تحركات برلمانية لبناء استراتيجية مصرية متكاملة تجاه أفريقيا
وضع تصور كامل لاستراتيجية مصرية تجاه أفريقيا، استدعى تحركات واسعة من جانب لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب المصري.
يسعى مجلس النواب المصري (البرلمان) لإعداد استراتيجية متكاملة للتحرك داخل أفريقيا الفترة المقبلة، في ضوء توجه رسمي بتعزيز التعاون مع القارة السمراء، بعد عام من رئاسة مصر للاتحاد القاري.
وضع تصور كامل لاستراتيجية مصرية تجاه أفريقيا، استدعى تحركات واسعة من جانب لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب المصري.
هذه التحركات تضمنت أيضاً لقاءات مع جهات حكومية وتنفيذية لعرض رؤية الوزارات والقطاعات المختلفة لتعظيم سبل التعاون مع أفريقيا، سبقها لقاءات مع السفراء الأفارقة بالقاهرة.
ويشير رئيس اللجنة النائب طارق رضوان إلى أن السفراء الأفارقة كان لهم العديد من المطالب تعكس إرادة دولتهم.
وتابع أنه لمس "افتقاد مخطط عام مصري يرصد كيفية تعظيم الوجود في أفريقيا، رغم أن القارة بالنسبة لمصر هي بمثابة منطقة عمق للأمن القومي"، وهو ما "يلزم وضع رؤية واستراتيجية تحدد نقاط القوة والضعف وفرص تعظيم الوجود لكل دولة منفردة"، بحسب قوله.
وضمن هذه التحركات، نظم مجلس النواب المصري زيارات ميدانية لدعم العلاقات الثنائية مع الدول الأفريقية، جرى خلالها عقد لقاءات مع العديد من المسؤولين الذين نقلوا تطلعاتهم لتعود مصر كما كانت في سابق عهدها وتعظيم دورها.
اجتماعات مكثفة
وللمرة الأولى عقدت اللجنة البرلمانية المصرية اجتماعاً، أمس الثلاثاء، لوضع تصورات لتلك الاستراتيجية بحضور العديد من ممثلي الوزارات المصرية من بينها: الخارجية، التجارة والصناعة، الإعلام، الطيران المدني، النقل والمواصلات، الشباب والرياضة، المالية، التعاون الدولـي، الصحة، مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام.
ولفت رضوان، في بيان صدر، اليوم الأربعاء، إلى أن الاجتماع هو الأول في سلسلة اجتماعات مع مختلف قطاعات الدولة التنفيذية، لعرض رؤية الوزارات المختلفة والقطاعات التنفيذية لتنظيم سبل التعاون لدعم التوجه المصري تجاه أفريقيا، بهدف تكامل الأدوار وترتيب أولويات التحرك وتغيير آلية التعامل مع هذا الملف بمستوى استراتيجي.
وطالب رضوان باستكمال مناقشة الموضوع في اجتماع قادم بحضور ممثلين عن الأزهر والكنيسة ووزارات: الأوقاف والثقافة والإعلام والتعليم العالي والتعاون الدولي والسياحة والمالية.
واختتمت مصر، في فبراير/ شباط الماضي، رئاستها للاتحاد الأفريقي، التي استمرت عاماً كاملاً، أظهرت فيه القاهرة اهتماماً لافتاً على جميع المستويات بشؤون القارة، ونظمت العديد من الفعاليات والمؤتمرات في جميع المجالات التي ناقشت فيها أزمات القارة، كما عكست زيارات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الخارجية، الأولوية التي نالتها قارة أفريقيا على أجندة الدبلوماسية المصرية.
أهمية أفريقيا
ويرى السفير محمد حجازي مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية الأسبق، أن الاهتمام المصري بأفريقيا تزايد بشكل ملحوظ مع تولي الرئيس السيسي الحكم قبل نحو 6 سنوات، في ظل إدراك أهمية أفريقيا لمصر، غير أن هذا الاهتمام تنامى بشكل لافت مع ترأس القاهرة للاتحاد.
ونوه حجازي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، بوجود تحديات أمنية واقتصادية وسياسية مشتركة تستوجب حضوراً مصرياً دائماً، في إطار مساعيها لتطوير علاقتها بالدول الأفريقية.
وطرح حجازي آليات تعزيز الدور المصري في القارة الأفريقية مثل تقديم قروض ميسرة لتمويل المشاريع بالدول الأفريقية، وإنشاء صندوق للمقايضة الأفريقي، يتم من خلاله تبادل السلع من خلال عملية تقييم للمنتج وفقاً لسعره في السوق العالمية.
ووفق "التقرير الاستراتيجي العربي، الصادر في فبراير/شباط الماضي، عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فإن السياسة الخارجية المصرية شهدت عام 2019 تحركات مكثفة للدفاع عن المصالح الأفريقية، على نحو يؤدي إلى إشراك المجتمع الدولي في حل الملفات والقضايا الشائكة التي تعوق جهود التنمية المستدامة أفريقياً.
وأشار التقرير إلى أن هذه التحركات انعكست في جملة من المؤشرات؛ منها: السعي إلى تنسيق الجهود الإقليمية لبناء السلم وتعزيز الأمن، وترسيخ مبدأ الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية؛ باعتباره السبيل الوحيد للتعامل مع التحديات المشتركة التي تواجه الدول الأفريقية، وكذلك بحث سبل تعزيز التجارة البينية بين مصر والدول الأفريقية.