بالصور.. مصر تكشف غموض لغز تابوت الإسكندرية الغامض
لغز التابوت الذي يزن 30 طنا كشف أخيرا وعثر على 3 مومياوات متحللة، والكشف يفتح شهية خبراء وعلماء الآثار.. وأثار خيال "السوشيال ميديا".
كشف المجلس الأعلى للآثار في مصر، الخميس، النقاب عن المحتويات التي عثر عليها داخل التابوت الغامض، وذلك بعد جدل عالمي حول أهميته وخطورة فتحه، لا سيما بعد تسرب مادة حمراء اللون تسربت منه.
وقال رئيس المجلس الأعلى للآثار، مصطفى وزيري، إن التابوت الذي يعتقد أنه يعود للعصر البطلمي ويزن نحو 30 طنا، ليس للإسكندر الأكبر أو أحد الأباطرة سواء الملوك البطالمة أو الأباطرة الرومان.
وفسر ذلك بثلاثة أسباب هي "عدم وجود أي نقوش على التابوت، وعدم وجود "خرطوش" يحمل اسم صاحب هذه الدفنة، وأخيرا.. أن هذه الدفنة فقيرة ضعيفة جدا، لا هي ملكية ولا تخص أحد الملوك".
وأضاف "فتحنا غطاء التابوت بارتفاع 25 سنتيمترا، لكن للأسف وجدنا مياه صرف صحي تسربت إلى الداخل عبر الزمن بسبب شرخ بسيط في أحد الجوانب". وأردف وزيري "عثرنا على عظام ثلاثة أشخاص فيما يشبه دفنة عائلية.. للأسف المومياوات التي كانت بداخل التابوت لم تعد على حالتها ولم يتبق منها سوى الهياكل العظمية فقط".
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة "اليوم السابع" المصرية، أن سائلا أحمر تسرب من التابوت الضخم عند رفع الغطاء، وعلى إثر ذلك عمد الفريق إلى أخذ عينات لتحليلها. ولم توضح الصحيفة طبيعة السائل الأحمر، إلا أنها أشارت إلى أن رائحة كريهة انبعثت من التابوت فور رفع غطاء التابوت، الذي أثار جدلا خلال الأيام الماضية.
أما صحيفة الأهرام، فقد نقلت عن مصادر بمنطقة آثار الإسكندرية قولها إن المادة ليست إلا "الزئبق الأحمر"، وكانت "تغطي كل محتويات" التابوت". وأشارت إلى حدوث تغير في خصائص المادة الكيمياوية متسببة "في انبعاث رائحة نفاذة" من التابوت. وأثار التابوت، الذي عثر عليه مقاول مصري خلال بناء عقار مطلع يوليو، جدلا وسط أحاديث عن أنه يحمل لعنة الفراعنة وسيتسبب بظلام يجتاح العالم لـ100 عام عند فتحه.
إلا أن وزيري نفى، بتصريحات سابقة، تلك الشائعات، كما أنه أكد أن التابوت، الذي يزن 30 طنا، ليس للإسكندر الأكبر بعد أن ترددت معلومات بشأن ذلك. يشار إلى أنه عثر على التابوت في قطعة أرض فضاء شرقي المدينة الواقعة على البحر المتوسط، خلال أعمال حفر تسبق استخراج رخصة بناء عقار، وتم إخطار السلطات المحلية ومنطقة آثار الإسكندرية، والتنسيق مع الإدارة الهندسية بالقوات المسلحة لاستخراج التابوت.
وأكد بيان لوزارة الآثار المصرية أن التابوت "يعد من أضخم التوابيت، التي تم العثور عليها في الإسكندرية، حيث يبلغ ارتفاعه 185 سم وطوله 265 سم وعرضه 165سم. كما تم العثور أيضا بداخل المقبرة على رأس تمثال لرجل مصنوع من المرمر عليه تآكل، يبلغ ارتفاعه 40 سم، ومن المرجح أنه يخص صاحب المقبرة.
