الناتو يعلق العمل بمعاهدة أمنية أبرمت إبان الحرب الباردة

أعلن حلف شمال الأطلسي (ناتو)، اليوم الثلاثاء، تعليق العمل بمعاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا بعدما انسحبت موسكو رسميا منها.

وانسحبت روسيا رسميا من المعاهدة اليوم بعدما وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القانون الخاص بهذا الشأن في مايو/ أيار الماضي.

وأدان حلفاء الناتو قرار موسكو في بيان مشترك اليوم.

وقال حلف الناتو في البيان إن "انسحاب روسيا هو الأحدث ضمن سلسلة من الإجراءات التي تقوض الأمن الأوروبي- الأطلسي بصورة منهجية".

وأضاف أن "روسيا تواصل إبداء تجاهلها للحد من انتشار الأسلحة، بما في ذلك المبادئ الرئيسية بشأن التبادل والشفافية والالتزام والتصديق وموافقة الدولة المضيفة، وتقوض النظام الدولي المبني على قواعد".

• إرث الحرب الباردة يتلاشى.. روسيا تنسحب من معاهدة أمنية تاريخية 

وجاء تعليق الدول الأعضاء في الناتو للمعاهدة نتيجة لقرار روسيا بالانسحاب منها بالاتفاق مع القانون الدولي، وفق البيان.

وذكرت وزارة الخارجية الألمانية اليوم أن تعليق العمل بالاتفاقية لا يعني انسحاب أعضاء حلف الناتو منها.

وأوضح البيان أنه في حالة تغيير جذري في سلوك روسيا، سيظل تجديد تطبيق معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا محتملا.

وقال الكرملين في مايو/أيار إن إلغاء المعاهدة لن تكون له "عواقب مباشرة".

كانت روسيا علقت تنفيذ المعاهدة بالفعل في عام 2007، ونتيجة لذلك علقت دول الناتو بالإضافة إلى مولدوفا وجورجيا تنفيذ المعاهدة في نهاية 2011، ثم علقت أوكرانيا تنفيذ المعاهدة في أوائل 2015.

وتشمل الأسلحة التي يتم تداولها بموجب المعاهدة المركبات القتالية المدرعة ومركبات المشاة القتالية والمدفعية الثقيلة والطائرات الحربية والمروحيات.

وكان قد تم التوقيع على المعاهدة في العاصمة الفرنسية باريس عام 1990 ودخلت حيز التنفيذ في عام 1992.

وحسب وزارة الخارجية الألمانية، فإن الهدف من المعاهدة كان إحداث توازن آمن ومستقر بين القوات المسلحة التقليدية عند مستوى أدنى ومنع الهجمات العسكرية المفاجئة في أوروبا.

وامتنعت روسيا عن المشاركة في جلسات مجموعة التشاور الخاصة بالمعاهدة منذ عام 2015 أي بعد عام على ضم شبه جزيرة القرم إلى الاتحاد الفيدرالي الروسي.

وأصبح الانسحاب الروسي الكامل من المعاهدة ساري المفعول اليوم وذلك بعد أن كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع مرسوما ببطلان المعاهدة في مايو/أيار الماضي.

وكانت المعاهدة تهدف إلى منع أي من طرفي الحرب الباردة من حشد قوات لشن هجوم سريع ضد الطرف الآخر في أوروبا، لكنها لم تحظ بشعبية في موسكو لأنها أضعفت تفوق الاتحاد السوفياتي في الأسلحة التقليدية.