وكيل الأزهر: "الربيع العربي" بات خريفا يهدد الأوطان
أكد وكيل الأزهر الشريف، الدكتور محمد الضويني، أن "الربيع العربي" بات خريفا يهدد تقدم الأوطان ورقيها.
جاء ذلك خلال كلمة "الضويني" اليوم الأربعاء، بالمؤتمر الدولي الثالث بعنوان "الإعلام العربي والمبادرات الوطنية في ضوء أهداف التنمية المستدامة"، الذي تنظمه كلية الإعلام جامعة الأزهر، بمركز الأزهر الدولي للمؤتمرات بمدينة نصر.
وقال الضويني: "تأتي أهمية هذا المؤتمر من أجل وضع الإعلام العربي أمام مسؤوليته، وليبصر صناع الإعلام بخطورة المرحلة الحالية، والتي بدأت معالمها منذ سنوات بما يطلقون عليه الربيع العربي الذي بات خريفا يهدد تقدم الأوطان ورقيها"، وفقا لبيان صادر عن الأزهر.
وفي حديثه عن وسائل الإعلام وتأثيرها، أشار وكيل الأزهر إلى أن "وسائل الإعلام اليوم غزت العقول والقلوب، وغيرت الاتجاهات والسلوكيات، واقتحمت على الناس بيوتهم وخصوصياتهم، وصار الناس يلتفون حولها ويحملونها بين أيديهم يتصفحون المواقع ويطالعون الأخبار من كل مكان".
وتابع "في كل مكان، يسمعون للصالح والطالح دون تمييز بينهما، وبهذا الوصف تتأكد قوة الإعلام المعاصر وخطورته".
وإزاء ذلك، أكد الضويني أن الإعلام قادر على التأثير في عقول الناس وقلوبهم، ومن ثم في سلوكياتهم واتجاهاتهم، مضيفا أن الاعتماد على الإعلام البصير الصادق -بوسائله المتنوعة وآلياته المتعددة- أصبح ضرورة لا غنى عنه.
وحذر وكيل الأزهر من أن "الشائعات هي الخطر الأكبر على أوطاننا، والمادة الدسمة للحوار على المواقع والبرامج"، داعيا المؤسسات التعليمية والدعوية والاجتماعية والإعلامية أن تضع على رأس أولوياتها البرامج المناسبة المحذرة من مخاطر الشائعات وآثارها السلبية، وأن تضع مؤسسات الدولة العقوبات الرادعة لمن يقفون وراء الشائعات ومن يروجونها.
وفي هذا الصدد، أطلق وكيل الأزهر نداء للمخلصين من أبناء الأمتين العربية والإسلامية أن يتنبهوا لما يحدث من استخدام مغلوط لوسائل الإعلام، حيث يجري الترويج لأفكار وقناعات غريبة تعمل على بث الفتن، وتدمير العقول، وتستهدف شباب الأمة لتسلبه هويته، وتذهب به بعيدا عن قضايا أمته.
وطالب وكيل الأزهر، صناع الإعلام ومتخصصيه، بالإسراع في وضع رؤية مستقبلية للإعلام المصري والعربي تحمي المجتمع من المؤامرات التي تحاول النيل منه.
كما أكد أن الأزهر كمرجعية كبرى للإسلام والمسلمين يقع عليه عبء كبير خاصة في مجال المحافظة على الهوية الإسلامية والشخصية الوطنية، وحمايتها من أي محاولة للعبث بمكوناتهما، ومن هنا فإن الأزهر لا يقف مكتوف الأيدي أمام المحاولات البائسة التي تتخذ الإعلام وسيلة لتشكيك الناس في عقائدهم وهوياتهم وأفكارهم.
aXA6IDMuMTQyLjEzMC4yNDIg جزيرة ام اند امز