«جنين» على صفيح ساخن.. اعتداءات إسرائيلية متكررة
ما إن تنتهي عملية عسكرية إسرائيلية في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية حتى تبدأ أخرى جديدة، لتزيد معاناة الفلسطينيين فيه.
أحدث تلك العمليات وقعت فجر اليوم الثلاثاء، وأسفرت عن مقتل 7 فلسطينيين، بينهم طبيب وتلميذ ومعلم، وإصابة 9 بينهم 2 في حال الخطر برصاص الجيش الإسرائيلي، بحسب ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية.
وكان المئات من الجنود الإسرائيليين اجتاحوا مخيم جنين فجر اليوم في عملية قال الجيش الإسرائيلي إنها "تهدف إلى إحباط عمليات ضد أهداف إسرائيلية".
وعلى مدى العامين الماضيين، استهدف الجيش الإسرائيلي مخيم جنين بسلسلة من عمليات الاجتياح المتلاحقة.
ومخيم جنين هو الوحيد في الضفة الغربية الذي فيه صفارات إنذار محلية تطلق حال اقتراب الجيش الإسرائيلي لاقتحامه.
ماذا حدث اليوم؟
قالت مصادر محلية في المخيم لـ"العين الإخبارية" إن مئات الجنود الإسرائيليين، ترافقهم قوات خاصة إسرائيلية، اقتحموا جنين فجر اليوم الثلاثاء من عدة محاور ما أدى إلى اندلاع مواجهات في المخيم ومحيطه.
وأشارت المصادر إلى أن جرافات رافقت القوات الإسرائيلية وقامت بإحداث تدمير في البنى التحتية بما في ذلك محيط مستشفى جنين الحكومي.
وبحسب المصادر ذاتها فإن أصوات انفجارات تسمع في أنحاء المخيم وأصوات إطلاق رصاص لا يتوقف.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه إن 7 فلسطينيين قتلوا و9 أصيبوا برصاص الجيش الإسرائيلي، من بينهم إصابتان بحالة خطيرة.
وناشدت الوزارة بشكلٍ عاجل المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والإنسانية بالتدخل الفوري لحماية أبناء الشعب الفلسطيني وكوادره الطبية ومستشفياته، بموجب اتفاقية جنيف الرابعة.
ما هو مخيم جنين؟
أقيم مخيم جنين في العام 1953 ويعد ثاني أكبر مخيم للاجئين بالضفة الغربية، بعد مخيم بلاطة بقضاء نابلس في شمالي الضفة الغربية.
وتقدر مساحة المخيم بحوالي 473 دونما، وتقول وكالة "أونروا": " تقدر الكثافة السكانية في المخيم بنحو 56,257 نسمة لكل كيلومتر مربع، وهناك 23 ألفا و628 لاجئا فلسطينيا مسجلين في المخيم في عام 2022".
وأوضحت أن هذا الرقم لا يمثل العدد الفعلي للاجئي فلسطين الموجودين في المخيم ولكنه يمثل عدد لاجئي فلسطين المسجلين لدى الأونروا في المخيم.
وبحسب الأونروا، "يشهد مخيم جنين أيضا واحدا من أعلى معدلات البطالة والفقر بين مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية البالغ عددها 19 مخيما".
وكان العديد من السكان يعتمدون في السابق على العمل في إسرائيل، الأمر الذي تم تقليصه بشدة منذ بناء الجدار العازل وتنفيذ نظام التصاريح في العبور،وقد أثرت البطالة والفقر على الشباب بشكل خاص، مما أدى إلى انتشار عدم الرضا والإحباط على نطاق واسع وساهم في ارتفاع معدلات التسرب من المدارس بين الأطفال الأصغر سنا بالمخيم.
وأوضحت الأونروا أن "مخيم جنين يقع ضمن حدود بلدية جنين في شمال الضفة الغربية"، مشيرة إلى أن المخيم كان مسرحا لمعاناة كبيرة، إذ تأسس في عام 1953 بعد تدمير المخيم الأصلي في المنطقة في عاصفة ثلجية، كما تأثر بشدة بالانتفاضة الثانية.
وكانت أضخم العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد المخيم في مطلع أبريل/نيسان 2002 حينما حاصر الجيش الإسرائيلي المخيم وفرض على سكانه حظرا للتجول لمدة 10 أيام وقطع عنهم الماء والكهرباء.
وفي حينه اقتحم الجيش الإسرائيلي المخيم باستخدام مروحيات و60 دبابة حيث انتهى الاجتياح بتدمير 10% من المخيم ومقتل وإصابة العشرات من الفلسطينيين.
لماذا مخيم جنين؟
يدعي الجيش الإسرائيلي أنه في العامين الماضيين تحول المخيم إلى "ملجأ للمسلحين الفلسطينيين الذين ينفذون أو يخططون لتنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية في الضفة الغربية".
والأهداف المقصودة هي مواقع عسكرية بالإضافة إلى جنود أو مستوطنين إسرائيليين.
aXA6IDMuMTMzLjE1MS45MCA= جزيرة ام اند امز