حقق منتخب مصر فوزا مفاجئا على نظيره البلجيكي بنتيجة 2-1، قبل أيام من مشاركة الأخير في كأس العالم 2022.
الفوز على الشياطين "الحمر"، المنتخب الذي يحتل في المركز الثاني في آخر تصنيف للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بقدر ما تسبب في سعادة لكثير من جماهير الفراعنة، بقدر ما سبب حزنا وحسرة للبعض.
وتمثل سبب الحزن في أن الفوز جاء قبل يومين فقط من انطلاق مونديال قطر، الذي كان الفراعنة قاب قوسين أو أدنى من حجز مقعد فيه، لولا ركلات الحظ الترجيحية التي أطاحت بأحلام المصريين أمام السنغال.
الأداء المميز الذي قدمه منتخب مصر أمام أحد المنتخبات المرشحة للفوز بكأس العالم، والخروج من أمامه بانتصار مستحق، أعاد إحياء جراح الكثير من المصريين التي لم تندمل بعد، بسبب الغياب عن كأس العالم 2022.
وكان الكثير من المصريين والعرب يمنون النفس أن يشهد مونديال قطر، الذي يقام في أرض عربية للمرة الأولى في تاريخ البطولة، وجود منتخب الفراعنة الذي كان سيمنح البطولة مذاقا خاصا، في ظل الشعبية الجارفة والتاريخ الكبير الذي يملكه مع الساحرة المستديرة.
لكن في النهاية لا داعي للبكاء على اللبن المسكوب، فمونديال قطر سيشارك فيه من يستحق في الغالب، بجانب من حالفه التوفيق كثيرا والحظ أحيانا، وستنتظر الجماهير متابعة تلك الوجبة الدسمة، في تلك النسخة المونديالية العربية التي من المتوقع أن تكون الأكثر تميزا في تاريخ البطولة.
ويبقى لزاما أمام الجماهير العربية ضرورة الوقوف صفا واحدا خلف الرباعي العربي الذي يحمل أحلامها في البطولة، بقيادة منتخب قطر بطل آسيا وصاحب الأرض والجمهور، ومعه الأخضر السعودي والمغرب وتونس.
وتأمل الجماهير العربية ألا تكون المشاركة القياسية للعرب في المونديال، للمرة الثانية على التوالي، مثل سابقتها التي شهدت توديع مصر والسعودية والمغرب وتونس من الدور الأول.
ولعل إقامة المونديال على أرض عربية، وبحضور جماهيري عربي كاسح، تسهم في أن تشهد كأس العالم 2022 إنجازات فريدة للمنتخبات العربية، أو أحدها على الأقل، تتخطى الدور ثمن النهائي الذي توقفت عنده أحلام المغرب والسعودية والجزائر في أبرز إنجازاتها.
وتبقى جماهير العالم في انتظار انطلاق مونديال العرب، الذي وفرت له قطر كل الإمكانيات القادرة على منحه لقب الأفضل عبر التاريخ، في ظل مشاركة أقوى منتخبات الساحرة المستديرة، ونخبة من النجوم الذين قد لا يظهرون مجددا في ساحة المونديال.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة