اقتراع المصريين في الخارج.. ترجيح بإقبال على وقع مخاطر الإقليم
رجح خبراء أن تشهد انتخابات الرئاسة المصرية مع انطلاقها في الخارج إقبالا مع تنامي المخاطر الإقليمية.
وتزامن انطلاق الانتخابات الرئاسية في خارج مصر اليوم الجمعة ولمدة 3 أيام، مع انهيار الهدنة في غزة على الحدود الشرقية لمصر.
وأشار الخبراء -في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"- إلى أن وعي المصريين بخطورة القضايا الحالية، وفي مقدمتها الحرب على غزة بما تفرضه من تحديات ومخاطر وتأثير على الأمن القومي المصري، سيرفع نسب المشاركة في الداخل والخارج.
ومع بدء الحرب الإسرائيلية على غزة سعى مسؤولون إسرائيليون لاختبار فرضية تهجير سكان غزة إلى سيناء المصرية، وهو ما واجهته القاهرة برفض قاطع.
وقال الرئيس المصري، في مؤتمر سلام عقد في القاهرة، إن مصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية، وفي كل الأحوال لم يكن ذلك على حسابها.
وحذرت القاهرة من مخاطر هذا الطرح، في حين يشهد السودان على الحدود المصرية الجنوبية معارك ضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع، في حين لا تزال الأزمة في ليبيا على الحدود الغربية قائمة.
وفتحت 137 سفارة وقنصلية مصرية في 121 بلدا أبوابها لاستقبال الناخبين اليوم الجمعة، للتصويت من أجل انتخاب رئيس للبلاد، قبل أيام من انتخابات الداخل التي تنطلق في العاشر من ديسمبر/كانون الأول الجاري وتستمر 3 أيام.
وقالت وزيرة الهجرة المصرية سها جندي قبل أيام، بحسب بيان من الوزارة، إلى أنها "واثقة من كثافة مشاركة المصريين بالخارج الذين يبلغ تعدادهم نحو 14 مليونا في مختلف دول العالم"، دون أن يتم الإعلان رسميا عن عدد من يحق لهم التصويت من المصريين بالخارج.
ويخوض سباق الانتخابات الرئاسية 4 مرشحين، وهم عبدالفتاح السيسي الرئيس الحالي، الذي اختار "النجمة" رمزا له، وفريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، الذي يتخذ من "الشمس" رمزا له، وعبدالسند يمامة رئيس حزب الوفد، الذي يتخذ من "النخلة" رمزا له، وحازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري، ويتخذ من "السلم" رمزا له.
تأثير غزة!
وفي تقديره لحجم المشاركة، وتأثير الانتخابات في الخارج على الداخل المصري، قال الدكتور طارق فهمي، المحلل السياسي المصري لـ"العين الإخبارية"، بالتأكيد سيسجل المصريون في الخارج حضورهم في المشهد الانتخابي، لاهتمامهم بقضايا الوطن وبحدث الانتخابات نفسه، لكن هذا الحضور سيختلف من دولة لأخرى.
وأوضح: من المتوقع أن يكون إقبال المصريين في الدول العربية أكبر من أوروبا، لارتفاع أعداد الجالية المصرية في العالم العربي وتحديدا في السعودية والكويت.
ولفت إلى أن البيئة الحالية للانتخابات في الخارج تركز على قضايا الخارج مثل الحرب على غزة وتأثيرها على الأمن القومي المصري، والتحديات والمخاطر التي تواجه الرئيس القادم، أكثر من القضايا الاقتصادية.
وأوضح أن "الأولوية لدى الناخب ستكون للحفاظ على مقدرات الدولة الوطنية والاستقرار الأمني والسياسي".
وأكد فهمي أن خطورة القضايا الحالية، وفي مقدمتها، الحرب على غزة وتأثيرها على الأمن القومي المصري، والتحديات والمخاطر التي تواجه الرئيس القادم، سترفع نسب المشاركة.
وبشأن تأثير الانتخابات في الخارج على الداخل المصري، قال أستاذ العلوم السياسية، إن انتخابات الخارج سوف تعطي معاني ودلالات رمزية، بأن المواطن المصري حاضر وبقوة في الخارج رغم أي ظروف تعترضه، وهو ما يجب أن يكون في الداخل.
تحديات
الدكتور هشام النجار، المحلل السياسي، لم يختلف في تقديره عن سابقه، طارق فهمي، وقال النجار لـ"العين الإخبارية": "أتوقع مشاركة جيدة على الرغم من الأحداث الجارية في العالم وفي الإقليم وحرب غزة".
وفسر ذلك بقوله: "هناك اهتمام خاص من قبل المصريين بالانتخابات الرئاسية، نظرا للدور الذي تلعبه في رسم مستقبل البلاد وطريقة وفلسفة إدارتها في خضم هذه التحديات العاتية".
وبعكس التصور القائل بأن الأحداث الجارية قد تؤثر سلبا على المشاركة رأى النجار أن على عكس هذا التصور يدرك المصريون الآن حاجتهم لقيادة سياسية قادرة على إدارة المخاطر القائمة.
واجب وطني
طارق الخولي، وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري، أكد بدوره لـ"العين الإخبارية"، على أن المشاركة في أي انتخابات عامة هو حق دستوري وواجب وطني، لذلك نتطلع إلى مشاركة كثيفة من قبل المصريين في الخارج في هذه الانتخابات.
ونبه الخولي إلى أن "المصريين في الخارج هم جزء من النسيج الوطني، ودائما نفتخر بدورهم في المجتمعات التي يقيمون بها، لذا نتطلع لمشاركة قوية من قبل المصريين في الخارج في عملية التصويت الممتد على مدار 3 أيام".