السودان يرد على الملء الثاني ويدعو لاتفاق يعكس "الرغبة الإثيوبية"
جدد السودان رفضه للملء الأحادي لسد النهضة الإثيوبي، مؤكدا أن الاتفاق النهائي الملزم يشكل "الإثبات الوحيد" لرغبة إثيوبيا في التعاون.
وقالت الخارجية السودانية، في بيان صدر الثلاثاء، إن وزارة الري والموارد المائية تسلمت خطاباً من نظيرتها الإثيوبية تخطرها فيه ببدء الملء الثاني للسد خلال موسم الأمطار الحالي.
ووفق البيان، جدد السودان رفضه للملء الأحادي لسد النهضة للعام الثاني على التوالي دون اتفاق، الأمر الذي يعد مخالفة صريحة للقانون الدولي واتفاق المبادئ والاتفاقيات والممارسة المستقرة المُنَظّمة لتبادل المنافع للأنهار المشتركة.
ويرى السودان أن هذا الإخطار "غير ذي جدوى ما لم يتم التفاوض والاتفاق بشأن ملء وتشغيل السد".
كما يؤكد أن "الاتفاق النهائي الملزم هو الإثبات الوحيد للرغبة الإثيوبية في التعاون"، معتبرا أن "محاولات قطع الطريق أمام المساندة الدولية للمطالب السودانية العادلة بشأن النزاع حول سد النهضة غير مجدية"، بحسب البيان.
وجدد السودان التأكيد على أن الملء الأحادي للعام الثاني دون اتفاق يمثل خطرا وتهديدا وشيكا له.
وفي السياق ذاته، أطلع السودان، الثلاثاء، سفراء الدول الأوروبية والأمريكتين (الشمالية والجنوبية) بالخرطوم على موقفه حول سد النهضة الإثيوبي.
جاء ذلك في لقاء عقده وكيل وزارة الخارجية السودانية، محمد شريف، مع سفراء تلك الدول المعتمدين لدى الخرطوم.
وخلال اللقاء، أوضح شريف، وفق بيان للخارجية، أن موقف السودان الثابت من سد النهضة، قائم على ضرورة الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم لجميع الأطراف في ما يتعلق بملء وتشغيل السد.
وأكد أن السودان يقر بحق إثيوبيا في التنمية بشرط الالتزام بالقانون الدولي لاستخدام المياه العابرة للحدود الذي يرتكز على الالتزام بالاستخدام العادل للمياه دون إلحاق أي ضرر بدول المصب.
وأوضح أن طلب بلاده عقد جلسة طارئة في مجلس الأمن الدولي يهدف إلى تعزيز دور المجتمع الدولي في حث الأطراف الثلاثة (السودان ومصر وإثيوبيا) على الوصول إلى اتفاق في إطار زمني لا يتجاوز الستة أشهر، آخذين في الاعتبار ما تم التوافق عليه مسبقا.
وتأتي التصريحات قبل أيام من جلسة لمجلس الأمن بطلب من الخرطوم حول الملف العالق منذ نحو عقد.
ويلوم السودان إثيوبيا على فشل التوصل لاتفاق بسبب "منهجيتها في التفاوض"، وهو ما ترد عليه أديس أبابا باتهام مضاد للقاهرة والخرطوم.
والمفاوضات متوقفة رسميا منذ أبريل/نيسان الماضي بعد فشل مصر والسودان (دولتا المصب) وإثيوبيا (دولة المنبع) في التوصل لتفاهمات قبل بدء الملء الثاني للسد الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق.
وأمس، تلقت القاهرة خطاباً رسمياً من وزير الري الإثيوبي سيليشي بيكيلي، يفيد ببدء عملية الملء الثاني لخزان سد النهضة.
وردت مصر على الخطوة الإثيوبية بخطاب ثانٍ ورسمي من وزير الري إلى نظيره الإثيوبي حيث أبلغه رفض القاهرة القاطع لهذا الإجراء الأحادي.
وتطالب مصر والسودان بالتوصل لاتفاق ملزم حول ملء وتشغيل السد قبل أي عمل منفرد من إثيوبيا التي تسعى في المقابل لتهدئة مخاوف دولتي المصب، مؤكدة أن مشروعها تنموي ولن يضر بالدولتين بل سيعود بالنفع عليهما ولن يتنقص من حصتهما في المياه وأنها منفتحة على أي مفاوضات.