من جانبه، أكد الخبير الأثري بسام الشماع في حديث خاص لـ"العين الإخبارية" أهمية الكشف عن تابوت الإسكندرية الذي تم اكتشافه بالصدفة البحتة أثناء حفر أساسات عقار جديد، كونه أثار الجدل والتساؤلات حول غموض مكان مقبرة الإسكندر الأكبر.
وأكد أن عدم وجود خراطيش ملكية أو نقوش وكتابات على التابوت كشفت بشكل مبدئي أنه لا يخص أيا من أفراد الأسر المالكة عبر العصور اليونانية أو الرومانية أو حتى العصر البطلمي. وقال: "الملوك لهم طقوس مقدسة للدفن عبر مختلف العصور والحضارات التي مرت على مصر".
وأوضح في حديث هاتفي مع "العين الإخبارية" مستنكرا طريقة فتح التابوت الغامض، لافتا إلى ضرورة وجود أجهزة مسح بالأشعة تستكشف محتويات التوابيت الأثرية قبل فتحها وضرورة وضع أقنعة وماسكات أكسجين قبيل فتح تابوت مر على غلقه مئات السنين كون البكتريا التي تتراكم تكون في الغالب سامة ومميتة.
واستنكر الشماع ما تناقلته الصحف الغربية حول كون التابوت مرتبط بلعنة أو أنه يخص الإسكندر، قائلا: "كيف يمكن أن يتم دفن قائد حكم العالم في تابوت فقير بهذا الشكل؟!". وأضاف: "ولماذا لم يتم التكهن بإمكانية أن يكون للملكة كليوباترا السابعة التي أيضا لم يتم العثور على مقبرتها؟".
وبعيدا عن لعنة التابوت، ذهبت بعض الآراء إلى أن التابوت قد يكون مفتاحا للغز العصور على الإسكندر الأكبر، فرغم أن هناك 140 محاولة عالمية فاشلة للعثور على مقبرة الإسكندر الأكبر، فإن الآمال تتجدد كل فترة للوصول إليها.
وقال وزير الآثار الأسبق زاهي حواس لصحيفة The Telegraph إن المقبرة التي عثر عليها يبدو أنها تعود لأحد نبلاء العصر البطلمي لأن التابوت مصنوع من الجرانيت، بالنسبة لشخص قادر على جلب الجرانيت من أسوان التي تبعد عن الإسكندرية بنحو 600 ميل، فبالتأكيد كان شخصا غنيا".
وأصاف حواس: "الجميع يبحثون عن مقبرة الإسكندر، نحن متأكدون أنها في الإسكندرية، وربما عند هدم فيلا أو منزل مستقبلا قد يعثرون على مقبرته". ومات الإسكندر الأكبر عن عمر 32 عاما في مدينة بابل العراقية، وتمنى قبل موته أن يتم إلقاء جثته في نهر الفرات، لكن هذا لم يحدث، وبدلا من ذلك قرر ورثته من القادة اليونانيين نقل جثته إلى مسقط رأسه بمقدونيا، لكن هذا أيضا لم يحدث بحسب ما يعتقد علماء الآثار، إذ اعترض القائد بطليموس القافلة في سوريا واستولى على جثة الإسكندر ونقلها إلى مدينة منف في جنوب القاهرة، ومنها نقل الجثة إلى الإسكندرية، وذلك لإعطائه شرعية حكم مصر من بعد الإسكندر. ولا تزال مواقع التواصل الاجتماعي و"السوشيال ميديا" تحاول فك لغز التابوت ومحتوياته وإلى أي العصور ينتمي، والآن ستكون محاولة التعرف على هوية المومياوات الثلاث محل اهتمام العالم أجمع.
aXA6IDE4LjE4OS4xOTQuNDQg جزيرة ام اند امز