الإرهاب والألغام.. محور صفقة مدرعات أمريكية لمصر
واشنطن أعلنت عبر سفارتها بالقاهرة تزويد الجيش المصري بأكثر من 900 عربة مدرعة، في إطار محاربة الإرهاب وبناء القدرات القتالية
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عبر سفارتها بالقاهرة تزويد الجيش المصري بأكثر من 900 عربة مدرعة مقاومة للألغام، في إطار محاربة الإرهاب وبناء القدرات القتالية.
صفقة المدرعات الأمريكية حسب خبراء، تحدثوا لـ"العين الإخبارية"، تدعم تقوية علاقات التعاون بين واشنطن والقاهرة، وتمثل بادرة طيبة جدا ومبشرة بالخير، ستسهم بشكل كبير في خلق علاقات ثنائية ندية تقوم على التعاون المشترك وتبادل الخبرات، وهو اعتراف بدور مصر الكبير في المنطقة والعالم، خاصة في مجال مكافحة الإرهاب.
وقالت السفارة الأمريكية في بيان لها، الخميس، إن هذه الصفقة جزء من مجموعة واسعة من مبادرات التعاون العسكري بين البلدين، وتندرج في إطار برنامج المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر، والذي استؤنف في مارس/آذار 2015 بقيمة 1,3 مليار دولار سنويا.
وتأتي هذه المساعدات في ظل المعركة التي تخوضها مصر مع التنظيمات الإرهابية التي تنشط في سيناء بدعم من دول إقليمية.
- واشنطن تزود الجيش المصري بأكثر من 900 عربة مضادة للألغام
- "تحية النسر" .. تدريب عسكري مصري إماراتي أمريكي
توازن ومصالح مشتركة
يؤكد الخبير العسكري اللواء دكتور نصر سالم أن هذا النوع من المركبات التي أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عبر سفارتها تزويدها للجيش المصري سيكون مفيدا جدا لمصر، خاصة فيما يتعلق بمكافحة العبوات الناسفة ومناطق الألغام.
وأشار سالم، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إلى أن الـ930 مدرعة تعد بداية قد تتوسع لاحقا لتشمل أسلحة أخرى تسهم في تعزيز القدرات القتالية ومكافحة الإرهاب للقوات المصرية.
من جانبه، أكد العقيد حاتم صابر، الخبير الاستراتيجي والعسكري المصري، إن التعاون العسكري المصري الأمريكي أخذ اتجاها يختلف تماما عن ذي قبل، بعد تطبيق سياسة مصر لتنويع مصادر السلاح وفقا لخطة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، منذ أن كان وزيرًا للدفاع وحتى اليوم.
وشدد صابر، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، على أن الولايات المتحدة حليف استراتيجي مهم لمصر، وقد تطورت علاقاتهما الخارجية منذ تولي الرئيس السيسي، لتكون ركيزتها الأساسية المصالح المشتركة والتوازن مع مختلف القوى في العالم.
وأوضح أن الإدارة الأمريكية الحالية تختلف عن سابقتها، حيث تدرك جيدا أن القيادة المصرية تتعامل بمنطق القوة كأهم قوة عسكرية في المنطقة، مدللا بحرص الجيش الأمريكي على إجراء المناورات والتدريبات المشتركة مع الجيش المصري، لا سيما مناورات النجم الساطع التي دارت نسختها الأخيرة في سبتمبر/أيلول الماضي بمجمع ميادين التدريب القتالي بقاعدة محمد نجيب العسكرية، بنطاق المنطقة الشمالية العسكرية، بمشاركة قوات مصر وأمريكا والسعودية والإمارات واليونان والأردن وبريطانيا وإيطاليا وفرنسا و16 دولة أخرى بصفة مراقب.
اللواء عادل العمدة، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، أكد أنه على الرغم من أن القوات المسلحة المصرية لم تعلن رسميا عن محتوى الإعلان الأمريكي بشأن الصفقة، إلا أن الأمر طبيعي لعدة اعتبارات، أبرزها التعاون العسكري الثنائي بين البلدين الذي نشط وأخذ شكلا مختلفا في الفترة الأخيرة.
ويوضح العمدة، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أنه عندما أقامت "إيديكس 2018" كأول معرض دولي للصناعات العسكرية في مصر كان من بين نتائجه التنسيق المتبادل بين البلدين في مجال التسليح، وفي المقابل توجد صفقة أسلحة مصرية أيضا سيتم توريدها للولايات المتحدة الأمريكية، في إطار البيع والشراء.
ألغام الحرب العالمية الثانية
اعتبار ثانٍ، بشأن صفقة الأسلحة التي أعلنت السفارة الأمريكية بالقاهرة تسليمها لمصر يراه الخبير العسكري عادل العمدة، مشيرا إلى أن أمريكا تعلم جيدا أن بعض المناطق خاصة في غرب مصر غير مستغلة بشكل جيد، بسبب الألغام التي تم زرعها خلال الحرب العالمية الثانية، ولا تمتلك مصر جداول تعامل وتدمير لهذه الحقول الملغمة، حيث مر على ذلك أكثر من 50 عاما وتغيرت الطبيعة الأرضية.
وأوضح أن مصر ستستفيد من هذه المدرعات في محاربة الإرهاب، إلى جانب التخلص من هذه المناطق الملغمة منذ أكثر من 50 عاما.
وأشار العمدة كذلك إلى أن مصر نجحت كثيرا في تطبيق استراتيجية تنويع السلاح، وهذه الصفقة الأمريكية أحد أشكال هذا النجاح.
aXA6IDE4LjExNy4xOTIuNjQg جزيرة ام اند امز