء استخدام الأدوية لتحفيز نمو البويضات في المبيضين، ومن ثم جمع تلك البويضات وتجميدها للتخزين. حتي يُمكن بعد ذلك إذابة البويضات ودمجها مع الحيوانات المنوية لتشكيل الجنين، الذي يُمكن زرعه في الرحم خلال دورة نقل الأجنة.
ويساعد تخزين البويضات في الحفاظ على الخصوبة بجمع البويضات في سن أصغر للاستفادة منها بعد ذلك. وبالرغم من أن هذا لا يُضمن الحمل بالتأكيد، إلا أنه يُمكن أن يُحسن من فُرص الحمل بنجاح في المستقبل.
وتستخدم هذه التقنية في حالات متعددة، بما في ذلك للنساء اللاتي يخضعن لعلاج السرطان ويتعرضن للعلاجات الكيميائية أو الإشعاعية التي قد تؤثر على إنتاج البويضات. كما يمكن استخدام تجميد البويضات في حالات تأجيل الإنجاب لأسباب شخصية أو اجتماعية، أو في حالات العقم التي تتطلب إجراءات تلقيح صناعي.
خطوات عملية تجميد البويضات
وفقًا لموقع healthline فأن عملية تجميد البويضات تتضمن عدة خطوات مهمة، كما يلي:
- التقييم الطبي: يتم إجراء فحص طبي شامل لتقييم صحة المبيضين والبويضات والتأكد من أن السيدة مؤهلة لإجراء عملية تجميد البويضات.
- التحفيز بالهرمونات: تتلقى المريضة هرمونات تحفيز البويضات لزيادة عددها في المبيضين.
- متابعة النمو: يُراقب الطبيب نمو البويضات باستخدام الفحوصات والمسح الدموي المنتظم.
- جمع البويضات: بعد أن تصبح البويضات جاهزة للاستخراج، يتم جمعها في إجراء جراحي بسيط تحت التخدير.
- التجميد: تُجمد البويضات بسرعة في مختبر خاص باستخدام تقنيات التبريد المتقدمة.
- التخزين: يتم وضع البويضات المجمدة في عبوات خاصة وتخزينها في وعاء محكم الإغلاق في مستودع تبريد.
- وأخيرًا، إذابة البويضات: عند الحاجة إلى استخدام البويضات المجمدة، يتم إذابتها ببطء في المختبر واستعادتها للاستخدام في عملية الإخصاب الصناعي.
لماذا تلجأ النساء لتجميد البويضات؟
هناك عدة أسباب لإقبال بعض النساء على عملية تجميد البويضات، ومن بينها:
- الحفاظ على الخصوبة: يمكن أن يساعد تجميد البويضات في الحفاظ على قدرة المرأة على الإنجاب في وقت لاحق، حتى بعد انقطاع الطمث.
- تجميد البويضات يمنح النساء القدرة على تأجيل الإنجاب لأسباب شخصية أو مهنية دون المساس بخصوبتهن.
- يوفر هذا الإجراء فرصة للحفاظ على الخصوبة بعد تلقي العلاجات الطبية التي قد تؤثر على القدرة على الإنجاب، مثل العلاج الكيميائي أو الإشعاعي.
- العوامل الوراثية: في بعض الحالات، قد يكون لديهن خوف من توريث حالات طبية وراثية لأبنائهن، لذا يمكن لتجميد البويضات أن يسمح لهن باختيار الوقت المناسب للإنجاب بعد التأكد من عدم وجود المشكلات الوراثية.
مخاطر تجميد البويضات
بالرغم من أن عملية تجميد البويضات تعتبر آمنة وفعالة، إلا أنها قد تنطوي على بعض المخاطر والتحديات، منها:
- مخاطر العملية الجراحية: عملية جمع البويضات تتطلب إجراء عملية جراحية صغيرة تحت التخدير، ومن المخاطر النادرة التي يمكن أن تحدث النزيف أو الإصابة بالعدوى.
- نسب النجاح: لا تضمن عملية تجميد البويضات بالضرورة الحمل في المستقبل. فقد يتأثر معدل نجاح العملية بعوامل أخرى مثل جودة البويضات وعمر المرأة عند وقت التجميد، وعملية التجميد والتخزين المستخدمة.
- تكاليف العلاج: يمكن أن تكون تكاليف عملية جمع وتجميد البويضات مرتفعة، بالإضافة إلى تكاليف الاستبقاء السنوية لتخزين البويضات.
- التأثير النفسي: قد يكون لإجراء عملية جمع البويضات وتجميدها تأثير نفسي على النساء، خاصة اللواتي يختبرن ضغوطات نفسية نتيجة لصعوبة الإنجاب أو الظروف الشخصية الصعبة.
- الفشل في التجميد: قد تواجه بعض البويضات تحديات في عملية التجميد والتخزين، مما قد يؤدي إلى تلفها وعدم إمكانية استخدامها في المستقبل.
- مخاطر الحمل: استخدام البويضات المجمدة قد يزيد من احتمالية حدوث مضاعفات الحمل، مثل الإجهاض أو الولادة المبكرة. قد تكون البويضات المجمدة أقل قوة في العملية الاخصابية مما يمكن أن يؤدي إلى زيادة في معدلات الإجهاض أو الولادة المبكرة.
ما هي أضرار تجميد البويضات؟
تعد تقنية تجميد البويضات تقنية عالية الأمان، إلا أن الحقن الهرموني لتحفيز المبايض يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمتلازمة فرط تحفيز المبيض (OHSS) كما ورد على موقع PBS، وهي حالة تحدث عندما تستجيب المبايض بشكل مفرط للهرمونات المحفزة، مما يؤدي إلى انتفاخ المبايض وتكونها مؤلمة.
