على خطى دبي ونيويورك.. العلمين الجديدة عاصمة الشمال الذكية في مصر
العلمين الجديدة إحدى مدن الجيل الرابع الجديدة التي تنفذها مصر ضمن خطة تستهدف إنشاء 13 مدينة بتكنولوجيا الجيل الرابع.
"عاصمة الشمال" كما وصفها رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي في أول اجتماع وزاري رسمي يعقد بمقر المجلس الجديد اليوم الأربعاء في مدينة العلمين الجديدة التي لا تزال برُمّتها قيد الإنشاء.
وعلى خطى دبي ونيويورك تعد العلمين الجديدة إحدى المدن الذكية أو مدن الجيل الرابع الجديدة التي تنفذها مصر ضمن خطة تستهدف إنشاء 13 مدينة بتكنولوجيا الجيل الرابع.
ومخطط للمدينة الجديدة أن تستوعب 4 ملايين نسمة وفقا للمخطط الرسمي لها، وهي الأبرز بعد العاصمة الإدارية الجديدة، وتضاهيها في حجم وضخامة المشروعات التي تُنفذ بها.
- بالصور.. محمد بن زايد والرئيس المصري يزوران متحف العلمين الحربي
- 3 من قدامى المحاربين البريطانيين يستعيدون ذكريات معركة العلمين في مصر
مبنى مجلس الوزراء الجديد في العملين الجديدة هو رسالة قوية من الحكومة المصرية على عزمها ورغبتها في تطوير الساحل الشمالي للدولة بالكامل عبر تحويل العلمين الجديدة إلى مدينة سكنية عامرة لا موسمية صيفية فقط.
ويعد مبنى الوزراء الجديد في العلمين أيقونة معمارية بمنطقة الساحل الشمالي بالكامل يتكون من 5 طوابق (أرضي وعدد 4 أدوار متكررة)، ويشمل جناحا لكل وزير كأنه يحوي وزارة لكل وزير داخل هذا المبنى.
كما يشمل المبنى قاعة كبرى للاجتماعات وأمانة مجلس الوزراء وفريق العمل مع رئيس الوزراء ومركزا إعلاميا مجهزا بأحدث الأجهزة لاستقطاب الإعلاميين والصحفيين المحليين والأجانب.
لم يكن مبنى رئاسة الوزراء بالعلمين هو الدليل الوحيد على وضع هذه المدينة على خارطة الاستدامة، فالمدينة تتضمن مبنى لمديرية الأمن وعددا من مراكز وأقسام الشرطة؛ وهو ما يؤكد أن الدولة تبعث برسائل عدة لاستكمال مسيرة العمل وجذب المستثمرين الأجانب والمحليين لهذه المنطقة السياحية.
ولمزيد من التأكيد قال الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري الأربعاء: "إن عقد الحكومة اجتماعاتها في المبنى الجديد بالعلمين سيلقي الضوء على هذه المدينة"، لافتا إلى أن هناك إرادة وعزما لتكون المدينة مستدامة العمل طوال العام، ولذا يتم حاليا إنشاء منطقة سكنية بالمدينة وأخرى صناعية بخلاف الجامعات.
واختار مدبولي العلمين الجديدة ليعلن منها اليوم أنه من المقرر إطلاق منظومة التحول الرقمي مطلع أغسطس/آب المقبل التي يتم عن طريقها إتاحة عدد من الخدمات المختلفة المقدمة للمواطنين إلكترونيا.
وفي إشارة لما تم إنجازه حتى الآن في المدينة، قال مدبولي: "إن هذه المشروعات تؤكد صحة المسار في تنفيذ المدن الجديدة والتوسع العمراني المخطط له"، متوقعا بأن تصبح هذه المدينة في المستقبل العاصمة الثانية للدولة.
ويُعد مشروع مدينة العلمين الجديدة مُتنفسا جديدا للتغلب على التكدس السكاني في مصر بالاستفادة من الساحل الشمالي كوجهة سكنية، فضلا عن جذبها السياحة طوال السنة.
وتبلغ مساحة المدينة 50 ألف فدان بعمق أكثر من 60 كيلومترا جنوب الشريط الساحلي الشمالي لمصر، ومخطط للمدينة أن تستوعب أكثر من 3 ملايين نسمة.
لماذا اتجهت مصر لإنشاء المدن الذكية؟
13 مدينة ذكية تكفي لاستيعاب 30 مليون إنسان، هذه المعلومة تؤكد ما أثير في السابق حول سلوك مصر منحى المدن الذكية لأجل إعادة توزيع السكان بخريطة البلاد بعد تكدسهم طويلا في منطقة الدلتا والوادي.
فالهدف من بناء مدن الجيل الرابع، حسب معلومات مجلس الوزراء المصري، ليست الرفاهية وإنما المساعدة في توزيع الزيادة السكانية الكبيرة ومضاعفة المعمور المصري بدلا من التكدس الكبير على خطى الوادي والدلتا.
ووضع مصر على خريطة الاستثمارات العالمية، حيث تم اختيار مواقع استراتيجية لتحقيق أكثر من معيار، منها الموقع المميز الذي يجعلها تنافس عالميا وإقليميا وأنها تكون على المحاور التنموية المحددة لمضاعفة الرقعة السكانية، بالإضافة إلى أنها تكون مرتبطة بالمشروعات الكبرى التي تعمل الدولة على تنفيذها.
المدن الذكية في العالم
بطبيعة الحال، فالمدن الذكية صديقة للبيئة تحفظ مبانيها الحرارة وإنتاج الطاقة النظيفة، ويستطيع المواطنون اكتشاف تسرب المياه بسهولة، ومراجعة أماكن الاختناقات المرورية، ويستلم المواطن شقته أو منزله مجهزا بجميع الإمكانيات من خطوط نت وشبكة تليفون وشبكة تليفزيون وعدادات مياه وكهرباء جميعها مرتبطة بالإنترنت.
بالإضافة لاختفاء الظواهر السلبية والسرقات والجرائم داخل المدن الذكية، نظرا لوجود كاميرات مراقبة بكل الشوارع وارتباطها بغرفة واحدة، كما يمكن للمواطن استخراج التراخيص والأوراق الرسمية من خلال الإنترنت ما يسهم في تقليل الاتصال المباشر بين المواطن والموظف، وسد أبواب الفساد والاستغلال، ولهذا هي جاذبة بشكل كبير للسكان حول العالم.
وتوجد نماذج عالمية تستخدم تطبيقات المدن الذكية لعل أبرزها 10 مدن هي (لندن، نيويورك، طوكيو، سان فرانسيسكو، بوسطن، لوس أنجلوس، سنغافورة العاصمة، تورنتو، باريس وفيينا).
أما في الوطن العربي فتعد مدينة دبي في الإمارات هي الأيقونة والنموذج، حيث حصلت على المركز 28 عالميا تلتها مدينة أبوظبي حصلت على المركز 68 عالميا.