"إسكات البنادق والتنمية" على طاولة قادة أفريقيا بمصر الأربعاء
خبراء يؤكدون أن "منتدى السلام والتنمية" يسعى لإيجاد حلول لمرحلة ما بعد الصراعات
يبحث قادة ورؤساء حكومات دول أفريقية، في مصر، الأربعاء والخميس على التوالي، سبل تطبيق مبادرة "إسكات البنادق" وإنهاء النزاعات، وتحقيق السلام والتنمية بمختلف بلدان القارة السمراء.
- السيسي: من حق أفريقيا الحصول على مقعد بمجلس الأمن الدولي
- السيسي بختام القمة الأفريقية: نتطلع لتعزيز العمل المشترك لتحقيق آمال الشعوب
اللقاء يأتي في إطار "منتدى السلام والتنمية المستدامة في أفريقيا"، الذي يفتتحه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بمدينة أسوان جنوبي البلاد، في إطار رئاسة بلاده الاتحاد الأفريقي عام 2019.
ويعد المحفل الأول من نوعه في أفريقيا الذي يربط قضايا السلام بالتنمية.
وقال خبراء معنيون لـ"العين الإخبارية" إن المنتدى الذي سيضم العديد من القادة الأفارقة والمانحين وممثلي المنظمات الدولية والمجتمع المدني، سيكون "فرصة مناسبة لتأكيد أهمية بناء السلام، باعتباره يسعى لإيجاد حلول لمرحلة ما بعد إنهاء الصراعات في دول القارة".
وتركز جلسات المنتدى على عدة قضايا أبرزها "مبادرة إسكات البنادق في أفريقيا"، و"آليات استدامة السلام"، و"منع الصراعات"، و"دور المرأة الأفريقية"، و"الشراكة الأفريقية مع العالم".
وجاء الإعلان عن عقد المنتدى للمرة الأولى خلال كلمة للرئيس المصري أثناء تسلمه رئاسة الاتحاد الأفريقي في فبراير/شباط الماضي، كـ"منصة قارية للربط بين السلام والتنمية بشكل مستدام".
ويسعى المنتدى، وفقا لأجندته، إلى ربط السلام بتحقيق التنمية المستدامة وتشجيع وتحفيز مؤسسات التمويل الدولية لمساعدة المشاريع التنموية بأفريقيا وجذب الاستثمارات إليها.
كما يهدف لتوفير منصة حوارية أفريقية لخلق التفاعل بين القادة والخبراء من الدول الأفريقية، ووضع الآليات للوصول للأهداف المرجوة، ودراسة العلاقة بين السلم والأمن والتنمية المستدامة، وإيجاد حلول للمشكلات الأفريقية.
ووفقا للنائب طارق رضوان، رئيس لجنة الشؤون الأفريقية بالبرلمان المصري، الذي تحدث لـ"العين الإخبارية"، فإن استضافة المنتدى "تأتي في الجهود المكثفة للرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي لتعزيز العمل الأفريقي المشترك، والمساهمة في تفعيل مبدأ الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية".
مقاربة أفريقية خاصة
وقال الدكتور حمدي عبدالرحمن، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن المنتدى يكتسب أهميته من عدة اعتبارات أولها كونه مبادرة من الرئيس المصري في ظل رئاسته للاتحاد الأفريقي تعبر عن إيمانه بالارتباط الوثيق بين السلام المستدام وتحقيق التنمية في أفريقيا، كما أنه يستند إلى أجندة الاتحاد الأفريقي لعام 2063.
واعتبر عبدالرحمن في حديث لـ"العين الإخبارية" أن "وجود العديد من القادة الأفارقة والمانحين وممثلي المنظمات الدولية يمثل فرصة مناسبة للتأكيد على أهمية بناء السلام ولاسيما في مرحلة ما بعد الصراع".
وشدد خبير الشؤون الأفريقية على أن أبرز تحدٍّ يواجه المجتمعات الأفريقية يتمثل في القضايا الأمنية وانتشار الحركات العنيفة مثل عمليات التهريب وتجارة الأسلحة عبر الحدود والجماعات الإرهابية وغيرها، وهي جميعها تعوق جهود التنمية.
وأشار إلى أن "تلك التحديات تحتاج مقاربة أفريقية تتعامل مع خصوصيات الواقع الأفريقي بعيدا عن الفهم المنقوص للجهات الدولية الفاعلة".
إعادة الإعمار
ويعد المنتدى إحدى آليات دعم قدرات القارة الأفريقية لإعادة الإعمار ما بعد النزاعات المسلحة، بحسب السفير محمد حجازي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق.
واعتبر حجازي أن تحقيق الأمن وتسوية المنازعات هما الأساس الذي يمكن أن تبدأ من خلاله عملية تنمية مستدامة تحقق أهدافها.
ويشير الدبلوماسي المصري لـ"العين الإخبارية" إلى أن "التنمية والاستقرار هما أساس مكافحة الإرهاب والاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية, وكذلك أساس لتسوية المنازعات وبداية لتحقيق خطة الاتحاد الأفريقي 2063".
وأكد السفير حجازي أن المنتدى سيقدم "إعلان أسوان" والذي سيكون بمثابة ميثاق للتحرك في المرحلة المقبلة، للتحديات الخاصة بالتنمية والأمن.
استراتيجية جديدة
من جهتها، قالت إيساتو حياتو مديرة عمليات "مبادرة إسكات البنادق" بأفريقيا، إن المبادرة أقامت ورشة عمل، الثلاثاء، ضمن الفعاليات التمهيدية لمنتدى أسوان.
وأوضحت أن نخبة من المهتمين بصناعة السلام الدولي، وعددا من الدبلوماسيين البارزين في القارة شاركوا في ورشة العمل.
ولفتت إلى أنها استهدفت وضع استراتيجية شاملة لإنهاء الصراعات المسلحة في القارة، وتحقيق أهداف الاتحاد الأفريقي في قارة تنعم بالسلام والأمن.
وشددت حياتو على أن الصراعات تعرقل التنمية الاقتصادية بالقارة الأفريقية، بحسب الوكالة الرسمية المصرية.
وذكرت أنه رغم الاتفاقيات والمعاهدات والتفاهمات التي تم التوصل إليها خلال السنوات الماضية لحل النزاعات في القارة، فإن دائرة الصراع تتسع وتتغير بسرعة وخصوصا في منطقة الساحل والقرن الأفريقي مع تنامي خطر التطرف والإرهاب.
ونوهت بأن "الوضع الجديد في القارة يتطلب استراتيجية جديدة لحل النزاعات والصراعات المسلحة تعتمد على حل كل مشكلة على حدة؛ لأن كل نزاع له خصائصه وأسبابه المختلفة".
واستطردت أن أهم أسباب النزاعات في القارة هي تفشي الفقر والبطالة وندرة فرص العمل وعدم الاهتمام بالتعليم، وخصوصا أن 65% من سكان القارة من الشباب، وبالتالي فإن غياب التنمية الاقتصادية يدفع الشباب لحمل البنادق.