دماء على الأسرّة البيضاء.. ماذا حدث في مستشفى «ابن سينا» بجنين؟
تطور نوعي شهدته عمليات إسرائيل في الضفة الغربية اليوم الثلاثاء، بقتل 3 فلسطينيين في اقتحام مستشفى "ابن سينا" بجنين شمالي الضفة.
وبحسب الدكتور توفيق الشوبكي، الناطق بلسان مستشفى "ابن سينا" فإن حادث القتل غير مسبوق، حيث كانت إسرائيل تقتحم المستشفيات أو المراكز الطبية لاعتقال بعض الأشخاص، لكنها المرة الأولى التي تقتحم فيها مستشفى لقتل نشطاء.
وأظهرت التسجيلات الداخلية لمستشفى "ابن سينا" في جنين عددا من أفراد القوات الخاصة الإسرائيلية خلال اقتحام المستشفى مرتدين زي أطباء.
وبحسب التسجيلات فقد تنكر أحدهم بزي طبيب وكانت أخرى ترتدي الحجاب وثالث يرتدي زي مسعف وآخرون يرتدون أزياء مدنية، ويحملون جميعا أسلحة رشاشة.
وبحسب شهود عيان، فقد تم اقتحام المستشفى قرابة الساعة السادسة صباحا من قبل أفراد وحدة المستعربين، الذين توجهوا إلى إحدى الغرف حيث يعالج باسل الغزاوي من شلل نصفي، حيث تم اغتيال باسل وشقيقه محمد الذي كان يرافقه سويا مع صديقه محمد جلامنة.
وقال الدكتور توفيق الشوبكي، الناطق بلسان مستشفى ابن سينا، لـ"العين الإخبارية" إن "ما حدث هو أن قوة خاصة إسرائيلية اغتالت مريضاً مع مرافقين اثنين له داخل المستشفى".
وأضاف أن "قوة خاصة إسرائيلية تضم أكثر من 10 أشخاص تنكروا بزي فلسطيني وزي أطباء واقتحموا المستشفى وقتلوا الشباب الثلاثة داخله".
وأشار إلى أن "القوة الإسرائيلية اعتدت على الأطباء والممرضين وأمن المستشفى في أثناء الاقتحام"، مؤكدا أن تلك العملية غير مسبوقة.
وأوضح أن باسل الغزاوي كان يعالج في المستشفى منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي إذ كان يعاني من شلل نصفي.
مع انتهاء عملية الاغتيال كان الدم ينتشر في كل أنحاء الغرفة وعلى الأسرة الطبية.
من جانبها، طالبت وزيرة الصحة الفلسطينية الدكتورة مي الكيلة، بشكل عاجل الهيئة العامة للأمم المتحدة والمؤسسات الدولية والمنظمات الحقوقية بوضع حد لسلسلة الجرائم اليومية التي ترتكبها إسرائيل بحق أبناء الشعب الفلسطيني والمراكز الصحية في قطاع غزة والضفة الغربية، وضرورة توفير الحماية اللازمة لمراكز وطواقم العلاج والإسعاف.
وقال الكيلة في بيان إن "هذه الجريمة تأتي بعد عشرات الجرائم التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية بحق مراكز وطواقم العلاج، ويوفر القانون الدولي حماية عامة وخاصة للمواقع المدنية، ضمنها المستشفيات، وفقاً لاتفاقية جنيف الرابعة والبروتوكولين الإضافيين الأول والثاني لاتفاقيتي جنيف لعام 1977 ولاهاي لعام 1954".
تبرير إسرائيلي
وأقر الجيش الإسرائيلي رسميا بتنفيذ عملية الاغتيال لثلاثة فلسطينيين من بينهم شقيقان.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له إنه: "في عملية مشتركة للجيش والشاباك والوحدة الشرطية الخاصة تم تحييد محمد جلامنة ناشط عسكري في حماس تورط طيلة الفترة الماضية بتخطيط لنشاطات ملموسة واختبأ داخل مستشفى ابن سينا في مدينة جنين حيث تم العثور على مسدس تمت مصادرته من قبل القوات".
وأضاف أن "محمد جلامنة البالغ من العمر 27 عاما يمكث منذ فترة طويلة داخل مخيم جنين وكان على تواصل مع قيادة حماس في الخارج وأصيب عندما حرص على تطوير تنفيذ عملية بواسطة سيارة مفخخة. كما نقل جلامنة أسلحة وذخيرة إلى نشطاء لتنفيذ عمليات إطلاق نار وخطط لعملية اقتحام في محاكاة لأحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول".
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه "إلى جانب جلامنة تم تحييد ناشطيْن عسكرييْن آخرييْن اختبئا في المكان وهما محمد غزاوي من مخيم جنين والناشط في كتيبة جنين والمتورط في نشاطات عديدة بما فيها عمليات إطلاق نار نحو قوات الجيش في المنطقة بالإضافة إلى باسل غزاوي شقيق محمد والناشط في الجهاد الإسلامي والمتورط في نشاطات في المنطقة".
وختم الجيش الإسرائيلي بيانه: "منذ فترة طويلة يختبئ عدد كبير من المطلوبين داخل المستشفيات ويستخدمونها منطلقًا لتخطيط نشاطات وللخروج لتنفيذها معتقدين أن المستشفيات ستوفر لهم الحماية من نشاط قوات الأمن".