آخر أخبار سد النهضة.. مصر تحدد هدفها في مجلس الأمن
قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إن المسعى في مجلس الأمن الدولي في جلسة الخميس مطالبة كافة الدول بعدم اتخاذ إجراءات أحادية.
جاء ذلك ردا على سؤال بشأن ما إذا كانت القاهرة واثقة بمآلات جلسة الأمن حول سد النهضة المقررة الخميس بأنها ستصب في المنحى الذي تريده.
وقال شكري في مداخلة تلفزيونية مع قناة "العربية" اليوم الثلاثاء: نحن نسعى لتوضيح ملف سد النهضة بالنسبة للأعضاء الدائمين وغير الدائمين بمجلس الأمن، نوضح ما نسعى إليه وهو الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم ينظم عملية الملء والتشغيل؛ بما يؤدي إلى الإعفاء من الأضرار الجسيمة التي قد تقع على مصر والسودان.
السودان يرد على الملء الثاني ويدعو لاتفاق يعكس "الرغبة الإثيوبية"
وأضاف: هذه المداولات تشرح الموقف من جميع أبعاده، وتؤكد أن اللجوء إلى مجلس الأمن ليس لتناول قضية مياه، وإنما لتناول تعزيز المسار الأفريقي واستئناف المفاوضات تحت إطار جديد يؤدي إلى مشاركة المراقبين والأمم المتحدة؛ لطرح الحلول والمقترحات التي قد تيسر على الأطراف الثلاثة التوصل إلى اتفاق.
وحول طبيعة التنسيق مع السودان، أوضح شكري: نحن نتعاون وننسق بشكل كامل مع السودان في هذا الصدد، ولا زالت المشاورات تجري مع كافة الأعضاء؛ ونستطلع مواقفهم إزاء هذا الموضوع،
وبشأن توقعه لجلسة مجلس الأمن حول سد النهضة الخميس، قال شكري: المسعى في مجلس الأمن بالتأكيد لمطالبة كافة الدول بعدم اتخاذ إجراءات أحادية وللأسف الجانب الإثيوبي أعلم كل من مصر والسودان بشكل رسمي بدء عملية الملء الثاني لسد النهضة بشكل أحادي وبشكل يخالف تعهداته، وفقًا لاتفاق إعلان المبادي.
وتابع: المسعى للقدوم لمجلس الأمن يعطي زخمًا ودفعا قويا للمسار الإفريقي ويحدد الهدف من هذا المسار. وأيضا يعزز من قدرة رئيس الاتحاد الإفريقي من إدارة العملية التفاوضية خلال مدى زمني معقول؛ لاستيضاح مدى وجود الالتزام والإرادة السياسية لدى إثيوبيا للتوصل إلى اتفاق
خيارات أخرى
وردا على سؤال بشأن المرحلة التي ستلجأ فيها القاهرة لخيارات أخرى، قال شكري: لكل من مصر والسودان القدرة والإرادة للدفاع عن مصالحهما المائية بشكل يحقق مصلحة شعبيهما وهذه الأمور تؤخذ فيها القرارات وفق الظروف والمتغيرات ويتم من خلال مؤسسات الدولة والتداول فيما بينهم.
وأضاف: نحن دائما دعاة التوصل إلى توافق وحلول للقضايا والمشاكل من خلال الوسائل السياسية والدبلوماسية.. مصر دائما ساعية لإزالة أي توتر وتعمل على خلق المناخ والإطار المناسب في هذا الصدد.
وأشار إلى أن بلاده من الدول التي كانت دائما تدعم المسار المتعدد والأطر سواء في الاتحاد الأفريقي أو الأمم المتحدة وتعتمد في كل ذلك على عدالة الموقف المصري اتجاه هذه القضية الوجودية وستستمر تبذل كل ما في وسعها للتوصل في التوصل إلى حل سلمي في هذه القضية.
لكنه استطرد: ولكن كما تفضل الرئيس المصري أنه لا يمكن أن تكون المفاوضات الى ما لا نهاية.
