مزاعم عرقلة مفاوضات غزة.. مصر تنذر بالانسحاب من جهود الوساطة
مصر تنفي ادعاءات بعرقلة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وتنذر بانسحابها الكامل من جهود الوساطة.
وفي تقرير سابق، قالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، نقلا عن 3 مصادر وُصفت بـ"المطلعة على المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة"، إن "المخابرات المصرية غيّرت في صمت بنود مقترح وقف إطلاق النار الذي وقعت عليه إسرائيل بالفعل في وقت سابق من هذا الشهر".
وأضافت الشبكة أن ذلك ما "أدى في النهاية إلى إحباط صفقة كان من الممكن أن تطلق سراح الرهائن الإسرائيليين وفلسطينيين من سجون إسرائيل، وتحدد مسارا لإنهاء القتال مؤقتا في غزة".
وفي أول رد مصري رسمي، قال الدكتور ضياء رشوان رئيس هيئة الاستعلامات المصرية، إن "المقال الذي نشره موقع سي إن إن الأمريكي حول ما أسماه تغيير مصر شروط صفقة وقف إطلاق النار، في قطاع غزة، هو في حقيقته محض ادعاءات خالية من أية معلومات أو حقائق".
وأضاف رشوان، في بيان نشرته الهيئة، مساء الأربعاء، أن المقال "لا يرتكز على أي مصادر صحفية يعتد بها وفق القواعد المهنية الصحفية المتعارف عليها عالميا".
وتحدى رشوان، موقع "سي إن إن" أن ينسب الادعاءات التي نشرها إلى مصادر أمريكية أو إسرائيلية رسمية محددة، وطالبه وكل وسائل الإعلام الدولية بتحري الدقة فيما ينشر عن "مثل هذه القضايا شديدة الحساسية"، وألا تستند المواقع في نشر بعض الادعاءات على مصادر مجهلة تطلق عليها "مصادر مطلعة".
وحذر من أن "مثل هذا المقال المغلوط والمليء بالمزاعم غير الصادقة لا يؤدي، وربما يهدف، إلى تشويه دور مصر الرئيسي والبارز في محاولات ومفاوضات وقف إطلاق النار بقطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي الدموي عليه قبل نحو ثمانية شهور".
وأبدى استغراب مصر من محاولات بعض الأطراف الإساءة للجهود الهائلة التي بذلتها - ولا تزال - على مدار الأشهر الماضية في محاولة للتوصل لوقف إطلاق النار بالقطاع، لمنع قتل وجرح مئات المدنيين الأبرياء يوميا والتدمير الممنهج لكل مظاهر الحياة في القطاع.
وأضاف أن ممارسة مصر لدور الوساطة في صفقة وقف إطلاق النار وتحرير المحتجزين بالقطاع والأسرى بإسرائيل، تم بناء على مطالبات وإلحاح متكررين من إسرائيل والولايات المتحدة للقيام بهذا الدور.
وشدد على أن ذلك "جاء نتيجة لإدراكهم مدى الخبرة والحرفية المصرية في إدارة مثل هذه المفاوضات، خاصة أن لمصر تجارب سابقة ناجحة متعددة، بين إسرائيل وحركة حماس".
إنذار
وأنهى رئيس الهيئة العامة للاستعلامات بيانه بالتأكيد على أن مواصلة محاولات التشكيك والإساءة لجهود وأدوار الوساطة المصري، بادعاءات مفارقة للواقع، لن يؤدي إلا لمزيد من تعقيد الأوضاع في غزة والمنطقة كلها.
كما حذر من أن ذلك "قد يدفع الجانب المصري لاتخاذ قرار بالانسحاب الكامل من الوساطة التي يقوم بها في الصراع الحالي".
وحمل رشوان أخيرا الأطراف المعنية، وخاصة تلك التي تروج الأكاذيب حول الموقف المصري، المسئولية الكاملة عن الكوارث الإنسانية غير المسبوقة وحرب الإبادة بقطاع غزة.
كما حملها "قتل وإصابة آلاف من الأبرياء الفلسطينيين وتشريدهم وتجويعهم وتدمير كل شيء بالقطاع، فضلا عن فقد المحتجزين الإسرائيليين لحياتهم نتيجة العملية العسكرية الإسرائيلية العدوانية على القطاع".