منتدى أسوان للسلام.. قادة أفريقيا يناقشون "إسكات البنادق"
المنتدى يسعى لطرح سبل مواجهة التحديات الأمنية بالقارة السمراء، بالتزامن مع أجندة أفريقيا 2063 ومبادرة إسكات البنادق 2020
تحدث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وقادة أفريقيا عن إنهاء الصراعات المسلحة في القارة السمراء، وذلك في منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين.
وأكد السيسي أن مصر تضررت كثيرا من تطور الموقف في ليبيا، حيث تتطلب مجهودا مضاعفا لمحاربة الإرهاب المتصاعد على حدودها الغربية، مشددا على أنه خلال الشهور القليلة المقبلة سيتم إيجاد حل سياسي شامل للأزمة الليبية.
وأضاف السيسي، في كلمته خلال جلسات منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين، أن دول القارة الأفريقية لديها الإرادة وتملك القدرة على مواجهة التحديات التي تهدد القارة.
- انطلاق منتدى "أسوان للسلام والتنمية بأفريقيا" جنوبي مصر
- "إسكات البنادق والتنمية" على طاولة قادة أفريقيا بمصر الأربعاء
وأشار إلى أن ما تحقق للقارة السمراء طوال مدة رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي التي قاربت على الانتهاء كان جيدا ويدعو للتفاؤل، مشددًا على أن دعم القاهرة للسلام والتنمية في أفريقيا مستمر حتى بعد نهاية مدة رئاستها وتسليمها إلى جنوب أفريقيا، قائلًا: "سنظل ندعم مواجهة الإرهاب".
أما سامح شكري وزير الخارجية المصري فأكد خلال كلمته أن منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة يسعى إلى إطلاق حوار تفاعلي بين المشاركين حول المبادرات الأفريقية ذات الصلة.
ويسعى المنتدى لطرح سبل مواجهة التحديات الأمنية بالقارة السمراء، بالتزامن مع أجندة أفريقيا 2063 ومبادرة إسكات البنادق 2020.
وأشار إلى أن الساحة الدولية حاليا تشهد حراكا واسعا عقب إطلاق العديد من المبادرات في القارة الأفريقية.
وقال إن الخارجية المصرية عملت على تنظيم 5 ورش عمل حول إيقاف النزاعات وحفظ السلام، والخروج من دائرة التطرف وتمكين المرأة في المجتمع.
من جانبها، قالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد إن المنتدى يتطرق إلى أفريقيا التي نرغب فيها ويحقق أجندة أفريقيا 2063، بالوصول إلى قارة لها قوة ديناميكية في المجتمع الدولي.
وأكدت أمينة أن تطبيق أجندة أفريقيا 2036 يحقق النمو والتنمية المستدامة واحترام حقوق الإنسان من خلال هوية محدد للقارة الأفريقية، موضحة أن الإرهاب أكثر القضايا التي تعرقل عملية تطبيق التنمية المستدامة في القارة الأفريقية.
أما موسى فقيه، رئيس وفد الاتحاد الأفريقي، خلال منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين، فقال إن آلاف الأفارقة يعملون مقاتلين مرتزقة في ليبيا، وهذا يعكس أحد أوجه التهديدات التي تواجه القارة السمراء، لافتًا إلى أنه يجب التفكير في كافة التهديدات التي تواجه أفريقيا برمتها.
وأشار إلى أن دول القارة لديها استراتيجيات معدة لهذا الهدف، لعل أبرزها استراتيجية 2030 وأجندة 2063، واللتان تهدفان لتخليص أفريقيا مما تعانيه من تهديدات، وتعميم السلام وتحقق التنمية، وذلك عبر "إسكات البنادق".
ومن جانبه، قال دونالد كابيروكا، رئيس البنك الأفريقي، إن أفريقيا بالفعل بدأت في اتخاذ خطوات حقيقية نحو التنمية المستدامة والتي تتطلب تحقيق السلام أولا.
