زيارة وزير خارجية الصين لمصر.. التوقيت والدلالات
دفعة جديدة للعلاقات الاستراتيجية والتاريخية التي تربط القاهرة وبكين، ترجمتها زيارة وزير خارجية الصين إلى مصر، ضمن جولته الأفريقية.
تلك العلاقات التاريخية يأمل البلدان البناء عليها، كون مصر نقطة الارتكاز وبوابة العبور إلى قارة أفريقيا، وركيزة الأمن والاستقرار بالمنطقة، فضلًا عن دورها البارز والمؤثر بقارتها.
وبدأ وزير الخارجية الصيني، تشين جانغ، زيارة إلى مصر، يوم الأحد، هي الأولى له منذ توليه مهام منصبه أواخر العام الماضي، ضمن جولته الأفريقية التي بدأها في 9 يناير/كانون الثاني الجاري وتشمل 5 دول.
أهمية الزيارة
وحول أهمية الزيارة، تحدث وزير الخارجية المصري الأسبق السفير محمد العرابي، عن أهمية ونتائج الزيارة الأولى للمسؤول الصيني، إن بكين تدرك جيدا أن نقطة الارتكاز وبوابة العبور إلى القارة السمراء يجب أن تنطلق من مصر، التي ينبغي وجودها في أي معادلة بين القوى الكبرى ودول أفريقيا، مؤكدًا أن "الزيارة تأتي لتثبيت وتأكيد ثوابت السياسة الصينية بالنسبة للقارة الأفريقية ومصر".
وأشار الدبلوماسي المصري إلى أن الدول الكبرى وبينها الصين، تسعى حاليا لأن تكون لها علاقات ثابتة ومستقرة مع الدول الأفريقية، لا سيما بعد أن أصبح لكل صوت قيمة وأهمية خلال إجراء أي عملية للتصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، لحسم بعض الأمور، وهو ما اتضح خلال الأزمة الأوكرانية.
بدوره، وصف المحلل السياسي والأكاديمي المتخصص بالشأن الدولي الدكتور طارق فهمي، زيارة المسؤول الصيني لمصر بـ"الهامة جدا من حيث التوقيت والدلالات"، قائلا في حديث لـ"العين الإخبارية" إنها تأتي في إطار بناء وتعزيز شراكات مع الدول المركزية في الإقليم.
شراكة شاملة
وأكد المحلل السياسي أن زيارة وزير الخارجية الصيني "تعكس المكانة التي تحظى بها العلاقات بين الدولتين في ظل الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تجمع بينهما"، مشيرًا إلى أن بكين تدرك جيدا أن القاهرة تمثل البوابة الرئيسية لأفريقيا.
وتابع: "علاقات الصين تبنى في الوقت الراهن عربيا وأفريقيا من خلال مقاربات مع الدول الرئيسية بالمنطقة، لذا جاء اختيار مصر ضمن 5 دول أفريقية يزورها المسؤول الصيني".
وتعكس زيارة تشين جانغ، وفقا لمساعد وزير الخارجية الأسبق السفير محمد حجازي، "الأهمية الكبيرة لمصر لدى بكين لكونها بلد مقر جامعة الدول العربية وركيزة الأمن والاستقرار بالمنطقة، فضلًا عن دورها البارز والمؤثر بإقليمها بل وبقارتها.
دفعة جديدة
وأضاف السفير حجازي، في تصريح صحفي، أن زيارة وزير خارجية الصين لمصر، تمثل دفعة جديدة للعلاقات الاستراتيجية والتاريخية التي تربط بين البلدين الصديقين.
وشدد مساعد وزير الخارجية الأسبق، على أن تلك الزيارة جاءت في توقيت شديد الحساسية والأهمية، تعلن فيه بكين عن أولويات سياستها الخارجية، وتؤكد عمق العلاقة مع أفريقيا والعالم العربي في ظل علاقات دولية مضطربة.
وأشار إلى حرص الصين على تعزيز مكاسبها من خلال استمرار التعاون مع أفريقيا والمنطقة العربية، في ظل تنافس دولي يسعى لإقصاء بكين عن أفريقيا والعمل على استقطاب مناطق نفوذ في القارة.