خيارات مصر للتعامل مع إسرائيل.. خبيران يوضحان لـ«العين الإخبارية» السيناريوهات
"التزام مصر الراسخ باحترام التزاماتها ومعاهداتها الدولية، لا يمنعها من استخدام كل السيناريوهات المتاحة للحفاظ على أمنها القومي وحماية الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني".
كلمات صدرت من مصدر مصري رفيع المستوى، ونقلتها وسائل إعلام مصرية، شدد فيها على ثبات الموقف المصري تجاه «العدوان الإسرائيلي» منذ بدايته، مُؤكّداً أن "الأمن القومي المصري وحقوق الشعب الفلسطيني في مقدمة أولوياته".
- «محاولات يائسة».. مصر ترد على تصريحات إسرائيل بشأن معبر رفح
- تحرك مصر ضد إسرائيل بـ«العدل الدولية».. ماذا يعني ذلك؟
لكن تلك الكلمات أثارت العديد من التساؤلات حول تلك السيناريوهات، وهو ما استطلعت "العين الإخبارية" آراء الخبراء لمعرفته.
التزام بالثواب
ويقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور طارق فهمي، إن "التصريح يؤكد ثوابت الأمن القومي المصري وثوابت القاهرة تجاه القضية الفلسطينية".
أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أوضح في حديث لــ"العين الإخبارية" أن مصر أشارت إلى المعاهدات الدولية وتقصد هنا "معاهدة السلام" والبروتوكول الأمني بيننا وبين إسرائيل.
ولفت إلى أن "هناك رأيين أولهما أن إسرائيل انتهكت المعاهدة بالوجود على معبر رفح من الجانب الفلسطيني واحتلت المعبر، والآخر أنها لم تنتهك المعاهدة بالدخول إلى حدود الأراضي المصرية كما فعلت القاهرة سابقاً بمحاربة الإرهاب".
ويُجمع الرأيان على أن أي وجود إسرائيلي على المعبر يُشكل خطرًا على الأمن القومي المصري وخطًا أحمر لا يمكن تجاوزه.
وأوضح فهمي أن القاهرة تعتبر القضية الفلسطينية مسؤولية مصرية عُليا، وبالتالي ستستمر في دعمها.
وأضاف أن مصر ستُحول أقوال المسؤولين إلى أفعال وستتخذ مواقف حازمة في مواجهة إسرائيل، وذلك من خلال قوة ردع قائمة على الأرض.
وتشمل بعض السيناريوهات المطروحة:
• تجميد أو إلغاء معاهدة السلام.
• وقف التعامل بالبروتوكول الأمني.
ومع استمرار التصعيد الإسرائيلي في مناطق غرب رفح، ودخول قوات الجيش الإسرائيلي للحي البرازيلي، لا تزال مصر ترفض فتح معبر رفح حتى الآن، وذلك على الرغم من التصريحات الأمريكية ومحاولاتها تحميل مصر مسؤولية ما يجري.
وفي هذا السياق، صعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو من لهجته، مدّعياً أن "الأسرى لدى مصر". هذا التصريح من مسؤول رسمي إسرائيلي يتطلب التعامل معه بجدية ورد قوي.
وتؤكد مصر مجدداً على رفضها التخلي عن مسؤوليتها تجاه الشعب والقضية الفلسطينية، وذلك على الرغم من الضغوطات الأمريكية في هذا الملف.
ومن جانبه، أكد مدير المركز المصري للفكر والدراسات، العميد خالد عكاشة، على السيناريوهات المصرية التي طرحتها الخارجية المصرية والهيئة العامة للاستعلامات.
وأوضح العميد عكاشة في حديث لـ"العين الإخبارية" أن "التصريح المصري جاء للضغط على مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، بهدف إجبار إسرائيل على استئناف المفاوضات والقبول بالوساطة المصرية".
وأشار إلى أن القاهرة ترى في مبادرتها، التي حظيت بقبول جميع الأطراف، الحل الأكثر نضجًا لمختلف المعضلات، إلا أنها واجهت تعطيلًا من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بينما حظيت بترحيب أمريكي.
وذكر عكاشة أن مصر تأمل خلال الأيام المقبلة استئناف ما تم التوصل إليه خلال جولة المفاوضات الأخيرة، وتشكيل إرادة قوية لدى الطرفين لإنجاز الاتفاق، الذي يتضمن صفقة تبادل للأسرى ووقفًا طويلًا لإطلاق النار، مما يوفر الوقت لسكان فلسطين وقطاع غزة، ويسمح بدخول المساعدات وتوفير ممرات آمنة لعودة الأهالي إلى منازلهم.
وأكد عكاشة أن دخول إسرائيل إلى رفح من الجانب الفلسطيني هو ما أدى إلى تصعيد الأوضاع وتعطل توقيع الهدنة وتوقف المفاوضات.
aXA6IDMuMTQ1LjMzLjIzMCA= جزيرة ام اند امز