وأكد، خلال مداخلة له في المنتدى، أن لدى البنك أرقاما دقيقة عن كل الخدمات التي تم توصيلها إلى دول القارة، مشيرا إلى أن توفير الموارد اللازمة للحياة أمر ضروري لتحقيق التنمية.
ووجه الشكر إلى كل البلدان المانحة للبنك، لافتًا إلى أن حصيلة البنك زادت 2% مقارنة بالعام الماضي، وقال: "لدينا موارد كبيرة جدا نستطيع بها مواصلة تمويل البلدان ذات الدخل المنخفض".
وأشار كابيروكا إلى أن الأزمات التي تواجه الدول الأفريقية تعطل التنمية، مضيفا: "نجحنا في تمويل الكثير من الدول الأفريقية، سواء في البنية التحتية أو كل ما يتصل بتوفير بيئة جيدة للتنمية، كما أن لدينا ممولين من 61 دولة خارج أفريقيا، وتصلنا تمويلات ضخمة.. فمن لا يستثمر في أفريقيا فهو لا يستثمر أبدا".
ورحب ممثلو الدول الأفريقية الحاضرون بمنتدى أسوان الذي يرفع شعار "إسكات البنادق"، بالمستثمرين المشاركين، خاصة أن أفريقيا بها الكثير من الموارد التي توفر بيئة استثمارية مثالية.
التجربة المصرية "نموذجا"
أما الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط المصرية فاستعرضت الخطة التي انتهجتها بلادها لـ"إسكات البنادق" وتوطين التنمية، فأكدت ضرورة البدء بوضع خطط إصلاح سياسية واقتصادية وإدارية.
وفي التجربة المصرية، قالت إن مصر عانت عدم استقرار سياسي لمدة 5 سنوات، تلا ذلك وضع خطة كاملة ضمن رؤية مصر 2030، وضعت بشكل تشاركي ساهم فيها القطاع الخاص، والمجتمع المدني، والإعلام، والبرلمانيين، وجميع مؤسسات الدولة، حتى تراعي تحقيق حياة أفضل للمواطنين وكل أطياف المجتمع.
وأضافت: "بدأت الخطة في 2016 بمجموعة كبيرة من الإصلاحات الجذرية، معالجة بذلك الاختلالات الاقتصادية وضخ حجم كبير من الاستثمارات في البنية الأساسية المصرية للإسراع بعملية التنمية، وبناء شبكة طرق قوية وموانئ، وضخ استثمارات في قطاع الطاقة لتحسين جودة حياة المواطنين وتهيئة الوضع للمستثمر".
وتابعت: "لا إصلاح حقيقيا دون تكلفة، ولذلك نفّذنا أكبر برنامج للحماية الاجتماعية لحماية الطبقات الأقل حظا في المجتمع، اعتمد في جانب كبير منه على الدعم النقدي المشروط، وكذلك حدثت زيادة كبيرة في الإنفاق على برامج الصحة والتعليم والتوسع في الإسكان الاجتماعي وعبر برنامج سكن كريم".
وأشارت وزيرة التخطيط المصرية إلى أن "الإصلاح على هذه الوتيرة، كان يتم في كل المحافظات، حيث توطين أهداف التنمية المستدامة على مستوى المحافظات".
وتابعت أنه قبل عام ونصف العام بدأنا برنامج بناء الإنسان المصري والاستثمار في العنصر البشري، لافتة إلى أن مصر مثل أفريقيا تنعم بنسبة شباب عالية، من بينهم 60% تحت 30 سنة، وبالتالي هناك استراتيجية جديدة للتعليم تعتمد على الفهم والتعليم النقدي، وهناك أيضاً برامج خاصة لدور المرأة المصرية والاستثمار في قدراتها، وفي يناير/كانون الثاني المقبلة ستُطلق مصر برنامجا خاصا بالمرأة الأفريقية.
وفي مستهل المنتدى، وقّعت كل من مصر والاتحاد الأفريقي استضافة مصر لمركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات.
aXA6IDMuMTQyLjI1NS4yMyA= جزيرة ام اند امز