«الجنائية الدولية».. إسرائيل تناشد «العالم المتحضر» والغرب «في ورطة»
مع إرهاصات صدور مذكرة من المحكمة الجنائية الدولية، تدعو لاعتقال قادتها سارعت إسرائيل بتغيير نبرة التحدي التي استبقته، إلى مناشدة وجهتها لـ"دول العالم المتحضر" بعدم تنفيذ القرار، ما يضع تلك الدول، خاصة الغربية، في ورطة.
ودعت إسرائيل، الثلاثاء، "دول العالم المتحضر" لعدم التعاون مع مذكرات اعتقال يتوقع أن تصدر عن المحكمة الجنائية الدولية ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت.
مذكرات اعتقال بـ124 دولة
وهناك 124 دولة موقعة على ميثاق روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية قد يجد رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه معرض للاعتقال فيها حال صدور مذكرات الاعتقال.
وكان كريم خان، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، أعلن، الاثنين، إنه طلب من المحكمة إصدار مذكرات اعتقال ضد نتنياهو وغالانت بتهم جرائم الحرب وضد الإنسانية.
وحال موافقة المحكمة على طلب خان فإنه سيتم تعميم مذكرات الاعتقال على الدول التي طالبها خان في بيانه، الثلاثاء، بالتعاون مع قرارات المحكمة.
مناشدة إسرائيلية
وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية تال هاينريتش، في مؤتمر صحفي، الثلاثاء: "إننا ندعو دول العالم الحر المتحضر، والدول التي تحتقر الإرهابيين وكل من يدعمهم، إلى الوقوف إلى جانب إسرائيل. ينبغي عليكم أن تدينوا هذه الخطوة بشكل صريح، كما فعلت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وجمهورية التشيك، على سبيل المثال".
وأضافت موجهة رسالتها إلى الدول: "تأكدوا من أن المحكمة الجنائية الدولية تفهم موقفكم. عارضوا قرار المدعي العام وأعلنوا أنه حتى لو تم إصدار أوامر الاعتقال، فإنك لا تنوي تنفيذها. لأن الأمر لا يتعلق بزعمائنا، بل يتعلق ببقائنا كأمة إسرائيل".
وردا على سؤال إن كان نتنياهو وغالانت سيتوقفان عن زيارة الدول الأعضاء في المحكمة حال صدور مذكرات اعتقال من المحكمة، قالت: "دعونا ننتظر ونرى".
وحول استراتيجية إسرائيل في مواجهة قرار المدعي العام للجنائية الدولية أضافت: "لا أستطيع أن أتحدث عن استراتيجيتنا القانونية للمضي قدمًا".
واستدركت: "ولكن هذا هو الشيء الذي يجب على المرء أن يتذكره وهو أن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية لا ينطبق على إسرائيل".
وأضافت: "ونحن ندعو أيضا، دول العالم المتحضر الحليفة، إنهم يعرفون بالضبط ما نتوقع منهم أن يفعلوه، ونحن ننقل هذه الرسالة إلى أصدقائنا من حولنا وأي شخص لديه وضوح أخلاقي".
«الغرب» في مأزق
وتضع مذكرة الاعتقال حال تعميمها الدول الغربية الموقعة على بروتوكول المحكمة في مأزق، وهو ما أفصحت عنه ألمانيا.
وشكل هذا الطلب مأزقا لألمانيا بسبب دعمها لإسرائيل تاريخيا، وكونها عضو في المحكمة الجنائية الدولية وتنتهج سياسة طويلة الأمد تتمثل في الوقوف وراء "النظام الدولي القائم على القواعد".
وإذا أصدرت المحكمة أوامر الاعتقال، فسيكون على ألمانيا، مثل الأعضاء الآخرين في المحكمة، التزام قانوني بإلقاء القبض على نتنياهو إذا دخل البلاد. وسبق أن أحجمت دول أعضاء عن تنفيذ أوامر المحكمة.
وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية الثلاثاء "الاتهامات التي وجهها المدعي العام خطيرة ويجب إثباتها".
وأضاف أن "ألمانيا تفترض أن القضاة سيأخذون في الاعتبار وهم يقررون ما إذا كانوا سيصدرون مذكرتي الاعتقال أن إسرائيل تتمتع بنظام ديمقراطي وسيادة القانون ولديها نظام قضائي مستقل".
وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الليتواني في بالانجا اليوم: "نتحدث عن التقدم بطلب لإصدار أوامر اعتقال وليس عن إصدارها، وأعتقد أن من الواضح أن ذلك سيضعنا في معضلة حقيقية.. نحن ننتظر القرار".
ومن الممكن أن يؤدي إصدار مذكرة اعتقال بحق مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية إلى تعارض التزام ألمانيا بسيادة القانون مع مصلحتها الوطنية.
وكتب السفير الإسرائيلي رون بروسور على مواقع التواصل الاجتماعي "المصلحة الوطنية الألمانية تخضع الآن للاختبار".
وأضاف "التصريح العلني بأن لإسرائيل الحق في الدفاع عن النفس يفقد مصداقيته إذا تم تقييد أيدينا عندما نشرع في الدفاع عن أنفسنا".
روسيا تنتقد تحركات أمريكا
وفي سياق متصل، عبر الكرملين عن استغرابه الشديد من استعداد الولايات المتحدة لفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية التي سعى مدعيها العام إلى إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت و3 قياديين في حركة حماس بشأن جرائم حرب مزعومة.
ووصف الرئيس الأمريكي جو بايدن الخطوة القانونية بأنها "شائنة"، فيما قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن إنها قد تعرض مفاوضات اتفاق الرهائن ووقف إطلاق النار للخطر، بينما دعا مشرعون أمريكيون الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات على المحكمة.
وفرضت الولايات المتحدة في 2020 عقوبات على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين، إن "موقف الولايات المتحدة واستعدادها لاستخدام أسلوب العقوبات حتى ضد المحكمة الجنائية الدولية هو أمر يتجاوز (حتى) حد الغرابة".
وتأتي هذه التصريحات رغم أن روسيا ليست طرفا في نظام روما الأساسي الذي تأسست بموجبه المحكمة الجنائية الدولية ولا تعترف بسلطتها، كما أن المحكمة ذاتها سبق وأن أصدرت مذكرة اعتقال بحق الرئيس فلاديمير بوتين على خلفية حرب أوكرانيا.
aXA6IDE4LjIyNi4yMjYuMTU4IA== جزيرة ام اند امز