كما يمكن أن تعاني بعض النساء المصابات بـ OHSS من الغثيان والقيء وآلام البطن. وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يتطلب العلاج تصريف السوائل من البطن باستخدام إبرة، وفي بعض الحالات النادرة قد تتطلب الحالة رعاية طبية طارئة نظرًا لزيادة خطر الفشل الكلوي والجلطات الدموية، وفي حالات نادرة جدًا قد تتسبب في فقدان الحياة.
معدل نجاح تجميد البويضات
يعتمد معدل نجاح تجميد البويضات على عدة عوامل، بما في ذلك عمر المرأة عند جمع البويضات وجودة البويضات المجمعة وتقنية التجميد المستخدمة. ويشير البحث الحديث إلى أن معدل نجاح تجميد البويضات يتراوح بين 80% و 95%، مع احتمالات نجاح جيدة لاستخدام البويضات المجمدة في الحمل المستقبلي. ومع ذلك، يجب أن يتم تقييم كل حالة على حدة، وقد يختلف معدل النجاح من مرأة لأخرى استنادًا إلى الظروف الفردية والعوامل الطبية والعمر وغيرها من العوامل.
نصائح قبل تجميد البويضات
قبل أن تقرري تجميد البويضات، إليك بعض النصائح التي قد تساعدك في اتخاذ القرار بشكل مستنير:
- تحدثي إلى طبيبك حول خيار تجميد البويضات، لتقييم الوضع الشخصي لكِ وتوضيح الفوائد والمخاطر المحتملة.
- اطلعي على عملية تجميد البويضات بشكل كامل، بما في ذلك الخطوات والمتطلبات والتوقيت المتوقع.
- حاولي التحدث مع أحبائك والبحث عن الدعم العاطفي إذا كنت بحاجة إليه.
- تأكدي من أنك تتبعي نمط حياة صحي، للحصول على التغذية السليمة وممارسة الرياضة بانتظام.
- تأكدي من تقدير التكاليف والتأكد من أنك مستعدة ماليًا لهذا الخيار.
- راجعي المعلومات من مصادر موثوقة حول تجميد البويضات وتأثيرها على الخصوبة.
الآثار النفسية لتجميد البويضات
من المهم أن يكون هناك دعم عاطفي ونفسي للنساء اللاتي يخضعن لعملية تجميد البويضات، وينبغي عليهن التحدث مع الأشخاص الموثوق بهم أو البحث عن الدعم النفسي المناسب إذا كان ذلك ضروريًا. لأن تجربة تجميد البويضات قد تتسبب في مجموعة من الآثار النفسية عند النساء، ومنها:
- التوتر والقلق بشأن العملية نفسها، وعن المستقبل وفرص الحمل بعد استخدام البويضات المجمدة.
- قد تعاني بعض النساء من مشاعر الحزن والحسرة بسبب الحاجة إلى تجميد البويضات، بسبب أسباب شخصية أو صحية تجعلهن يشعرن بالتأثير النفسي السلبي.
- الشعور بعدم اليقين بشأن المستقبل والقدرة على الحمل بشكل طبيعي في المستقبل.
- قد تحتاج النساء إلى التعامل مع مشاعرهن وتحمل العواقب العاطفية لقرار تجميد البويضات.
- يمكن أن يؤدي التفكير في تجميد البويضات والخطوات المتعلقة بها إلى شعور بالإرهاق والتعب النفسي.
ما مدى نجاح الحمل باستعمال البويضات المجمدة؟
تتمتع تقنية البويضات المجمدة بنسبة نجاح مرتفعة في الإنجاب عند استخدامها بالطريقة الصحيحة. ولكن قد يتأثر معدل النجاح بعوامل عدة مثل جودة البويضات، وعمر المرأة عند تجميدها، وسلامة الأجنة المتكونة من البويضات المجمدة، وكذلك تقنية الإخصاب المستخدمة (مثل الإخصاب في المختبر أو زرع الأجنة في الرحم).
لذا من الضروري استشارة الطبيب المتخصص في علم التناسل وتكنولوجيا الإنجاب المساعدة لتقييم الحالة الفردية وتوفير المشورة حول فرص النجاح بناءً على الظروف الشخصية.
الإجراءات القانونية لعمليات تجميد البويضات
قبل بدء عملية تجميد البويضات، يتطلب الأمر اتخاذ بعض القرارات والإجراءات القانونية الهامة، ومنها:
- تحديد مدة تخزين البويضات، وذلك بالتشاور مع الأطباء المختصين.
- توثيق قرار تجميد البويضات والإجراءات المتعلقة بها، وذلك لضمان الحفاظ على حقوقها والامتثال للتشريعات المحلية.
- يجب على المرأة النظر في السيناريوهات المحتملة، مثل حالة وفاتها أو عدم قدرتها على اتخاذ القرارات الصحية، وتحديد الإجراءات المطلوبة في تلك الحالات.
- تحديد الغرض من تجميد البويضات، سواء كان ذلك للاستخدام في عمليات الإنجاب المساعد أو لأغراض البحث العلمي، مع الاحتفاظ بالحق في التراجع عن القرار في أي وقت.
وأخيرًا، يمكننا القول أن عملية تجميد البويضات تتطلب تحديد المدة الزمنية، والتوثيق القانوني، والتفكير في السيناريوهات المحتملة، وتحديد الغرض من العملية. لذا ينصح بالتشاور مع فريق طبي متخصص لضمان اتخاذ القرارات الصحيحة والمناسبة.
aXA6IDE4LjExOC4xNDYuMTgwIA== جزيرة ام اند امز