مركز "أفريقيا للإعمار".. تنمية الدول بعد حل النزاعات
مركز "إعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات" يعد إحدى آليات مبادرة "إسكات البنادق" في جميع أرجاء أفريقيا بحلول عام 2020
وقعت مصر والاتحاد الأفريقي، الأربعاء، اتفاقية لاستضافة مقر "مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات"، وذلك على هامش فعاليات "منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة"، الذي انطلق بحضور دولي لافت، جنوب مصر.
ومن شأن الاتفاقية التي وقعها وزير الخارجية المصري سامح شكري، وموسى فكي محمد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، بحضور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، تعزيز جهود البلاد في ترسيخ الاستقرار والأمن في القارة الأفريقية.
برامج تأهيلية
ويعد المركز إحدى آليات مبادرة "إسكات البنادق" في جميع أرجاء القارة بحلول عام 2020، وإنهاء الاقتتال في أفريقيا، كما جاء ضمن تفعيل السياسة الأفريقية الإطارية لإعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات.
كما اعتبره خبراء -في تصريحات لـ"العين الإخبارية"- بمثابة منصة تنسيق لإعداد برامج مُخصصة للدول الخارجة من النزاعات.
وقال السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن "الدول الأفريقية تعاني من تحديات الإرهاب والنزاعات المسلحة والاتجار في البشر والهجرة غير المشروعة وغيرها، ما يتطلب توحيد جهودها للتغلب على تلك التحديات".
وأوضح السفير حليمة لـ"العين الإخبارية" أن استعادة الاستقرار لدول القارة في مرحلة ما بعد النزاعات تستدعي حاجة ماسة لبحوث علمية شاملة للاستثمار والتنمية وتوجيه جهود الإعمار ودفع الجهات المانحة لمجالات العمل المناسبة والضرورية مع التنسيق بين جميع تلك الجهات، وهذا هو الدور الأهم للمركز.
وأكد الدبلوماسي المصري أن اهتمام بلاده بالملف الأمني في القارة الأفريقية والتأكيد على أهميته بالتوازي مع دفع جهود التنمية، جعلها مؤهلة لاستضافة هذا المركز، خاصة في ظل ما تمتلكه من إمكانيات بشرية وعلمية ومادية يمكن أن تفيد دول القارة الأفريقية.
دعم مصري
وكانت القمة الأفريقية، في يوليو/تموز 2018، قررت استضافة مصر لمقر المركز، في إطار دورها لدفع الجهود المبذولة لمنع النزاعات والوقاية منها والوساطة في النزاعات.
ومن المقرر أن يكون المركز بمثابة منصة تنسيق جامعة وعقل مفكر يعكف على إعداد برامج مُخصصة للدول الخارجة من النزاعات، تراعي خصوصية الدولة وتحمي حقها في ملكية مسار إعادة الإعمار والتنمية.
ولاستضافة مصر مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار دلالات كبيرة، وفقا للخبير في الشأن الأفريقي حسام الدين محمود، رئيس برلمان شباب وادي النيل بمصر، أهمها أن البلاد تؤمن بأن السلام من خلال سعيها لحل جذور المشكلات التي تسببت في وقوع النزاعات.
وأضاف محمود لـ"العين الإخبارية" أن القاهرة سوف تقوم من خلال هذا المركز على حل النزاعات والحروب الأهلية من خلال الوسائل الدبلوماسية والوساطة في إطار مساعدة الدول الأفريقية، للتخلص من هذه النزاعات والحروب وتأهيلها لتواكب التوجه التنموي الأفريقي، منوها بأن تلك الآلية تحقق السلام وتفتح آفاقا جديدة نحو تحقيق التنمية المستدامة.
وتتولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي عام 2019، وفي إطار جهودها لترسيخ السلم والأمن استضافت منذ توليها تلك الرئاسة عدة فعاليات، أبرزها دورة للمدربين الأفارقة حول "منع الاستغلال والاعتداء الجنسي في عمليات حفظ السلام".
كما استضافت اجتماع القمة التشاورية للشركاء الإقليميين للسودان الذي خرج بنتائج إيجابية للحفاظ على وحدة وسيادة وسلامة وتماسك السودان، بالإضافة إلى عقد اجتماع قمة الترويكا ورئاسة لجنة ليبيا بالاتحاد الأفريقي لاستعراض التطورات على الساحة الليبية وسُبل احتواء الأزمة وإحياء العملية السياسية والقضاء على الإرهاب في ليبيا.
كما قامت مصر من خلال مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ السلام بعقد مؤتمر "القاهرة الإقليمي رفيع المستوى حول تعزيز أداء عمليات حفظ السلام: من صياغة الولاية وحتى خروج المهمة" في نوفمبر/تشرين الثاني 2018.
وانطلقت، الأربعاء، النسخة الأولى من "منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة"، لبحث تفعيل العمل الأفريقي المشترك بين دول القارة، بحضور الرئيس السيسي وعدد من زعماء ورؤساء دول أفريقية.
وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، أكد الرئيس المصري أن أفريقيا تحتاج إلى مقاربة شاملة في معالجة التحديات التي تواجه القارة الأفريقية التي بدورها تكون مبنية على التنمية المستدامة في القارة السمراء.