"العقل الجامع".. مصر تدخل عصر الرقمنة وتحارب الفساد
المنظومة الجديدة ستحقق الشفافية وستحارب الفساد، فكل البيانات مثبتة بالأرقام ولا فرصة للتلاعب وتمنح الدولة رؤية كاملة واضحة
أشاد خبيران في تكنولوجيا المعلومات بانتهاء مصر من تجهيز "عقل مصر أو العقل الجامع لبيانات الدولة"، الذي يحتوي على منظومة ضخمة من الخوادم، مؤكدين أنه ينقل البلاد من عصر الميكنة إلى عصر الرقمنة، ويحارب الفساد.
- السيسي: مصر تحتاج تريليون دولار لتلبية الاحتياجات ومرحلة البناء
- التحول الرقمي يهيمن على مناقشات قادة العالم بـ"العشرين"
وأوضح الخبيران، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الخطوة رغم تأخرها إلا أنها بداية حقيقية من حيث انتهى الآخرون، وتطبق ذلك في كل شيء بداية من تجميع البيانات، ووضع "عقل مصر" في باطن الأرض لحمايته من الاختراق، وتأثره بما يجري فوق السطح من كوارث.
وأعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال جلسة خاصة عن التحول الرقمي ضمن فعاليات المؤتمر الوطني السابع للشباب الذي أقيم في العاصمة الإدارية على مدار يومي 30 و31 يوليو/تموز الماضي، أنه تم الانتهاء من تجهيز عقل مصر الرقمي، وسيكون في مكان سري تحت الأرض.
وأكد الدكتور عادل عبدالمنعم، رئيس مجموعة أمن المعلومات بغرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات الخبير الدولي في أمن المعلومات، إن آلافا من الخوادم سيشتمل عليها مركز المعلومات، والاصطلاح التقني لـ"العقل الجامع" هو مركز البيانات، وسيضم تجمعا ضخما للخوادم وشركات الربط، وبناؤه تحت الأرض يتم بمواصفات خاصة جدا.
وقال إن النموذج الذي يبنى تحت الأرض عادة ما يخضع لكود المباني، فيكون مضادا للزلازل والقنابل، والكوارث الطبيعية قدر الإمكان.
وأضاف: ليس التأمين الملموس فقط، وإنما تراعى ضوابط أمن المعلومات أثناء إدخالها وتخزينها واسترجاعها والتعامل معها، وفي بعض مراحل البيانات يتم تشديد ضوابط الدخول وتتبع الأصول المعلوماتية، ومراقبة حركة الأجهزة داخل المكان الواحد أيضا بتقنيات عالية، ومراقبتها على مدار الساعة.
وعلى مستوى تأميني آخر، يقول رئيس مجموعة أمن المعلومات بغرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات إن مصادر الكهرباء والربط بشبكة الإنترنت بهذا المركز على أعلى درجات الجودة ومتعددة، فيكون هناك على الأقل مصدران مختلفان للكهرباء والربط.
وعن الربط بالإنترنت، أوضح الدكتور عادل عبدالمنعم أن هناك أيضاً خطوط ربط متعددة من خلال الأقمار الصناعية، أو كابلات الألياف الضوئية، وغيرها من المصادر.
تحجيم دور البشر
وتابع عبدالمنعم يجب مراعاة قواعد الأمن والسلامة المرتبطة بالتهوية والتبريد والرطوبة، ويجب أن تحتوي بيانات مصر الضخمة على وحدة للتحكم في درجات الحرارة والرطوبة والتهوية.
وعن الدور الذي سيقدمه للمواطن المصري على الأرض، يقول عبدالمنعم إن مصر بهذا التطور تنتقل من مرحلة الميكنة واستخدام الحاسب الآلي، إلى عصر الرقمنة أو الحول الرقمي.
وأوضح سيتم تماماً التخلص من كل السلبيات التي يواجهها المواطن في قضاء مصالحه، لأنه سيتعامل مع منظومة رقمية، والأمر الذي كان يستغرق أياما سيتم إنجازه في اللحظة نفسها، لأن كل بيانات الدولة سيتم ربطها بعضها ببعض عن طريق منظومة الرقمنة.
وأضاف: من ناحية أخرى ستتحقق الشفافية بدرجة كبيرة جدا وستحارب الفساد، فكل البيانات مثبتة بالأرقام بأصولها على هذه المنظومة، ولا فرصة للتلاعب، وتصبح لدى الدولة رؤية كاملة واضحة بما يمكنها التعرف بسهولة أي الأماكن مثلًا تستحق التطوير وأي الأماكن في حاجة لدعم صحي.
بداية حقيقية
ويقول المهندس أسامة مصطفى، الخبير بتكنولوجيا المعلومات، إن مصر تأخرت كثيرا في تطبيق التكنولوجيا، ولكنها اليوم تبدأ بداية حقيقية من حيث انتهى الآخرون، وتطبق ذلك في كل شيء لا سيما بناء المدن الذكية، و"العقل الجامع".
وأكد، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، إن هذا النموذج الذي تحدث عنه الرئيس المصري مطبق في دول العالم الكبرى، وأهمها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وألمانيا، وفي أكثر من موقع داخل قارة أوروبا.
ويوضح خبير تكنولوجيا المعلومات أن هذا النموذج في باطن الأرض يتمتع بحماية فائقة من الاختراق المباشر وغير المباشر، ووجودُه على هذا العمق يمنع تماما تأثره بما يجري فوق السطح من كوارث مهما كانت قوتها، فهو بذلك آمن تماما من خطر الحروب والقنابل.
وأضاف العقل الجامع يحفظ كل السيرفرات الخاصة بالنظام الإلكتروني الذي يحمل كل المعلومات الرقمية للدولة، والتعامل ضمن النموذج يكون على مستويات متدرجة، فكل شخص في المنظومة له صلاحيات محددة، ولا تتاح الصلاحيات كاملة لأي شخص، بما يضمن تأمين المنظومة من اختراقها داخليا.