مصر والأردن وفلسطين.. قمة ترسم ملامح مقاربة "التحولات" الإسرائيلية
تحدد القمة الثلاثية المصرية الفلسطينية الأردنية، المقرر انعقادها اليوم الإثنين، خارطة التحرك في الفترة القادمة.
وقالت مصادر فلسطينية مطلعة في حديث لـ"العين الإخبارية": "القمة الثلاثية (التي تنعقد في العاصمة المصرية القاهرة) هي الأولى منذ الانتخابات الإسرائيلية التي أفرزت الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل".
وأضافت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن اسمها: "ستمثل القمة فرصة لتبادل الآراء وتقييم الموقف وتحديد خارطة طريق للتحرك في الفترة القادمة".
وتابعت: "ثمة قلق إزاء المخططات الإسرائيلية وتحديدا بما يتعلق بالقدس والمسجد الأقصى والاستيطان في الأراضي الفلسطينية".
وكانت الدول العربية والإسلامية أعربت عن قلقها الشديد إزاء السياسات المعلنة لأركان الحكومة الإسرائيلية الجديد حيال الملف الفلسطيني.
ولكن التعامل مع الوضع الجديد يتطلب حنكة سياسية، سيما في ضوء المخاوف التي تجتاح العالم الغربي أيضا إزاء المخططات الإسرائيلية المعلنة.
وقالت المصادر الفلسطينية ذاتها: "نستشعر من خلال لقاءاتنا مع المسؤولين والدبلوماسيين الغربيين قلقا إزاء التصريحات الصادرة عن المسؤولين الإسرائيليين".
وأضافت: "من الحكمة البناء على هذه المواقف ومراكمتها باتجاه فرملة أي تحرك إسرائيلي خطير ستدفع المنطقة بأكملها ثمناً له".
وتابعت: "من أجل ذلك فإن القمة الثلاثية ستبحث أيضا آلية التحرك باتجاه المجتمع الدولي ومعه من أجل منع أي تصعيد إسرائيلي".
وتأتي القمة الثلاثية قبل حراك أمريكي مرتقب باتجاه المنطقة، بدءا من مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان ووصولا إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن.
وقالت المصادر: "تصل إشارات إيجابية من الجانب الأمريكي بما فيها التمسك بحل الدولتين والوضع القائم بالمسجد الأقصى ومعارضة الاستيطان وهدم وإخلاء المنازل الفلسطينية".
وأضافت: "ولكن الوضع يتطلب أكثر من عبارات الرفض والإدانة، سيما أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تحديدا تخشى المواجهة مع الإدارة الأمريكية".
وتابعت: "القمة العربية ستبلور موقفا متفقا عليه بشأن التحرك باتجاه الإدارة الأمريكية ومطالبتها بما هو أكثر من التنديد والاستنكار وإنما مطالبتها بوضع آلية لتحرك سياسي يفضي إلى تطبيق حل الدولتين".
وأشارت المصادر في هذا السياق إلى "استمرار وتيرة التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية من خلال القتل اليومي، وهو ما يستدعي من المجتمع الدولي التحرك لوضع حد لما يجري".
وليست هذه هي القمة الثلاثية الأولى التي تعقد، إذ سبقتها قبل عدة أشهر قمة مماثلة تم الاتفاق فيها على آلية القمم الثلاثية كل عدة أشهر.
وقالت المصادر الفلسطينية: "هناك اتصال وتشاور مستمر بين فلسطين والأردن ومصر على مختلف المستويات، وانعقاد القمة الثلاثية يكسب هذه الاتصالات زخما، فضلا عن أنه يحدد خارطة الطريق للتحرك السياسي".
ومن المتوقع أن تعرج القمة الثلاثية على الوضع الداخلي في إسرائيل بسبب الخلافات ما بين الحكومة والمعارضة.
وقالت المصدر الفلسطينية: "لا نتدخل في الشأن الداخلي الإسرائيلي، ولكن يهمنا ألا تنعكس بخطوات وانتهاكات ضد الفلسطينيين".
aXA6IDMuMTQ0Ljg5LjE1MiA= جزيرة ام اند امز