وبشكل واضح، أجاب "شكري" على سؤال "الخيار العسكري" بقوله: مصر تسعى لخلق علاقات تعاون وإخاء تؤدي إلى تحقيق المصالح المشتركة.. ونسعى دائمًا للغة الحوار والبعد عن التهديد والعمل على إزكاء الفوائد المشتركة؛ للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة،ولكن دائما كافة الخيارات مطروحة للوصول إلى هذا الهدف، وتحقيق المصلحة الوطنية في نهاية المطاف تكون المحرك لأي إجراء.
تطور غير ملائم
وتعليقا على مسألة تغيير الأمور لصالح أثيوبيا بالبدء في الملء الثاني لسد النهضة، قال "شكري": هذا تطور نعتبره غير ملائم وخرق لتعهدات إثيوبيا إزاء إعلان المبادىء في 2015، ولكن هذا لا يعفي استمرار السعي للتوصل إلى اتفاق، نحن كنا بمقربة من ذلك عندما تم صياغة الاتفاق الذي تم التفاوض عليه في واشنطن، هناك قدرة للاستفادة من الخبرة المتوفرة لدى المراقبين لعملية التفاوض وأيضا مصر لديها كل ثقة بأن لديها من قدرات ما يجعلها الدفاع عن مصلحة شعبها وأيضا بالتعاون والتضامن مع السودان بأن تؤمن مصالحها المائية وأمنها القومي.
الموقف الأمريكي والجامعة العربية
وشارحا الموقف الأمريكي، قال وزير الخارجية المصري: نحن لنا بشكل كثيف ومباشر مع دوائر الإدارة الأمريكية المختلفة سواء في وزارة الخارجية أوالبيت الأبيض، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة متصلة بالملف عن قرب.
ولفت إلى استمرار التنسيق والاتصالات مع الولايات المتحدة والدول دائمة العضوية وباقي أعضاء مجلس الأمن، حيث أن هذا الملف يخص الأعضاء كافة ويتحملون مسؤوليتهم نحوه، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة.
وفيما يخص الموقف الإثيوبي الرافض لتدخل الجامعة العربية، علق شكري: هذا استمرار لعدم الاكتراث بالمساعي المبذولة لإقناع الجانب الإثيوبي بالتوصل إلى حل .
وأضاف: الجامعة العربية منظمة إقليمية لها الحق في أن تدلو بدلوها إزاء أي قضية لها اتصال بأعضائها، مضيفا: لا أرى كيف ألا تكون الجامعة العربية مهتمة بهذا الموضوع وتدلو بدلوها بخصوصه.
وأكد وزير الخارجية المصري أن الجامعة العربية وأعضاءها يهتمون اهتمامًا بالغًا بالعلاقات العربية الإفريقية، حيث لا يمكن التنصل من وجود دول عربية أفريقية لها كل الارتباط والانتماء إلى القارة السمراء ويهمها وشركاؤها في المشرق العربي أن تظل حقوق الدول العربية محافظ عليها.
وأمس، تلقت القاهرة خطاباً رسمياً من وزير الري الإثيوبي سيليشي بيكيلي، يفيد ببدء عملية الملء الثاني لخزان سد النهضة.
وردت مصر على الخطوة الإثيوبية بخطاب ثانٍ ورسمي من وزير الري إلى نظيره الإثيوبي حيث أبلغه رفض القاهرة القاطع لهذا الإجراء الأحادي.
وتطالب مصر والسودان بالتوصل لاتفاق ملزم حول ملء وتشغيل السد قبل أي عمل منفرد من إثيوبيا التي تسعى في المقابل لتهدئة مخاوف دولتي المصب، مؤكدة أن مشروعها تنموي ولن يضر بالدولتين بل سيعود بالنفع عليهما ولن يتنقص من حصتهما في المياه وأنها منفتحة على أي مفاوضات.
aXA6IDMuMTQ5LjIxNC4yMjMg جزيرة ام اند امز